متابعات-
أدانت دول خليجية إقدام المتطرفين، الأحد، على تمزيق المصحف الشريف في لاهاي بهولندا أمام عدد من السفارات، والتي من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين لإقدام إحدى الجماعات المتطرفة على تمزيق نُسخ من المصحف الشريف أمام عدد من السفارات في لاهاي.
وجددت وزارة الخارجية "رفض المملكة التام لمثل هذه الأعمال البغيضة والمتكررة التي لا يمكن قبولها بأي مبررات".
وأشارت إلى أن هذه الأعمال "تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول".
من جهتها أدانت دولة قطر "بشدة" تمزيق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول في لاهاي الهولندية، واعتبرت "هذه الواقعة الشنيعة عملاً تحريضياً مدبراً، يتعمد إثارة الرأي العام وتأجيج مشاعر المسلمين".
وحذرت وزارة الخارجية، في بيان، من أن "السماح بالتعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد قيم التعايش السلمي".
وشددت الوزارة على "رفض دولة قطر التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين".
كما حذرت من أن "حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا شهدا تصعيداً خطيراً باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم".
وجددت وزارة الخارجية "دعم دولة قطر الكامل لقيم التسامح، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار والتفاهم".
من جهتها أعربت وزارة الخارجية العُمانية عن "استنكار سلطنة عُمان الشديد لاستمرار مجموعة من المتطرفين في مملكة نيذرلاندز بتدنيس نسخ من المصحف الشريف أمام عددٍ من السفارات في لاهاي".
كما أعربت الوزارة عن إدانة السلطنة "البالغة لمثل هذه الاستفزازات المُتكررة لمشاعر المسلمين ومقدساتهم وما تُمثله من تحريض على العنف والكراهية".
وجددت السلطنة دعوتها للمجتمع الدولي "باتخاذ موقف أكثر حزماً بتجريم كافة الأفعال التي تحرض على الكراهية ومعاداة الأديان والثقافات".
وأكدت الوزارة أن "مثل هذه الأعمال تنافي قيم التعايش السلمي والتسامح بين المجتمعات وتقف عائقاً أمام بناء عالم يسوده السلام والاحترام المتبادل".
من جانبه أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، جاسم البديوي، عن إدانته "إقدام المتطرفين على تمزيق المصحف الشريف في لاهاي أمام عدد من السفارات، ما من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم".
وأكد الأمين العام على "الدعوة مجدداً للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات دولية عاجلة وفاعلة للتصدي لهذه التصرفات العدوانية والاستفزازية".
وأضاف: "هذه الممارسات تكررت مع الأسف خلال الآونة الأخيرة بدعوى حرية التعبير، دون وجود أي رد فعل واضح تجاه هذه الممارسات ونبذ الكراهية والتطرف".
وشدد البديوي على "ضرورة تدخل الدول التي تقع فيها هذه الممارسات وبشكل عاجل وتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لوقف مثل الأعمال المرفوضة دولياً".
وأقدم إدوين فاغنسفيلد زعيم الفرع الهولندي لحركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العنصرية واليمينية المتطرفة، على تمزيق نسخ من المصحف الشريف أمام سفارات عدد من الدول في لاهاي الهولندية.
ونظم فاغنسفيلد احتجاجات على مدار يوم السبت في مدينة لاهاي، ومزق نسخاً من المصحف أمام سفارات تركيا وباكستان وإندونيسيا والدنمارك لدى لاهاي، وأساء إلى الإسلام والمسلمين.
وشكر فاغنسفيلد الشرطة الهولندية التي قامت بحمايته أثناء تمزيق المصحف.
وفي 18 أغسطس الماضي، مزق فاغنسفيلد نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في لاهاي.
وتكررت مؤخراً في السويد والدنمارك حوادث الإساءة للمصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسمياً وشعبياً، إضافة إلى استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من بلد عربي.