دول » دول مجلس التعاون

كيف تبدو أرقام السياحة "الخليجية - الخليجية" وما فرص تطويرها؟

في 2024/08/09

كمال صالح - الخليج أونلاين-

بات القطاع السياحي واحداً من أهم القطاعات الإيرادية لدول العالم، وباتت الكثير منها تتسابق لاجتذاب المزيد من السياح، من خلال برامج ومشاريع استراتيجية، تعزز المقومات السياحية لديها.

دول الخليج لم تألُ جهداً لتطوير قطاع السياحة، بهدف الارتقاء بهذا القطاع، ليساهم في تعزيز الاقتصاد غير النفطي، وفعلاً قطعت شوطاً كبيراً، وصارت بعض دول الخليج في قائمة الدول الأكثر جذباً للسياح.

وكما أن دول الخليج تسعى لأن تصبح قبلةً للسياحة الخارجية، فقد بدأت بتذليل الصعاب وتركز الجهود لتعزيز السياحة البينية (الخليجية – الخليجية)، وفي مقدمة الإجراءات التأشيرة الموحدة، وتسهيل حركة التنقل، مستفيدةً من الروابط الجغرافية والاجتماعية والقدرة الاقتصادية لمواطني تلك الدول.

أرقام عامة

خلال العقود القليلة الماضية أصبح قطاع السياحة من أكثر القطاعات نمواً حول العالم، ووفق إحصائيات نُشرت العام الماضي 2023، فقد بلغ عدد المسافرين الدوليين تقريباً 1.3 مليار مسافر، في حين بلغت مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد العالمي 3.3 تريليونات دولار.

وقدر مجلس السفر والسياحة العالمي مساهمة قطاع السياحة والسفر بالناتج المحلي الخليجي العام الحالي 2024، بقرابة 247 مليار دولار، بنمو بلغ 10.6% عن العام الماضي 2023، والذي سجل 223 مليار دولار، مرجحاً أن تتجاوز مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الخليجي 371 مليار دولار بحلول 2034.

ووفقاً للمجلس، فإن إنفاق السياح الدوليين في دول مجلس التعاون خلال العام الجاري قرابة 151 مليار دولار، بنمو بلغ 11.6% مقارنة بـ135.5 مليار دولار، العام الماضي.

في حين بلغ إجمالي إنفاق السياح الخليجيين في دول مجلس التعاون قرابة 67.4 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العام ليبلغ 72.7 مليار دولار، بينما يُنتظر أن يصل في 2034، إلى قرابة 108.3 مليارات دولار، بحسب المجلس العالمي.

وتستحوذ السياحة الخليجية – الخليجية على نسبة كبيرة من إيرادات قطاع السياحة في بلدان الخليج الستة، وهي الآن تسعى لإجراء المزيد من المشاريع والاستراتيجيات لتطوير هذه السياحة البينية والوصول بها إلى آفاق أكثر رحابة.

ولعل التأشيرة الموحدة، التي أقرتها القمة الخليجية الـ44 التي انعقدت في الدوحة نهاية العام 2023، إحدى الوسائل الهادفة لتسهيل حركة السياح بين دول الخليج، وبما يخدم السياحة البينية فيما بينها.

السعودية

حققت السعودية خلال العام 2023 أرقاماً مهمة في قطاع السياحة، وتحديداً السياحة الوافدة من دول مجلس التعاون الخليجي.

ووفقاً لإحصائيات تضمنها التقرير السنوي للإحصائيات السياحية الصادر عن وزارة السياحة السعودية، فقد بلغ إجمالي إنفاق السياح الخليجيين في المملكة خلال العام الماضي 2023 قرابة 4 مليارات دولار.

وبلغ عدد السياح الخليجيين الوافدين إلى السعودية خلال 2023 قرابة 8.6 ملايين سائح، جاء السياح البحرينيون في المقدمة، بواقع 3.4 ملايين سائح، يتلوهم السياح الكويتيون بواقع 2.3 مليون سائح.

