عواصم خليجية - الخليج أونلاين-
منذ قرابة العشرين يوماً تعيش غزة تحت عدوان وإبادة من الاحتلال الإسرائيلي، مع قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة.
وارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 5791، بينهم 2360 طفلاً و1292 امرأة و295 مسناً، كما أصيب 16297 مواطناً، حسب وزارة الصحة في القطاع.
وتزداد الدعوات إلى إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة ووقف الغارات التي تستهدف المدنيين والمرافق الصحية.
كما تأتي هذه الخطوات في وقتٍ يدق العاملون في القطاع الصحي في غزة ناقوس الخطر بسبب قرب نفاد الوقود واحتمال انقطاع التيار الكهربائي كلياً عن المستشفيات التي هي أصلاً غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة لجثث الشهداء والمصابين نظراً لنقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية.
وأمام تلك الكارثة الإنسانية سارعت دول الخليج للمساعدة وإطلاق حملات تبرع لإغاثة القطاع المحاصر، كان على رأسها إعلان مجلس التعاون الخليجي عن تبرع بـ100 مليون دولار للجهود الإنسانية في غزة.
قطر
ويتواصل الجسر الجوي القطري لدعم غزة، حيث وصل إلى مطار العريش المصري، يوم الأحد 22 أكتوبر، طائرتان تابعتان للقوات المسلحة القطرية، وعلى متنهما مساعدات للقطاع.
وتتكون شحنة المساعدات القطرية من 87 طناً من المواد الغذائية والطبية، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري.
كما واصلت جمعية "قطر الخيرية" توزيع المساعدات الإغاثية العاجلة على المتضررين والنازحين بقطاع غزة، في إطار حملتها المستمرة "من أجل فلسطين".
وذكرت "قطر الخيرية" في بيان لها، يوم 18 أكتوبر، أنها قدمت 60 ألف وجبة ساخنة للمتضررين بالقطاع حتى الآن، وأشادت بدور جميع المؤسسات والشركات في قطر التي تبرعت بسخاء للحملة، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه القطاع وضعاً مأساوياً من جراء ندرة المواد الغذائية الأساسية وصعوبة الوصول إليها.
كما تتواصل تبرعات الشركات والمؤسسات التجارية والسكان في قطر إلى جمعية "قطر الخيرية"؛ دعماً لحملة "من أجل فلسطين" لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة في مجالات الأمن الغذائي والمأوى والصحة.
ووفق ما اطلع عليه "الخليج أونلاين" من خلال متابعة حساب الجمعية، تخصص بعض المطاعم والمحال التجارية والمعارض وارداتها ليوم أو أكثر لدعم الحملة.
واختلف أسلوب التبرع بحسب المتبرعين، فبعض الجهات تبرعت بما نسبته 25% من وارداتها، وأخرى بنسب 50% و100%، وخصص بعضهم واردات يوم للتبرع، وبعضهم يومين وأكثر.
الكويت
والاثنين 23 أكتوبر، أقلعت أولى طائرات الجسر الجوي الإغاثي من الكويت، مُحملة بمساعدات إغاثية وطبية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) إن الطائرة الإغاثية الأولى تأتي ضمن الجسر الجوي، مُحملة بالمساعدات الإغاثية والطبية لصالح الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة".
ونقلت عن المتحدث الإعلامي لوزارة الشؤون الاجتماعية أحمد العنزي، قوله: "يأتي ذلك بناء على توجيهات القيادة الكويتية، ومُتابعة وزارة الشؤون الاجتماعية لنقل المساعدات إلى قطاع غزة".
وأشار العنزي إلى أن "استمرار الطائرات الإغاثية في إيصال المساعدات إلى غزة، يأتي تأكيداً لموقف الكويت الداعم لكل شعوب العالم، من خلال إيصال المساعدات للمنكوبين".
وفي 10 أكتوبر الجاري، انطلقت حملة لدعم صمود الشعب الفلسطيني تحت شعار "فزعة لفلسطين"، بمشاركة مجموعة كبيرة من الهيئات واللجان الخيرية في الكويت، وتحت إشراف وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية، لتقديم الإغاثة العاجلة للشعب الفلسطيني وإسناداً للمقاومة التي تخوض حرباً على الاحتلال الإسرائيلي في عملية "طوفان الأقصى".
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للإغاثة، إبراهيم الصالح، خلال مؤتمر صحفي حضره السفير الفلسطيني لدى الكويت، رامي طهبوب، في حينها إن "الكويت تحمل مسؤولية الوقوف مع الأشقاء في فلسطين بهدف تأمين المساعدات الطبية والغذائية ولوازم الإيواء الضرورية والعاجلة للمدنيين".
الإمارات
دولة الإمارات أعلنت بدورها، في 10 أكتوبر الجاري، إرسال طائرة مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش المصرية ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بموازاة إطلاق حملة شعبية إغاثية للشعب الفلسطيني.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، أن هذه المبادرة تأتي ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها الدولة في تقديم الإمدادات الإغاثية للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها.
