متابعات-
أشاد لويس ميغيل بوينو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجهود دولة قطر في مجال الوساطة بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، مؤكداً أهمية التشاور بين أوروبا وشركائها في الخليج العربي.
وأوضح بوينو في حوار أجراه معه "الخليج أونلاين"، أن الاتحاد "أجرى مشاورات مع دول الخليج منذ الـ7 من أكتوبر، وأيضاً قبل إنشاء عملية (أسبيدس) لحماية الملاحة في البحر الأحمر".
وقال المتحدث الأوروبي في هذا السياق: "هذا التشاور جزء لا يتجزأ من علاقاتنا الاستراتيجية مع دول الخليج، وفي الحقيقة أصبحت هذه المناقشات أكثر انتظاماً وكثافة بفضل العمل الذي يقوم به المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو".
وأشار إلى زيارة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، جاسم البديوي، لبروكسل، والتي جرت فيها مناقشة الوضع في المنطقة وتداعياته، قائلاً: "نحن نثمن هذه العلاقة، ونريد تطويرها لمعالجة التحديات التي أمامنا بشكل مشترك".
جهود مشتركة
وعن التعاون بين دول الخليج وأوروبا لحل القضية الفلسطينية قبل الحرب في غزة، أشار بوينو إلى أن "الطرف الوحيد الذي يسعى لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط هو الاتحاد الأوروبي، بالشراكة مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة، من خلال ما يسمى جهود يوم السلام، الذي نظمناه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي".
وأشار بوينو إلى أن "دولتي قطر والإمارات تشاركان مع الاتحاد الأوروبي في إنشاء ممر بحري لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة"، لافتاً إلى أن الاتحاد يتواصل مع دول الخليج بشأن عملية "أسبيدس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر على مدار الساعة.
وحول دور قطر في الوساطة بين "إسرائيل" و"حماس"، قال المتحدث الأوروبي: "نقدّر جهود قطر بهذا المجال. الأولوية هي إنهاء معاناة الناس في غزة وما حولها".
واستطرد قائلاً: "هناك اليوم مجاعة أدت- وفقاً للمعلومات المتاحة- إلى وفاة 21 طفلاً حتى الآن، وهذه الأرقام صادمة، وما يحدث مرفوض تماماً. لقد قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من 70 ألف شخص".
كما أشار لويس ميغيل بوينو إلى أن "غزة مدمرة إلى حد كبير، في الوقت نفسه، لا يزال هناك رهائن إسرائيليون في أنفاق غزة منذ شهور"، مشدداً على "ضرورة تحرير هؤلاء الأشخاص على الفور".
إنهاء الأزمة الإنسانية
وأضاف: "يجب علينا إنهاء هذه الأزمة الإنسانية وحرب غزة، ويجب أن نكون واضحين مع (إسرائيل) و(حماس) بضرورة وقف القتال وإيجاد طريقة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية الآن. هذه هي أولويتنا الأولى".
ونوّه المتحدث الأوروبي إلى خطر التصعيد في المنطقة، مشيراً إلى أن "هناك عملاً دبلوماسياً جارياً يقوم به مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي، من أجل منع وقوع حرب إقليمية".
وقال: "على سبيل المثال، زار الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل، المنطقة خمس مرات منذ السابع من أكتوبر، في حين يواصل المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط سفن كوبمانس، جهوده أيضاً في هذا السياق".
كما لفت إلى أنَّ تصاعد العنف بين "حزب الله" و"إسرائيل" في لبنان "أمر خطير للغاية"، وكذلك "الأحداث في الضفة الغربية"، مضيفاً: "منذ هجمات حماس قُتل أكثر من 400 شخص، الغالبية العظمى منهم فلسطينيون، لكن هناك أيضاً قتلى إسرائيليون. وفي القدس الشرقية يعد الوصول إلى المسجد الأقصى صعباً للغاية ومحدوداً لعديد من الفلسطينيين خلال شهر رمضان، في الوقت نفسه تتصاعد في البحر الأحمر هجمات الحوثيين على السفن".
وشدد بوينو على أن "الحرب في غزة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التوتر والعنف في الإقليم، لذلك فإن أولويتنا هي تهدئة الأوضاع الإقليمية".
عملية "أسبيدس"
وحول عملية "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في 19 فبراير الماضي، قال المتحدث بوينو إنها "عملية بحرية دفاعية بحتة".
وأوضح في هذا السياق: "نتحدث عن مهمة بحرية دفاعية بحتة وهي أسبيدس، تم إنشاؤها من أجل حماية السفن التجارية وضمان حرية الملاحة الدولية، وذلك بموجب القرار الأممي 2722 والقانون الدولي".
كما نوّه إلى أن "الهدف من تلك المهمة هو تأمين حركة السلع الأساسية، وضمن ذلك الغذاءُ والوقود والمساعدات الإنسانية، إلى جميع أنحاء المنطقة عبر هذا الممر المائي الحيوي، وليست لها علاقة بمهمات أخرى في المنطقة".
وأشار في تصريحات لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن "الأمم المتحدة وعدداً من الدول والمنظمات الدولية حذرت من التأثيرات المدمرة لهجمات الحوثيين التي تؤدي إلى تعطيل حركة الشحن التجاري".
وقال أيضاً: "بالفعل، هذه الهجمات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية المتدهورة في اليمن وفي السودان أيضاً"، مشيراً إلى أن عملية "أسبيدس" أُنشئت قبل نحو شهر، وتحتاج إلى وقت قبل الحكم على نجاحها، مجدداً تأكيد أنه "لا يوجد لدى الاتحاد الأوروبي أي رغبة في عسكرة البحر الأحمر".