الخليج أونلاين-
لا يكاد يمضي شهر إلا وتكثف قوات دول مجلس التعاون الخليجي مناوراتها العسكرية التي تجريها مع شركائها وحلفائها بهدف تعزيز الجاهزية القتالية لجيوشها ورفع كفاءتها.
منذ مطلع العام الجاري كثفت القوات الخليجية من تدريباتها والمناورات مع دول أخرى بشكل كبير، وتجلى ذلك بوضوح في مايو الماضي ويونيو الجاري، وسط استمرار التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وتتحول المنطقة إلى مسرح عمليات لمناورات عسكرية على نحو شبه دائم، وتبدو منطقة الخليج هي الأكثر ازدحاماً بجدول المناورات، وتعد الولايات المتحدة هي القاسم المشترك في أغلبها.
اجتماع عسكري رفيع
في 9 يونيو 2020 عقد قادة القوات الجوية والدفاع الجوي بالقوات المسلحة بدول مجلس التعاون اجتماعاً عبر الاتصال المرئي بمشاركة ممثل عن الشؤون العسكرية بالأمانة العامة، وممثل عن القيادة العسكرية الموحدة.
وبحسب بيان لمجلس دول التعاون، فقد تناول الاجتماع عدداً من الموضوعات التي تتعلق بمجالات العمل العسكري الخليجي المشترك فيما يختص بالقوات الجوية والدفاع الجوي للقوات المسلحة بدول مجلس التعاون.
وأوضح البيان أن ذلك يأتي بما يكفل تطوير ودفع العمل العسكري لتحقيق التكامل الدفاعي بين دول المجلس، والارتقاء قدماً في مسيرة التعاون والتنسيق العسكري الخليجي المشترك.
مناورات وتدريبات كويتية
كان لافتاً إعلان الجيش الكويتي، في يونيو 2021، مغادرة وحدة عسكرية إلى تركيا للمشاركة في تدريب مشترك مع الجيش التركي في إطار تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات، بعد أكثر من عامين على توقيع مذكرة تعاون دفاعي.
وبحسب بيان لرئاسة أركان الجيش الكويتي، فإن القوة الكويتية غادرت البلاد "للمشاركة في تمرين مشترك مع الجانب التركي ممثلةً بلواء المغاوير/25".
وأوضح البيان أن "التمرين يعقد في الجمهورية التركية الصديقة خلال الفترة ما بين 7 و17 يونيو الجاري".
وسبق للواء المغاوير الكويتي المشاركة في تمرين مع الجانب التركي لكن ذلك كان قبل 6 سنوات، وتحديداً في 2015.
وأعلن الجيش الكويتي استمراراً لإعداده، تنفيذ القوة البحرية التابعة له، في يومي 9 و10 يونيو 2021، رماية تدريبية بالذخيرة الحية.
تمارين ومناورات سعودية
وفي المقابل فإن القوات السعودية التي تخوض قتالاً مع الحوثيين في اليمن، وزاد التوتر مؤخراً بينها وبين إيران، قد كثفت من تدريباتها ومناوراتها المشتركة، فقد أطلقت، في 8 يونيو 2021، مناورة "مخالب الصقر 4"، بين القوات البرية للمملكة ونظيرتها الأمريكية، في المنطقة الشمالية الغربية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" إن التمرين الذي انطلق بالمنطقة الشمالية الغربية بالمملكة "يهدف لتوثيق العلاقات العسكرية"، دون إشارة إلى عدد المشاركين فيه أو مدته.
ونشرت وزارة الدفاع السعودية، في 7 يونيو، مقطع فيديو لاختتام مناورات تمرين الذخيرة الحية لمختلف أنظمة الدفاع الجوي، في وقت جرت مباحثات بين قائد القوات الجوية السعودية وقائد سلاح الجو الملكي البحريني.
وفي 5 يونيو، اختتمت القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية اليونانية مناورات تمرين "عين الصقر 2" التي استمرت أسبوعين في قاعدة الملك فيصل الجوية بالقطاع الشمالي بالمملكة.
جاء ذلك بعد أكثر من شهرين من اختتام مناورات بين القوات السعودية ونظيرتها اليونانية، استمرت 10 أيام، في قاعدة "سودا" الجوية باليونان.
وفي 3 يونيو اختتمت فعاليات تدريب "تبادل الخبراء في الرماية"، الذي أجرته قوات مشاة البحرية السعودية ونظيرتها الأمريكية في قاعدة "الملك فيصل" البحرية بمدينة جدة.
وفي 23 مايو، أعلنت الرياض اختتام مناورات جوية مع واشنطن بعنوان "سراب الصحراء 3"، والتي شهدت تدريبات تهدف إلى "التصدي للتهديدات الناشئة".
تمرين خليجي مشترك
في السعودية أيضاً انطلقت، في 6 يونيو، مناورات جوية مشتركة في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالقطاع الأوسط، وهي قاعدة عسكرية سعودية جوية، تقع في جنوب شرق مدينة السيح عاصمة الخرج الإدارية بالسعودية، وذلك بمشاركة خليجية واسعة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن مناورات التمرين الجوي المشترك والمختلط تحمل اسم "طويق 2"، وتتطلب مستوى عالياً من الكفاءة والاحتراف في الجوانب العملياتية والفنية والإدارية.
