وكالة "أسوشيتد برس"-
سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الضوء على افتتاح قطر أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط، الأحد، ومشاهد مقصورة كبار الحضور، مشيرة إلى أن اللقطات التي رصدتها عدسات المصورين كشفت عن أوضاع ما بعد الأزمة الخليجية.
وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقرير لها، أن جلوس أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني" إلى جوار زعيمي مصر الرئيس "عبدالفتاح السيسي" والسعودية الأمير "محمد بن سلمان"، اللذين كانا قبل عام ونصف فقط جزءًا من ضرب حصار على بلاده، يشي بتجاوز الأزمة مع الدولتين، لكن غياب آخرين يشي برسالة معاكسة.
فرغم حضور حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" ونجله نيابة عن دولة الإمارات، إلا أن رئيس الدولة "محمد بن زايد" غاب عن حفل الافتتاح، تماما كما غاب ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة".
ويعتقد عديد المحللين أن "بن زايد" و"آل خليفة" لا يزالان متشككان للغاية في قطر، ويشير غيابهما إلى أن التقارب الكامل للدول الخليجية ما يزال بعيد المنال.
وفي المقابل، جاءت مشاهد ابتسامات "بن سلمان" وجلوسه على بعد مقعد واحد فقط من أمير قطر لتقدم رسالة معاكسة لدعوات سبق أن تبنتها أعمدة صحف سعودية بحفر خندق على طول الحدود مع قطر وملئه بالنفايات النووية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن جذور الخلاف بين الدول الخليجية وقطر يعود إلى موقف الدوحة من دعم الإسلاميين الذين صعدوا إلى السلطة في مصر وأماكن أخرى بعد ثورات الربيع العربي عام 2011.
فبينما اعتبرت قطر وصول الإسلاميين للسلطة بمثابة تغيير يجتاح الشرق الأوسط، رأت دول الخليج العربية الأخرى في ذلك تهديدًا لحكمها الاستبدادي والوراثي.
كما واجهت قطر انتقادات من الغرب لأن الجماعات التي مولتها في البداية بالحرب الأهلية السورية أصبحت متطرفة، وهو ما تنفيه قطر.
لكن "أسوشيتد برس" تشير إلى أن قطر، مثل السعودية، تتبع نسخة محافظة للغاية من الإسلام، وتسمح، في الوقت ذاته، بتقديم المشروبات الكحولية في بارات الفنادق ومنطقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمشجعي منتخبات كأس العالم.
وإزاء ذلك، أصدر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذراع اليمنية للجماعة المتطرفة، بيانا، السبت، ينتقد فيه القطريين لاستضافتهم بطولة "تستقطب الفاسقين والمثليين وزارعي الفساد والإلحاد".
وقالت الجماعة: "نحذر إخواننا المسلمين من متابعة هذا الحدث أو حضوره" ، داعية العلماء إلى عدم دعمه.
ومع ذلك ، فإن ذراع القاعدة لم يهدد البطولة بشكل مباشر، خاصة بعدما أضعفته سنوات من ضربات الطائرات الأمريكية المسيرة واستمرار الحرب اليمنية.
يشار إلى أن حفل افتتاح مونديال قطر شهد حضور الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، والعاهل الأردني الملك "عبد الله الثاني"، ورؤساء: الجزائر "عبدالمجيد تبون"، والسنغال "ماكي سال"، والسلطة الفلسطينية "محمود عباس"، ورواندا "بول كاغامي"، ومصر "عبدالفتاح السيسي"، وتركيا "رجب طيب أردوغان".