أشرف كمال - الخليج أونلاين-
في تطور جديد ينذر باحتمال تصعيد المواجهة بين العديد من دول المنطقة، قالت قناة عبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر منظومة رادارية في عدد من دول الشرق الأوسط بينها الإمارات والبحرين.
ووفقاً لما نشرته القناة العبرية الـ12 (9 يونيو 2022) فإن الهدف من نشر منظومة الرادار الإسرائيلية "مواجهة تهديدات إيران الصاروخية"، فيما لم تعلق أبوظبي أو المنامة رسمياً على هذه الأنباء.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قالت، في اليوم نفسه، إن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس قدما مشروع قانون يقترح على البنتاغون العمل مع "إسرائيل" ودول عربية لدمج دفاعاتهم الجوية لإحباط التهديدات الإيرانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مشروع القانون "يقترح إقامة نظام دفاع صاروخي لدمج الدفاع الجوي بين (إسرائيل) ودول عربية". ونقلت عن مصادر أن الاقتراح "يهدف إلى حثّ هذه الدول العربية و"إسرائيل" على تنسيق أفضل عبر المنطقة".
ووصفت الصحيفة أن الخطوة تمثل "أحدث محاولة من جانب الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الدفاعي بين "إسرائيل" والشرق الأوسط بعد تطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية".
ولم تفصح القناة عن الموعد الذي نُشرت فيه هذه المنظومة، وطبيعة عملها والجهة والكوادر التي تشرف على تشغيلها، فيما يدور الحديث عن كوادر إسرائيلية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قال، في فبراير 2022: إن "إسرائيل تعمل على تنفيذ مشروع سيسمح على المديَين المتوسط والطويل بإحاطة إسرائيل بجدار من الليزر يحميها من الصواريخ والطائرات المسيّرة والتهديدات الأخرى".
وأضاف بينيت أن هذه التقنية يمكن أن تخدم دولاً أخرى في المنطقة "معرّضة أيضاً للتهديدات الخطيرة من جانب إيران وحلفائها".
زيارة مفاجئة
وتزامنت أخبار نشر المنظومة الإسرائيلية مع زيارة مفاجئة أجراها رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إلى أبوظبي (9 يونيو 2022)، التقى خلالها رئيس البلاد محمد بن زايد، وبحث معه توسيع التعاون بين الجانبين.
وقال متحدث باسم حكومة الاحتلال: إن اللقاء تناول "التعاون الأمني بين الدولتين، والتحدث الإيراني وتداعياته على المنطقة"، فيما قال بينيت إن الزيارة تهدف للمضي بالعلاقات نحو آفاق أوسع.
وسبق أن تحدثت صحف عبرية وغربية عن محاولات إسرائيلية لتأسيس تحالف دفاعي إقليمي لمواجهة إيران يقوم على نشر منظومات صاروخية إسرائيلية في عدد من الدول بينها الإمارات.
وفي حال تأكدت هذه الأخبار ستكون هذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي من وضع معداتها العسكرية في بلد خليجي منذ إعلانها سنة 1948.
ومنذ توقيع اتفاقات التطبيع بين دولة الاحتلال والإمارات والبحرين (سبتمبر 2020)، حذرت طهران دول المنطقة من منح الإسرائيليين موطئ قدم على أراضيها، وقالت إنها ستستهدف أي بلد يسمح بوجود عسكري إسرائيلي على أرضه.
وعيد إيراني..
وفي ديسمبر 2021، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن أي تحرك معادٍ من "الأعداء" سيواجه برد عسكري شامل وحاسم سيغير المعادلات الاستراتيجية في المنطقة بشكل مؤثر وكبير.
وجاءت تصريحات "رئيسي" بعد يوم واحد من تهديدات مماثلة وجهها رئيس الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، ورئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري، قالا فيه إن مناورات "الرسول الأعظم" البحرية التي أجرتها طهران، أواخر ديسمبر 2021، في مياه الخليج "كانت بمنزلة تحذير واضح لإسرائيل".