وفي 22 أكتوبر، أعلنت الإمارات تجهيز 550 طناً من المواد الإغاثية ضمن حملة "تراحم من أجل غزة"، في أسبوعها الثاني، وذلك بمشاركة أكثر من 10 آلاف متطوع، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وقالت الوزارة في بيان لها إن قرابة 10100 متطوع شاركوا في الحملة، ساهموا في إعداد 25000 حزمة إغاثية على مدار يومين فقط، من خلال فعاليات نظمت في أبوظبي ودبي والشارقة.
وأوضحت أنه تم إرسال 120 طناً إلى مدينة العريش في مصر، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي؛ لإدخالها إلى قطاع غزة، تشمل الاحتياجات الغذائية والخاصة بالأطفال والأمهات.
وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، بالإضافة لمنصات التطوع الوطنية، وفق بيان الخارجية الإماراتية.
وفي يوم 21 أكتوبر، وجهت زوجة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر القاسمي، بتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 30 مليون درهم (8.17 ملايين دولار)، لمساعدة الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة.
ودعت القاسمي، التي ترأس مؤسسة "القلب الكبير"، المعنية بمساعدة اللاجئين، الأفراد والمؤسسات في الإمارات من مواطنين ومقيمين إلى المساهمة في مساعي توفير الاحتياجات المُلحة للفلسطينيين.
وقالت: إن "اللحظات الصعبة التي يمر بها الأهالي هناك، لا تحتمل الانتظار، وإن كل مساعدة سواء كانت صغيرة أو كبيرة ستُحدث فارقاً في حياة السكان"، وفقاً لوكالة "وام".
وأكدت القاسمي أن "تقديم الدعم والمساندة للأشقاء في فلسطين نهج ثابت ومترسخ في دولة الإمارات، وإمارة الشارقة على مر التاريخ".
وشددت على أن دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني إنسانياً، "كانا أول محركات إنشاء مؤسسة القلب الكبير، عبر الحملة التي أطلقت في عام 2009 تحت عنوان (سلام يا صغار)".
وفي بيان منفصل، أكدت الشيخة جواهر وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، قائلةً: "نؤكد دعمنا للشعب الفلسطيني، لأننا نقف مع الحق والإنسان أينما كان، ونرفض كل أشكال الجرائم الإنسانية التي يتعرض لها الأشقاء في قطاع غزة، وندعو المؤسسات والأفراد إلى تقديم ما يمكن أن يسهم في تخفيف الكوارث والآلام عنهم".
السعودية وعُمان
التبرعات السعودية ذهبت لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حيث سلم السفير السعودي لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، شيكاً بالمساهمة السنوية المقررة للوكالة بقيمة مليوني دولار، لتتمكن من مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية وتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، يوم 15 أكتوبر، عن لازاريني قوله إن المملكة العربية السعودية تتضامن دوماً مع الشعب الفلسطيني، وتقف مع الوكالة لتحقيق أهدافها الإنسانية.
وأضاف: "نحن الآن نحتاج أكثر من أي وقت مضى لهذا التضامن والدعم"، داعياً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم جهود الوكالة لدعم الشعب الفلسطيني، الذي يمر حالياً بظروف حرجة.
أما في سلطنة عمان، فقد فتحت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية، يوم 13 أكتوبر، باب التبرع للشعب الفلسطيني، عبر عدة وسائل نشرتها للراغبين في التبرع.
وقالت في منشورٍ لها نقلته وسائل إعلام محلية، إنه يمكن التبرع من خلال "أجهزة الدفع الآلي لشركة ONEIC"، ومن خلال التحويل البنكي عبر بنكي مسقط وعُمان العربي.
كما أشارت إلى أنه يمكن التبرع عبر الرسائل النصية لمستخدمي "عمانتل"، من خلال إرسال كلمة تبرع إلى 90022، أو مستخدمي "أوريدو" بإرسال كلمة فلسطين أو Palestine إلى 90909، أو مستخدمي "رنة" بإدخال الرمز (*181*092#)، إضافة لوسائل أخرى.
البحرين
بعد حملة تبرعات شعبية، انطلقت طائرة تحمل شحنة المساعدات البحرينية الأولى لأهالي غزة إلى مدينة العريش المصرية، في إطار جسر جوي دشنته المنامة دعماً للفلسطينيين في القطاع المحاصر.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية "بنا"، الثلاثاء (24 أكتوبر)، عن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، قوله إن تدشين شحنة المساعدات البحرينية الأولى إلى أهالي غزة "تعكس الموقف الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية العادلة".
وأكد وقوف البحرين إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة لـ"مساعدتهم في محنتهم والتخفيف من المصاب الأليم خلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها جراء الحرب الدائرة في القطاع".
من جهته قال الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، مصطفى السيد، إنه تم العمل على تجهيز شحنة إغاثية عاجلة تحتوي على 40 طناً من المواد الطبية والإغاثية والغذائية، بقيمة نحو مليون دولار.
وأكد استمرار الجهود لتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، لافتاً إلى أنه سيتم إرسال العديد من الشحنات، والعمل على تنفيذ عدد من المبادرات خلال الأيام القادمة.
وكان البحرينيون أطلقوا حملة جمع تبرعات للشعب الفلسطيني في غزة؛ لمواجهة الأوضاع الإنسانية التي خلفها العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
كما أعلنت البحرين أن العاهل البحريني تبرع للحملة البحرينية الوطنية بمبلغ 8.5 مليون دولار أمريكي.