دول » دول مجلس التعاون

بعد "درس كورونا".. دول الخليج تكثف جهودها لمكافحة الأمراض والأوبئة

في 2022/12/22

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين- 

عززت أزمة جائحة كورونا جهود دول الخليج في المجالات الصحية، حيث اتخذت عدة خطوات للوقاية من الأمراض والأوبئة ومكافحتها، كان آخرها إطلاق شبكة طوارئ للصحة العامة.

الشبكة التي أطلقها المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، في 21 ديسمبر 2022، التابع لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، مكونة من خبراء صحيين من جميع دول الخليج الست.

إطلاق الشبكة جاء امتداداً لمخرجات القمة الخليجية التي احتضنتها مدينة "العلا" السعودية مطلع العام الماضي، وذلك بالاتفاق على دعم التعاون في مجال الصحة، بعد أن أنهت القمة خلافاً خليجياً استمر أكثر من ثلاث سنوات.

حيث اتفق القادة خلال القمة، على إنشاء المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، والذي كان خطوة مهمة، لا سيما أنه جاء في ذروة الجائحة، التي تركت آثاراً صحية واسعة في الخليج والعالم.

شبكة لرصد الأوبئة

شبكة الطوارئ التي دشنتها دول الخليج، ترصد أيّ نشاط أو تهديد وبائي قد ينشأ أو يتكون في دول الخليج من خلال التجمعات الجماهيرية الكبيرة، والحفاظ على سلامة وأمن المواطنين الخليجيين صحياً، بحسب ما ذكرت صحيفة "الرياض"، الأربعاء.

واشتمل نشاط المركز على نظام للكشف المبكر عن أي تهديدات صحية، والعمل على تقييمها سريعاً، لضمان الاستجابة في الوقت المناسب؛ سعياً لحماية الأمن الصحي الوطني الخليجي والإقليمي والعالمي.

ويعتمد النظام على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُجري مسحاً يومياً لأكثر من 30 ألف مصدر عبر 65 لغة مختلفة، ويتم من خلاله تحديد التهديدات الرئيسة التي تهم منطقة الخليج.

ومن خلال المسح المستمر والرصد اليومي يتم عرض التهديدات المكتشفة ومناقشتها بشكل عاجل من أعضاء شبكة طوارئ الصحة العامة الخليجية، ليتم تقييم المخاطر وتقدير احتمالية وقوع الحدث في الخليج ومستوى التأثير في حالة وقوعه.

مركز خليجي متخصص

ويوم 22 أكتوبر 2022، دشن وزراء الصحة الخليجيون المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها رسمياً بهدف تعزيز التنسيق، وبناء المعرفة وإنتاج الأدلة للتمكين من الوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية.

ويهدف المركز أيضاً إلى التخفيف من حالات الطوارئ الصحية العامة، وتعزيز المجتمعات المحلية الصحية في دول مجلس التعاون.

ومن خلال المسح المستمر والرصد اليومي يتم عرض التهديدات المكتشفة ومناقشتها بشكل عاجل من أعضاء شبكة طوارئ الصحة العامة الخليجية، ليتم تقييم المخاطر وتقدير احتمالية وقوع الحدث في الخليج ومستوى التأثير في حالة وقوعه.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف، إن المركز الجديد يهدف إلى تعزيز التعاون في ما يتعلق بوضع السياسات والمؤشرات الصحية المشتركة، مشيراً إلى أنه سيعمل أيضاً على تقييم المخاطر وتفعيل البرامج وخطط العمل المشترك.

خطوة متقدمة

ومن شأن تأسيس المركز أن يعزز مساعي دول الخليج في القضاء على الجائحة بشكل خاص، وكذلك مواجهة الأمراض والأوبئة خلال الفترة القادمة، مع إعطاء فرصة للباحثين في مجال الطب للاستفادة من خبرات الدول مجتمعة.

وفي تصريح سابق لـ"الخليج أونلاين"، قال رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت، فهد العنزي، إن إنشاء مركز للوقاية من الأمراض ومكافحتها "يعد خطوة مهمة ومتقدمة في مجال الطب لدول مجلس التعاون".

وقال العنزي إن مواطني الخليج سيستفيدون من المركز على عدة صُعُد؛ أبرزها: تشخيص الأمراض بشكل موحد، خاصةً تلك التي يكون مصدرها عاملاً وراثياً.