وفي 8 يونيو 2022، هدد قادة عسكريون في إيران بمحو "تل أبيب" وميناء حيفا في حال أقدمت "إسرائيل" على مهاجمة الأراضي أو المصالح الإيرانية.
وفي 11 يونيو 2022، قال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري إن وجود "إسرائيل" على أراضي دول مجاورة يهدد أمن المنطقة، محذراً بعض الدول "الشقيقة" من العلاقة معها.
كما أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي (14 يونيو 2022) أن بلاده "ستتخذ أي إجراء لازم ضد أي عمل خارجي تقوم به إسرائيل".
غموض وترقب..
وتسود حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل المنطقة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن على إحياء اتفاق 2015 النووي؛ حيث يتمسك كل طرف بشروط يرفضها الطرف الآخر.
ووجهت "إسرائيل" خلال الفترة الماضية عدّة ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، اعتمدت كلها على الهجمات السيبرانية والتفجيرات. كما اغتالت عدداً من العلماء والقادة الإيرانيين في قلب طهران.
وقالت القناة "12" العبرية (9 يونيو 2022)، إن الولايات المتحدة تسعى إلى عقد اتفاقية تعاون "أمنية دفاعية" تشمل كلاً من "إسرائيل" ودولاً خليجية، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق لمواجهة "التهديدات الإيرانية"، وهي الدول التي تأكد حضورها للقمة الإقليمية المرتقبة بوجود الرئيس الأمريكي جو بايدن في المملكة العربية السعودية، منتصف يوليو.
والجديد الذي تطرحه المبادرة الأمريكية العابرة للأحزاب هو توثيق التعاون الأمني وتعزيز التنسيق والشراكة العسكري بين "إسرائيل" وعدد من الدول العربية التي لا تربطها بها علاقات سياسية رسمية، ومن ضمن ذلك العراق، وفقاً للمراسل العسكري للقناة 12، نير دفوري.
وتتمثل فائدة "إسرائيل" الدفاعية من هذه الخطوة في تلقي إنذارات مبكرة من هجمات إيرانية محتملة، وفي مقدمتها الهجمات الصاروخية وهجمات بطائرات مُسيّرة.
وزعمت القناة العبرية أن النجاح الأول الذي سجله "الحلف الدفاعي" المحتمل تمثل بـ"التمكن من إحباط هجوم بواسطة طائرات مُسيرة انطلقت من إيران قبل نحو شهر، واستهدف إسرائيل، وتم اعتراضها في الأجواء العراقية".
وقالت إن منظومة الرادارات الإسرائيلية ربما نشرت عقب الهجمات التي تعرضت لها مواقع بالإمارات من قبل مليشيا الحوثي اليمنية الموالية لإيران، مطلع العام الجاري.
مفاقمة للتوتر
الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة "تل أبيب" يارون شنايدر قال: "إن إسرائيل وبعض دول الخليج لهم مصلحة أمنية واضحة لتقويض نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وفي الخليج على وجه التحديد".
وقال شنايدر لقناة "الجزيرة الإخبارية" (11 يونيو 2022): إن "إسرائيل ودول الخليج معنية بفرض السيادة العراقية على كامل أراضي الدولة وحدودها، وفي كبح وتفكيك المليشيات الموالية لإيران في أراضيها".
ويرى شنايدر أن هذا الوجود الأمني الإسرائيلي من شأنه أن يسهم في التصعيد ويفاقم التوتر والمخاطر في منطقة الخليج.
أما السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إسحاق ليفانون فقال إن الكثير من الأسئلة بقيت مفتوحة ودون إجابات واضحة.
وأبرز هذه الأسئلة، بحسب ليفانون: "إلى أي مدى سيذهب الحلف ضمن استراتيجية مشتركة؟ وإلى أي مدى سيتواصل التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري؟ وهل سيفضي الحلف إلى نشر قوات عسكرية مشتركة؟".