وأوضحت أن المناورات تعرف مشاركة دول خليجية منها سلطنة عُمان والإمارات، إضافة إلى الأردن ومصر، في حين تشارك الكويت والبحرين كمراقبين للمناورات.
ولفتت إلى أن التمرين المشترك يستمر أسبوعين، ويهدف إلى رفع أعلى درجات الاستعداد وتحقيق التوافق والتكامل العملياتي.
إطار طبيعي
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي إسماعيل أيوب إن منطقة الشرق الأوسط هي أكثر منطقة مستوردة للسلاح في العالم، كما أنها أكثر منطقة بها توترات سياسية وعسكرية.
وأوضح "أيوب"، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن هذه التوترات تتجلى بوضوح في العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا وغيرها، إضافة إلى التوترات في شطري ضفة الخليج العربي بين دول الخليج وإيران.
وأشار إلى أن وجود أسلحة حديثة متطورة يعني بالضرورة مصدر جلب للمشاريع العسكرية خاصة بين الدول المنتجة والدول الحليفة.
ولفت إلى وجود مناورات عسكرية في السعودية أو الكويت أو الخليج أو البحر المتوسط تأتي في الإطار الطبيعي، مستبعداً وجود مشاريع حروب أخرى.
ويعتقد أنها تأتي للتدريب على الأسلحة الجديدة المستَورَدة من الخارج، وفي إطار التحالفات العسكرية بين دول الخليج والدول الغربية.
أما بشأن المناورات الإيرانية فيقول "أيوب" إنها تأتي في سياق استعراض العضلات في ظل التخوف الإيراني من التوترات التي قد تنجم عن مفاوضات الاتفاق النووي والبرنامج الصاروخي.
تدريبات قطرية سودانية
في 23 مايو الماضي، أعلن الجيش السوداني تنفيذ تمرين مشترك مع القوات القطرية، بعد آخر مع القوات المصرية المسمى "حماة النيل".
وذكر الجيش السوداني، في بيان، أنه في إطار تنفيذ السياسة التدريبية لقواته، وتماشياً مع اتفاقات مشتركة، وسعياً لاكتساب المهارات وصولاً إلى الكفاءة القتالية، أجريت في ختام مايو عدة فعاليات تدريبية.
وأوضح البيان أنه "سيجري تنفيذ تمرين (حماة النيل) بين القوات المسلحة السودانية والمصرية، يشارك فيها كل من القوات البرية والجوية وقوات الدفاع الجوي من الجانبين، ستنفذ بمناطق أم سيالة (شمال)، والأبيض (جنوب)، ومروي (شمال)، وهي امتداد لتمارين سابقة".
وتابع: "ويعقب تمرين حماة النيل (من 26 - 31 مايو) تمرين بحري مختلط بين القوات البحرية السودانية والمصرية بالبحر الأحمر، وكذلك سيتم تنفيذ مشروع تدريبي مختلط مع القوات القطرية بمنطقة جبيت (شرق) تشارك فيه بعض وحدات المنطقة"، دون تفاصيل أكثر.
ومنذ مطلع العام الجاري، أجرت معظم دول الخليج مناورات مكثفة، بالتزامن مع التوتر في منطقة الخليج، والتهديدات المتبادلة بين واشنطن و"إسرائيل" من جهة، وإيران ومليشياتها في المنطقة من جهة أخرى.
مناورات إماراتية
وفي 30 مايو الماضي اختتمت فعاليات التمرين المصري الإماراتي المشترك "زايد 3" في الإمارات بمشاركة وحدات من القوات البرية للبلدين، بعد 9 أيام كاملة.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، فإن المناورات أتت في إطار البرامج العسكرية المجدولة بين البلدين بهدف تبادل الخبرات العسكرية والقتالية وتعزيز الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة الإماراتية والمصرية.
وأشارت إلى أن القوات المسلحة الإماراتية والمصرية تحتل مكانة رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي بما تمتلكانه من قدرات عسكرية نوعية ومتطورة وخبرات قتالية عالية تجعلهما قادرتين على مواجهة مختلف التحديات التي تهدد أمن المنطقة، وفق الوكالة.
وعلى هامش المناورات جرت مباحثات بين رئيس الأركان الإماراتي الفريق الركن حمد الرميثي، وقائد القوات الجوية المصرية الفريق طيار محمد عباس حلمي. حيث بحثا التعاون بين البلدين في المجالات المتعلقة بالشؤون الدفاعية وتبادل الخبرات والزيارات والتنسيق المشترك.
وفي 26 مايو المنقضي جرت مباحثات بين وزير شؤون الدفاع الإماراتي محمد البواردي، ورئيس هيئة الأركان السعودي الفريق أول فياض الرويلي، بالعاصمة أبوظبي، بحضور رئيس الأركان الإماراتي.
وبحث اللقاء "العلاقات الأخوية الثنائية التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين، وسعيهما لتطوير التعاون في كافة المجالات، خاصة في المجال العسكري والدفاعي".