دول » دول مجلس التعاون

تعاظم خطر "ألزهايمر".. كيف تتعامل دول الخليج مع المرض؟

في 2024/08/23

محمد أمين - الخليج أونلاين- 

تزداد خطورة مرض ألزهايمر الذي يعد أكثر أنواع الخرف شيوعاً حول العالم، حيث يصاب به سنوياً نحو 10 ملايين شخص، وسط توقعات بأن يصل عدد المصابين إلى أكثر من 150 مليوناً بحلول عام 2050.

وتولي الدول الخليجية التي تصدرت عربياً واحتل بعضها مراتب متقدمة من حيث عدد الوفيات بالمرض على مستوى العالم، اهتماماً كبيراً بالمصابين من خلال تقديم أفضل رعاية صحية لهم، وتهيئة بيئة مناسبة وداعمة لهم.

وعلى اعتبار أن التشخيص والتدخل المبكر هما آليتان مهمتان يمكن من خلالهما إغلاق الفجوة العلاجية وتوفير أفضل سبل الحياة للمرضى، تنفذ دول الخليج العديد من المبادرات لدعم ومساندة المصابين.

خطورة المرض

يُعرف هذا المرض بفقدان الذاكرة، لأن النسيان واحد من أهم الأعراض الرئيسية للمصابين، بالإضافة لذلك قد يفقد المريض البعض من قدراته العقلية وتتأثر علاقاته الاجتماعية.

ومن أبرز الأعراض التي تصيب المصابين بألزهايمر: كثرة النسيان، وعدم تذكر الأحداث، وعدم إدراك الزمن والمواقيت، وهو ما يجعله يفوت الكثير من المواعيد، مع فقدان التركيز، والتشتت، ومشاكل اللغة، والانطواء، والانفعال، وتقلب المزاج.

ورغم أنه يؤثر بشكل رئيسي على كبار السن، ولكن هذا لا يعني أن جميع الأشخاص سيصابون به مع تقدمهم في العمر، حيث تزايدت مؤخراً التحذيرات حول ألزهايمر المبكر الذي يصيب فئة الشباب.

وتصنف منظمة الصحة العالمية الخرف كأولوية للصحة العمومية، حيث أقرت جميعة الصحة العالمية في مايو 2017، خطة عمل عالمية بشأن الاستجابة الصحية للخرف خلال الفترة الممتدة من تاريخ الإعلان وحتى عام 2025.

معدل الوفيات بالخليج

احتلت دول مجلس التعاون الخليجي، مراتب متقدمة من حيث معدل وفيات ألزهايمر حول العالم، والذي بلغ 20,5 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، وفق إحصائية منظمة الصحة العالمية لعام 2023.

وفي المرتبة الأولى عربياً وخليجياً، والـ 17 عالمياً من بين 183 دولة، جاءت مملكة البحرين بتسجيلها 24,32 حالة وفاة، وتلتها قطر التي احتلت المرتبة الثانية عربياً وخليجياً والـ 22 عالمياً بـ 22,69 حالة وفاة.

سلطنة عمان حلت في المركز الثالث عربياً وخليجياً والـ 24 عالمياً بتسجيلها 22,46 حالة وفاة، ومن ثم جاءت السعودية التي جاءت في المركز الرابع عربياً وخليجياً والـ 41 عالمياً بـ 20,52 حالة.

بدورها جاءت الكويت في المرتبة الخامسة خليجياً والـ 96 عالمياً بتسجيلها 17,42 حالة وفاة، تلتها الإمارات في المرتبة السادسة خليجياً والـ 107 عالمياً حيث سجلت 16,96 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

مركبات علاجية محتملة في قطر

رغم عدم وجود علاج يشفي تماماً من ألزهايمر، إلا أن الأدوية المستخدمة قد تخفف من أعراض المرض مؤقتًا أو تبطئ تقدمه، فيما تواصل الدول العمل على إيجاد دواء يشفي المصابين بشكل نهائي.

وفي هذا الإطار، أعلن معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة في 17 يناير الماضي، عن إنجاز جديد يتمثل في اكتشاف مركّبات علاجية محتملة لهذا المرض، وذلك بالتعاون مع جامعة "رود آيلاند".

ووفق المعهد، فإن الدراسة تقدم أسلوبًا واعدًا لعلاج المرض، كما أن النهج المستهدف "يبشر بالنسبة لأمراض أخرى، لأنه يكشف إمكانية استخدام الجزيئات الصغيرة والتعامل معها على مستوى الجينوم من أجل توفير النتائج التي تتحقق عادة من خلال التقنيات المُكلَفة القائمة على الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي".

كما تصف الدراسة عملية إعداد وتطوير الأدوية بشكل كامل، والتي تشمل تركيب أدوية "السيليكو" وفحصها واختبارها، والتي أجراها الباحثون لاختيار المُركَّبات الواعدة.