ودول الخليج يمكنها، بحسب العنزي، تعزيز اتفاق الأدوية المشترك من خلال المركز، والعمل ككتلة واحدة لشراء لقاحات بأفضل سعر.

ولفت العنزي أيضاً إلى وجود باحثين في مجال الطب بدول المجلس لكنهم يفتقرون إلى مراكز البحث في دولهم كما هي الحال في الكويت، مضيفاً: "مع وجود هذا المركز بإمكان هؤلاء الباحثين الاستفادة من مراكز بحثية في دول خليجية أخرى مثل السعودية وقطر".

وفي حال عملت دول الخليج بشكل مشترك في مجال مكافحة الأوبئة؛ كتطوير لقاح، فإنه سيكتسب مصداقية عالية وستكون نتائجه معتمدة، خاصةً أن تلك الدول بها عدد كبير من السكان، بحسب العنزي.

وسينعكس المركز أيضاً، بحسب الطبيب الكويتي، على البعثات الطبية بين الدول الست، وتشخيص الأمراض المختلفة أيضاً.

وكانت دول الخليج قد بحثت عملية شراء اللقاحات بشكل موحدٍ وقت ظهورها، لكنها لم تتمكن من إتمام العملية؛ لأسباب من بينها عدم توافق الدول الست على لقاح واحد لمواجهة الوباء.

وسارعت السعودية وقطر والكويت وعُمان لتأمين حصص من لقاحي "فايزر" و"موديرنا" الأمريكيَّين، فيما ذهبت الإمارات والبحرين إلى اعتماد اللقاح الصيني بشكل أكبر، وهي معضلة قد يعمل المركز الخليجي على حلها فور تدشينه رسمياً.

مهام المركز

وفقاً لما تم إعلانه بعد قمة "العلا"، سيعمل المركز تحت مظلة مجلس الصحة الخليجي، من أجل تحقيق الأهداف الصحية المشتركة التي تم الإعلان عنها.

وسيؤدي المركز الخليجي دوراً مهماً في الوقاية من الأمراض المعدية التي تهدد الصحة العامة في دول الخليج، من خلال المتابعة المستمرة لعدد من الحالات، وتقييم المخاطر، وتفعيل البرامج والخطط والقضاء عليها.

وسيعمل المركز عبر رسالة تستهدف دعم تطوير برامج وممارسات تعاونية في مجال الصحة العامة، وتعزيز التدريب الإقليمي في مجال الصحة العامة، واستخدام بيانات الصحة العامة لوضع مؤشرات صحية وبحوث خليجية مشتركة.

كما سيوجه العمل المؤسسي لتطبيق أفضل الممارسات العالمية في الوقاية ومكافحة الأمراض وتعزيز متطلبات التنافسية العالمية لتحقيق مراكز متقدمة عالمياً، مما يعزز مكانة دول الخليج كمحور ومركز عالمي للفعاليات الدينية والثقافية والأعمال.

مجلس الصحة الخليجي

يتمتع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ويعمل على تحقيق التعاون والتكامل في المجالات الصحية بين الدول الست.

ويتمتع المجلس أيضاً بالصلاحيات والاختصاصات كافةً اللازمة لتحقيق أهداف المجلس الواردة في هذا النظام، بما لا يتعارض مع النظام الأساسي لمجلس التعاون.

ويعمل المجلس على تنمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، ونشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة، مع مراعاة ظروف البيئة والأعراف والتقاليد الاجتماعية والتعاليم الإسلامية.

ويهدف المجلس إلى توحيد جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج، وتوثيق علاقاتها من أجل تنمية الخدمات الصحية، وتوفير أعلى مستوى من الصحة لمواطني دول المجلس.

كما يعمل مجلس الصحة الخليجي على تطوير الاستراتيجيات والسياسات والأنظمة الصحية التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية بدول المجلس، وتحقيق التنسيق والتكامل، وتعميق أوجه التعاون في المجالات الصحية المختلفة بين دول المجلس.

ومن ضمن مهام المجلس، العمل على مكافحة الأمراض المعدية والسارية في دول المجلس والقضاء عليها، إضافة إلى العمل على حماية الدول الأعضاء من الأمراض الوافدة، وتوحيد الأنظمة الخاصة بذلك.