متابعات-
منذ تصاعد الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان (بداية يناير الجاري) وسقوط عدد من القتلى والجرحى في البلاد، تفاعلت دول مجلس التعاون الخليجي مع تلك الأحداث، وبدأت إصدار بيانات ومواقف مما يحدث.
وانطلقت الشرارة الأولى للاحتجاجات في كازاخستان عقب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز المسال الذي يستخدمه العديد من الكازاخيين لتزويد سياراتهم بالوقود، ثم تحولت إلى احتجاجات تطالب بتنحي قيادة البلاد.
ومع تطور الأوضاع في البلاد أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، (الخميس 6 يناير الجاري)، إرسالها إلى كازاخستان "قوات حفظ سلام" تلبية لطلب وجهه إليها رئيس البلد الغارق في احتجاجات شعبية استدعت فرض حالة طوارئ.
التفاعل الخليجي
مع استمرار الاحتجاجات في كازاخستان تفاعلت دول الخليج مع تلك الأحداث، حيث أجرى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالاً هاتفياً برئيسها قاسم جومارت توكاييف، (السبت 8 يناير الجاري).
وخلال الاتصال أطلع توكاييف الشيخ تميم على مستجدات الأزمة الأمنية التي تشهدها عدة مدن كازاخية، والجهود المبذولة لتهدئة تلك الأوضاع، وتعزيز الأمن والاستقرار في كازاخستان.
وخلال الاتصال، أعرب أمير قطر "عن ثقته بقدرة السلطات الكازاخستانية على تجاوز هذه الأزمة، وإعادة الأمور إلى طبيعتها في هذا البلد الشقيق"، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وإلى جانب مباحثات أمير قطر مع رئيس كازاخستان، أكدت دولة الإمارات أنها تتابع عن كثب و اهتمام التطورات الأخيرة هناك، مشددة على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد بشكل عاجل.
وشدد بيان لوزارة الخارجية الإماراتية على دعم دولة الإمارات لجهود كازاخستان في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وذلك ضمن إطار المؤسسات وسيادة القانون والدستور، وبما يحقق آمال وتطلعات الشعب الكازاخستاني.
ومن أشكال التفاعل الخليجي مع الأزمة دعوة السعودية مواطنيها في كازاخستان حالياً للالتزام بتعليمات حظر التجوال التي فرضتها السلطات لمواجهة الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، في حين أهابت سفارة دولة الكويت لدى كازاخستان بالكويتيين الراغبين بالسفر إلى هناك تأجيل سفرهم؛ نظراً "لاستمرار حالة الطوارئ".
دول الخليج وكازاخستان
ترتبط دول الخليج العربي بعلاقات متينة مع كازاخستان، تتمثل في اتفاقيات سياسية واقتصادية، وزيارات متبادلة بين القادة والزعماء.
وعلى صعيد السعودية وكازاخستان تجمع البلدين الكثير من العلاقات القوية، أبرزها في المجال الاقتصادي، حيث كانت آخر اتفاقية وقعت بين الجانبين في سبتمبر الماضي.
تمثلت تلك الاتفاقية في مذكرة تفاهم؛ لدعم استكشاف مجالات التعاون بين البلدين وتعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية والشراكات طويلة الأجل بين القطاع الخاص في المملكة وكازاخستان.
من جهتها، أقامت قطر العلاقات الدبلوماسية مع كازاخستان في يوليو عام 1993، وتم فتح السفارة القطرية في أستانة في شهر مايو عام 2008، كما افتتحت السفارة الكازاخستانية في الدوحة في شهر مايو عام 2007.
وزار أمير دولة قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة، كازاخستان خلال عام 1999، حيث تمت مناقشة مشاركة الجانب القطري في بناء العاصمة الجديدة أستانة.
وتعد اللجنة الحكومية المشتركة الكازاخستانية القطرية آلية مهمة لتطوير وتوسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية.
وإلى جانب السعودية وقطر، ترتبط الإمارات وكازاخستان بشراكة استراتيجية وعلاقات امتدت أكثر من 26 عاماً توجتها زيارات متبادلة وتعاون مشترك في جميع المجالات.
أما على صعيد العلاقات الكازاخستانية الكويتية فهي تعد قوية ومتينة، وبنيت على أسس صلبة من الصداقة والأخوة والثقة، والاحترام المتبادل، إضافة إلى زيادة التعاون في المجال الاقتصادي، حيث يوجد بين البلدين 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسير العلاقات الثنائية وتشكل الإطار القانوني لها.
كما تعد سلطنة عُمان من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات سياسية واقتصادية مع كازاخستان، إضافة إلى تطور مستمر في العلاقات الاقتصادية.
وكان آخر أشكال العلاقات بين كازاخستان والبحرين، اجتماع وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، في سبتمبر الماضي، مع نظيره الكازاخستاني، مختا تلبو، بحث خلالها زيادة التعاون.
وضمن أشكال العلاقات القوية بين دول الخليج وكازاخستان، وقعت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، في أكتوبر الماضي، على مذكرتي تفاهم مع وزارتي خارجية كازاخستان وأوزبكستان، لإجراء المشاورات السياسية والتعاون المشترك بين الجانبين.
كازاخستان في سطور
من المعروف أن كازاخستان بلاد مساحتها كبيرة جداً تساوي مساحتها أوروبا الغربية، حيث تبلغ نحو 2.7 مليون كيلومتر مربع، وهي تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
يحدها من الشمال الغربي والشمال روسيا، ومن الشرق الصين، ومن الجنوب قيرغيزستان وأوزبكستان وبحر آرال وتركمانستان، كما يحد بحر قزوين المغلق كازاخستان من الجنوب الغربي، وهي لا تطل على سواحل مفتوحة، وتُعد أكبر دولة حبيسة في العالم.
وتمتلك كازاخستان أكبر احتياطيات نفطية في منطقة بحر قزوين، وتنتج حوالي 1.1 مليون برميل يومياً من النفط الخام، ولديها موارد معدنية كبيرة وإمكانات اقتصادية هائلة حيث تحتوي على ثروات طبيعية كالفحم والغاز.
ويبلغ عدد سكان كازاخستان نحو 18 مليون نسمة، وهي دولة متنوعة من الناحية العرقية حيث يشكل الكازاخ حوالي ثلثي السكان، والروس أقل بقليل من الربع، والأقليات الأصغر بقية السكان.
وأعلنت كازاخستان سيادتها في 25 أكتوبر من عام 1990، واستقلالها الكامل في 16 ديسمبر عام 1991.