ميدل إيست آي - ترجمة الخليج الجديد-
طالب اثنان من المشرعين الأمريكيين بالتحقيق في المعاملات التجارية لوزير الخزانة السابق "ستيفن منوتشين" مع دول الخليج العربية، خلال فترة توليه منصبه، وبعثوا برسالة إلى إدارة الرئيس "جو بايدن" بهذا الشأن.
وتدعو رسالة رئيسة لجنة الرقابة في مجلس النواب "كارولين مالوني"، ورئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ "رون وايدن" وزيرة الخزانة الحالية "جانيت يلين" إلى تسليم الوثائق المتعلقة بتعاملات "منوتشين" مع صناديق الثروة السيادية بالسعودية وقطر والإمارات والكويت، حسبما أورده موقع "ميدل إيست آي".
وكتب المشرعان: "منذ عام 2021، قام صندوق منوتشين، المليء بأموال من صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، باستثمارات كبيرة في شركات الأمن السيبراني وأمن الهواتف المحمولة الأمريكية، ما أثار مخاوف من أن الحكومات الأجنبية تسعى للحصول على تكنولوجيا أمريكية حساسة".
وأضافا: "نحن نحقق فيما إذا كان السيد منوتشين قد تداول بطريقة غير صحيحة في منصبه الحكومي، وأساء استخدام موارد الحكومة الأمريكية، واتخذ قرارات تتعلق بالسياسة الخارجية لتعزيز مصالحه المالية الشخصية".
وجمع "منوتشين" 2.5 مليار دولار لشركته الاستثمارية الخاصة الجديدة "ليبرتي ستراتيجيك كابيتال"، وفقًا لتقرير أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" في سبتمبر/أيلول 2021.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر أن الشركة جذبت انتباه العديد من صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، خاصة السعودية.
وخلال فترة وجوده في منصبه، التقى "منوتشين" برؤساء صناديق الثروة السيادية في المنطقة 27 مرة على الأقل، وسافر أيضًا إلى السعودية في يناير/كانون الثاني 2021 في آخر أسبوعين من توليه المنصب.
كما حضر "منوتشين" مؤتمر مبادرة الاستثمار "دافوس في الصحراء" بالسعودية عام 2019، بعد عام واحد فقط من مقاطعة عدد من الشركات والسياسيين للحدث بسبب جريمة قتل الكاتب الصحفي في صحيفة "واشنطن بوست" وموقع "ميدل إيست آي"، السعودي "جمال خاشقجي".
وكان "منوتشين" أحد الحضور البارزين في نسخة هذا العام من المؤتمر أيضًا، حيث ألقى كلمة إلى جانب وزيري المالية البحريني والسعودي.
وبعد يوم من تركه منصبه، افتتح "منوتشين" شركته، ومنذ ذلك الحين أجرى 11 زيارة للسعودية وقطر والإمارات، وتمكن من جمع مليار دولار لشركته الجديدة، بحسب "مالوني" و"وايدن".
وكتب المشرعان الأمريكيان في رسالتهما: "اهتمام السيد منوتشين الواضح بتكوين علاقات مع الممالك الغنية في الشرق الأوسط أنذر بأنشطته بعد التوظيف".
وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" ومستشاره، سبق أن حصل على ملياري دولار لتمويل شركته الخاصة (Affinity Partners) عبر صندق الثروة السيادي السعودي، رغم أن بعض أعضاء مجلس إدارة الصندوق شككوا في جدوى الصفقة.
وطور "كوشنر" علاقة وثيقة مع العديد من الشخصيات البارزة بالشرق الأوسط، بما في ذلك ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، وخلال الفترة التي قضاها في إدارة "ترامب"، أهدته العائلة السعودية المالكة سيفين وخنجرًا تبلغ قيمتهما نحو 48 ألف دولار.
وفي العام الماضي، أسس "كوشنر" معهد اتفاقات إبراهيم للسلام، كمؤسسة غير ربحية تركز على تعزيز التجارة والسياحة بين الدول العربية وإسرائيل.