واحتلت الإمارات المرتبة الثالثة في عدد الزوار الخليجيين الزائرين للسعودية بواقع 1.4 مليون سائح، في حين بلغ عدد القطريين خلال نفس العام قرابة 1.1 مليون سائح، ثم سلطنة عُمان بواقع 455 مليون سائح.

وحققت المملكة أرقاماً قياسية في عدد الوافدين إليها من الخارج بواقع 27 مليون سائح، خلال 2023، بإجمالي إنفاق بلغ 37.56 مليار دولار، في حين بلغ عدد المحليين والدوليين قرابة 109 ملايين سائح.

وتسعى السعودية لإنشاء استثمارات بقيمة 800 مليار دولار، لبناء مدن ووجهات سياحية بحلول العام 2030، بهدف رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز الاقتصاد غير النفطي في المملكة.

الإمارات.. توقعات إيجابية

الإمارات بدورها تعتمد على السياحة بشكل كبير لتعزيز مواردها ودخلها القومي، ووفق تصريحات أدلى بها وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري في مايو الماضي، فإن قطاع السياحة ساهم في اقتصاد الدولة بنسبة 11.7%، في الناتج المحلي عام 2023، وبواقع 60 مليار دولار.

وفيما يتعلق بالسياحة الخليجية في الإمارات فإنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي إنفاق مواطني مجلس التعاون فيها خلال العام 2024 قرابة 15.79 مليار دولار، مقابل 15.14 مليار دولار في 2023، بحسب تقرير لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية نُشر في يونيو الماضي.

ولا تتوقف جهود الإمارات لتنشيط القطاع السياحي وتطويره، والنهوض بالبنية التحتية، على سبيل المثال بدء العمليات بمبنى المسافرين الجديد في مطار أبوظبي الدولي وبطاقة استيعابية تصل إلى 45 مليون مسافر سنوياً، بالإضافة إلى اجتذاب المزيد من شركات الطيران العالمية.

أظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة أن الخليجيين شكلوا نحو 16% من إجمالي زوار دبي خلال 2023 بما يعادل 2.22 مليون سائح خليجي.

قطر.. آثار المونديال مستمرة

خلال الأعوام القليلة الماضية حرصت قطر على تعزيز قطاع السياحة، مستفيدة من الانتعاش الكبير الذي حققته خلال استضافة كأس العالم 2022، وتفيد توقعات المجلس العالمي للسفر والسياحة بأنها ستحقق إيرادات بواقع 25 مليار دولار خلال العام 2024.

بالعام 2023، زار قطر قرابة 4 ملايين سائح، منهم قرابة 44٪ من المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، وفق تصريحات أدلى بها سعد الخرجي، رئيس مؤسسة "قطر للسياحة".

وفي النصف الأول من العام الجاري 2024، سجلت قطر زيادة سنوية بنسبة 28٪ في أعداد الزوار، حيث وصل عددهم إلى قرابة 2.6 مليون زائر دولي.

وبحسب صحيفة "الشرق" القطرية، فإن الزوار السعوديين بلغوا قرابة 755 ألف زائر، بنسبة 29٪، في حين شكلت دول مجلس التعاون قرابة 43٪ من نسبة الزوار الوافدين إلى قطر.

ونجحت قطر في تعزيز بنيتها التحتية السياحية، والتي كان آخرها مشروع "سميسمة" السياحي، ما جعلها قبلة للملايين من الزوار خلال الأعوام القليلة الماضية.

الكويت.. إعادة نظر

وتأتي الكويت في أسفل قائمة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، كما أنها الأقل جذباً للسياحة بين تلك الدول، وهو ما دفع الحكومة الكويتية لإعادة النظر في استراتيجيتها لتعزيز قطاع السياحة.

