متابعات-
تنال الإبل أهمية كبيرة بين دول الخليج؛ لما لها من مكانة خاصة بين السكان الذين يرتبطون بها تراثياً، ويعدونها جزءاً مهماً من تاريخ المنطقة، وهو ما يبرر تخصيص يوم للاحتفاء بهذا الحيوان يوافق الـ22 من يونيو كل عام.
وللإبل مكانة متميزة في الثقافة العربية، حيث كانت تعتبر رمزاً للثروة والصمود في البيئة الصحراوية القاسية؛ ما انعكس في الأدب والفنون والعادات الاجتماعية.
وهي إضافة إلى كونها مصدراً للغذاء من خلال حليبها ولحومها، وفوائد أخرى لجلودها، كانت وسيلة النقل الرئيسية في شبه الجزيرة العربية.
ومثلت الإبل رفيقاً لحياة سكان الجزيرة العربية، حتى وثقوها في الأدب والشعر، وجسدوها في منحوتات ورسومات على الصخور.
وما يزيد من اعتزاز سكان الجزيرة العربية بالإبل، ذكرها في القرآن الكريم، حيث وردت في سورة الغاشية: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلِقت"؛ كدليل على عظمة الخالق وأهمية التفكير في خلقها.
وتستمر الإبل في لعب دور اقتصادي مهم في بعض الدول العربية من خلال تجارة لحومها وحليبها، فضلاً عن أنها تُستخدم في السياحة الصحراوية.
مهرجانات ومسابقات
الدول الخليجية الست تظهر حبها واهتمامها بالإبل من خلال إنشاء أندية وجمعيات وتجمعات خاصة بهذا الحيوان، لرعايته والاهتمام به.
وتتبنى أيضاً مهرجانات ومسابقات للإبل، وتعتبر من أبرز الفعاليات التي تجمع بين التراث الثقافي والأصالة العربية.
تُنظم هذه المهرجانات بهدف الاحتفاء بالإبل وتعزيز التراث البدوي، وتستقطب هذه الفعاليات أعداداً كبيرة من المشاركين والزوار من مختلف أنحاء العالم.
في قطر يعدّ "مهرجان المؤسس 2020"، أحد أهم سباقات الهجن.
في الإمارات يأتي مهرجان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسباقات الهجن على رأس سباقات الإبل.
تعدّ بطولة الكويت الدولية لسباقات الهجن، أهم سباقات الإبل الكويتية.
يمثل سباق الهجن التراثي للركبي البشري، أهم سباقات الإبل في البحرين.
في عُمان يعدّ "سباق الهجن" الذي تنظمه "الهجانة السلطانية" أبرز السباقات المخصصة للإبل.
يجسد "مهرجان الملك عبد العزيز للإبل" أبرز سباقات الإبل في السعودية.
اهتمامات كبيرة
الاهتمام بالإبل في دول الخليج ليس له مثيل بين دول العالم، وفي جميع بلدان الخليج هناك أسواق خاصة، وتجري مزايدات لبيع الإبل، لا سيما التي تمتلك مواصفات خاصة.
وتبرز من بين الاهتمامات إطلاق نادي "قطر لمزاين الإبل"، مشروع البنك الوراثي لبناء أرشيف وطني لإبل المزاين وحفظ سلالاتها، وذلك في عام 2022.
والسعودية التي تعتبر أكبر دول الخليج مساحة وسكاناً، وعدداً من الإبل تفوق 1.5 مليون رأس، كانت أكبر المساهمين في الحفاظ على الإبل والاهتمام بها من خلال العديد من الممارسات يبرز منها:
في يوليو 2020 افتتحت الحكومة السعودية أكبر مركز صحي بيطري متخصص بعلاج الإبل في العالم.
في نوفمبر 2020 وقعت "المنظمة الدولية للإبل" (ICO) ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، اتفاقية للتعاون وتقديم عدد من المبادرات والمشروعات بما يخدم نشر موروث الإبل الثقافي حول العالم، منها تنظيم المؤتمرات والندوات الدولية.
في أكتوبر 2021 خصصت السعودية شعارات وأسماء حصرية للإبل، ليسهل التمييز بينها من قبل المشجعين، وتكون حصرية للناقة أو القطيع، وهو إجراء يشبه لحد كبير تخصيص شعارات وأسماء لأندية كرة القدم في البلاد.
في يناير 2022 أقامت السعودية أول فندق للإبل في العالم/ يضم 120 غرفة، تقدم مختلف الخدمات للإبل.
في مارس 2022، أطلق نادي الإبل منصة لتوثيق وحفظ سلالات الإبل وتوثيق كافة المعلومات ومن بينها الحمض النووي.
في أبريل 2022 عيّن نادي الإبل مالك الإبل المعروف، عبد الله بن عوده، سفيراً للمسؤولية الاجتماعية، ليكون أول من يشغل هذا المنصب.
يوم عالمي للإبل
لكن يبقى من أهم الخطوات التي اتخذتها السعودية فيما يخص الحفاظ على الإبل والاهتمام بها، وسارت عليها بقية دول العالم، تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالإبل، واختيار تاريخ 22 يونيو لهذه المناسبة.
كان ذلك في عام 2021 حين أعلن مؤسس ورئيس المنظمة الدولية للإبل في السعودية، فهد بن فلاح بن حثلين، تخصيص يوم عالمي للإبل، للتذكير بـ"الإرث الكبير" للإبل.
منذ ذلك التاريخ أصبح العالم يحتفي باليوم العالمي للإبل، الذي أقرّته الأمم المتحدة ضمن أيّامها العالمية، إذ يأتي التذكير بالإبل كمخلوق مُعمّر ورفيق للإنسان منذ آلاف السنين وموروث مرتبط بالثقافات القديمة.
ويأتي الاحتفاء الدولي لرسم مستقبل الإبل وللتعريف بها وبأنشطتها ذات البعد التاريخي العميق، وتحسين بيئة معيشة الإبل، والحفاظ عليها من الأمراض، ورعايتها الرعاية المناسبة؛ للاستفادة الكاملة من منتجاتها.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) يقول فهد بن فلاح بن حثلين، إن الذكرى السنوية لليوم العالمي، تُعد محطة عالمية للتذكير بأهمية الإبل ودورها في حياة الشعوب.
وأضاف أنه انطلاقاً من يوم 21 مارس 2019، يوم تأسيس المنظمة الدولية للإبل؛ تم بذل جهود على المستوى الدولي مع جميع المنظمات الدولية ذات العلاقة لتقديم الإبل في المحافل الدولية.
ودعا حثيلين جميع الدول الأعضاء في المنظمة، وجميع ملاك الإبل، والمهتمين بها وبأنشطتها في العالم إلى استغلال يوم 22 يونيو (اليوم العالمي للإبل) ليكون يوماً للتذكير بأهمية الإبل والعمل على تشجيع ثقافة العناية بالإبل من جميع النواحي.
يذكر أن المنظمة الدولية للإبل (ICO) منظمة غير ربحية مقرها الرياض، أسسها فهد بن حثلين في شهر مارس 2019، وتضم حالياً نحو 105 من الدول الأعضاء على مستوى قارات العالم، وتهدف إلى تطوير وخدمة كل ما يتعلق بالإبل كموروث.