ويُعتبر هذا البحث خطوة نحو اختبار هذه العلاجات الجديدة على الحيوانات، والتي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى إجرائها على المستوى البشري، فالأدوية المرشحة التي يتم اختبارها حاليًا لا تزال تنتظر الحصول على براءة الاختراع.

جمعية سعودية

في إطار سعيها لرفع مستوى الوعي العام بمرض ألزهايمر، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي، وتقديم الدعم والمساندة للمصابين، أسست المملكة العربية السعودية جمعية هي الأولى من نوعها بالمنطقة تحت مسمى "الجمعية السعودية الخيرية لمرض ألزهايمر" عام 2009.

وتعمل الجمعية، على تقديم الدعم والمشورة لعائلات المصابين ومن يقوم برعايتهم، إلى جانب تفعيل الشراكات الإستراتيجية بين الجهات الخيرية، وتأسيس قاعدة بيانات حول المرض والمصابين.

ويبلغ عدد المصابين في المملكة حوالي 130 ألف، وفق بيانات وزارة الصحة التي تعمل بدورها على تقليل خطر الإصابة بالمرض من خلال تغيير نمط الحياة، والدعوة إلى اتباع أسلوب صحي.

رعاية كويتية

كما تهتم الحكومة الكويتية، بتوفير ما يحتاج إليه مرضى ألزهايمر من رعاية، خاصة في المراكز الصحية وعيادات المسنين التي تتكفل بالعلاج الجسدي وحتى العقلي لهؤلاء الأشخاص.

وتسعى وزارة الصحة الكويتية إلى الحد من الإصابة بألزهايمر عن طريق دعوة المواطنين إلى اتباع بعض العادات الصحية، التي تقلل من نسبة التعرض للمرض عند التقدم في العمر والشيخوخة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متكامل وسليم.

وعام 2017، جرى تدشين وحدة كبار السن في مستشفى مبارك، وهي وحدة حديثة ومتكاملة لعلاج أمراض كبار السن، وتعد إحدى الخطوات التأسيسية لطب كبار السن في البلاد.

توقعات عُمانية بزيادة المصابين

يمثل التعامل مع مرض ألزهايمر، تحدياً كبيراً للمؤسسات الصحية في سلطنة عمان، التي يقع على عاتقها تفعيل خطة وطنية لرعاية المرضى وتوفير الخدمات التشخيصية والعلاجية.

وبحسب تصريحات لرئيس الرابطة العمانية للزهايمر د. حمد بن ناصر السناوي، فإن عدد المصابين في السلطنة بلغ 11,960 عام 2022، موضحاً أن التوقعات تشير إلى أن العدد من الممكن أن يتجاوز حاجز 124 ألف بحلول عام 2050.

التزام بحريني

وتحرص وزارة الصحة في البحرينية، على تطوير الخدمات الصحية المقدمة لفئة كبار السن، وذلك توافقًا مع توجهات الحكومة في تطوير منظومة متكاملة ومستدامة من الخدمات العلاجية والتشخيصية والتأهيلية لهذه الفئة لتحقيق أهداف الرعاية الصحية.

وأولت الوزارة، اهتمامًا كبيراً لتوفير المزيد من الدعم للمصابين بألزهايمر وأفراد أسرهم، وتحسين حياتهم، مع وجود مجموعة من الأهداف تتمثل في التشخيص المبكر، وتقديم برامج تعزيز أنماط الحياة الصحية للجانب البدني والعقلي، وعمل الكشوفات والفحوصات الدورية والكشف عن الأعراض السلوكية والنفسية.

وتبلغ نسبة انتشار المرض بين سكان البحرين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً حوالي 1,49%، فيما تصل بين من تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر إلى 3,47%، وفق بيانات المكتبة الوطنية للطب "NLM" التابعة لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية.

جهود إماراتية

تبذل الجهات الصحية في دولة الإمارات، جهوداً حثيثة في سبيل توفير رعاية صحية متقدمة، ورفع الوعي المجتمعي، بأهمية تفهم طبيعة المرض، وتبني الطرق والأساليب الآمنة للتعامل مع المرضى وتقديم الرعاية اللازمة لهم.

وفي إطار سعيها لتوفير أحدث أنواع الرعاية، كانت الإمارات ثاني دولة في العالم توافق على تسجيل واستخدام عقار أدوهيلم "أدوكانوماب" الذي يستخدم لعلاج المراحل المبكرة لمرض الزهايمر من إنتاج شركة "بيوجن" في 2021، وذلك عقب تصديقه واعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA".

ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لعدد المصابين في الدولة، إلا أن تقديرات سابقة لمستشار الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في مستشفى "أمانة" للرعاية الصحية وإعادة التأهيل الدكتور خالد أنور، تشير إلى إمكانية ارتفاع نسب الإصابة بهذا المرض وأمراض فقدان الذاكرة في الدولة إلى 600% بحلول 2030.