وبلغت إيرادات الكويت من السياحة، في عام 2023، ما قيمته 533.3 مليون دينار (مليار و742 مليون دولار)، بحسب إحصائية بنك الكويت مطلع يونيو الماضي.

ويشكّل السعوديون ما نسبته 88٪ من إجمالي الزائرين للكويت، بواقع 3.66 ملايين زائر، في حين بلغ عدد البحرينيين الذين زاروا الكويت أكثر من 230 ألف زائر، بحسب آخر إحصائية متوفرة عن العام 2019.

وبلغ عدد السياح الكويتيين الذين زاروا الإمارات خلال العام 2023 قرابة 400 ألف سائح، مقابل 50 ألفاً و620 سائحاً إماراتياً زاروا الكويت خلال ذات العام، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

عُمان.. توسع مستمر

تسعى عُمان هي الأخرى لتعزيز قطاع السياحة بشكل عام، وحتى نهاية نوفمبر 2023، بلغ عدد الزوار إلى السلطنة 3.5 مليون زائر، بحسب إحصائية نشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

ولا تزال السلطنة تتوسع أكثر في قطاع السياحة، من خلال استراتيجيات جديدة، ومشاريع تندرج ضمن أهداف رؤية عُمان 2040، علماً بأن الدولة تمتلك العديد من المقومات والتنوع الثقافي والسياحي والطبيعي الفريد الذي يجعلها قبلة للسياح الدوليين والخليجيين.

وحرصت سلطنة عُمان على تعزيز السياحة الخليجية لديها، من خلال العمل على جذب المزيد من السياح الخليجيين، والسعوديين تحديداً، بحسب ما أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير سابق.

وفي إحصائية عُمانية رسمية فقد بلغ عدد السياح الخليجيين القادمين إلى السلطنة في 2017 أكثر من مليون و590 ألف سائح، وسط مساعٍ مكثفة لتعزيز البنية التحتية والمشاريع الفندقية والسياحية لاستقطاب المزيد من السياح الخليجيين والدوليين، علماً بأن الاستراتيجية العُمانية للسياحة في 2040، تتمحور حول استقطاب أكثر من 11 مليون سائح محلي ودولي.

وبحسب إحصائية المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فقد حقق قطاع السياحة في سلطنة عُمان، خلال 2023، قرابة 5 مليارات دولار إيرادات بنمو بلغ 47% عن العام 2022.

وسجلت السلطنة خلال العام 2023، ارتفاعاً في عدد نزلاء الفنادق بنسبة 27.1٪، مسجلاً 2.01 مليون نزيل، مقارنة بـ1.63 مليون نهاية 2022، في حين ارتفع عدد النزلاء الخليجيين في فنادق عُمان 23.8٪ ليسجل 198.5 ألف نزيل تقريباً خلال نفس العام.

البحرين تتفوق خليجياً

وبالرغم من مساحتها الصغيرة فإن البحرين تفوقت في جذب المزيد من السياح الخليجيين، والدوليين، وبلغ عدد السياح الواصلين إلى المملكة، العام الماضي، 12.2 مليون سائح، بحسب إحصائية نشرتها منصة البيانات المفتوحة الحكومية.

وأوضحت الإحصائية أن قرابة 98.6٪ من زوار البحرين، خلال العام 2023، كانوا من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تصدر السعوديون القائمة، بواقع 10.95 ملايين زائر، في حين بلغ عدد الزوار الخليجيين الآخرين 1.274 مليون زائر.

ووفقاً لتصريحات أدلت بها وزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي، في مايو 2023، فقد بلغت إيرادات قطاع السياحة في عام 2022 قرابة 4 مليارات دولار.

وأطلقت وزارة السياحة البحرينية، مبادرات وبرامج تهدف لإبراز مكانة المملكة كمركز سياحي عالمي، في إطار استراتيجيتها للأعوام 2022 و2023، علماً بأن المنامة اختيرت لتكون عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2024.