محمد الحمادي- الاتحاد الاماراتية-
من المهم ألا يتجاهل العرب مواقف دول أميركا اللاتينية، وألا يصدوا عنها بعيداً، فالتاريخ يثبت أن هذه الدول لها مواقف لا يمكن القفز عليها، ابتداء من قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي قضية فلسطين، ودعم القرارات التي تؤيد الحق الفلسطيني، مروراً بالقضايا العربية الأخرى كوقوفها مع حق الإمارات في جزرها المحتلة الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى، وصولاً إلى الأزمة في اليمن وسوريا والعراق، وغيرها من قضايا العرب التي تحتاج إلى وقوف الأصدقاء.
رغم بعد المسافة بين المنطقة العربية وأميركا الجنوبية، فإن هذه الدول لديها مواقف أفضل بكثير من مواقف دول لا تفصلها عن الدول العربية إلا كيلومترات من المياه، أو من الأراضي.
تلك المواقف الواضحة والمبدئية لكثير من دول أميركا اللاتينية تبين مدى فهم تلك الدول لقضايا المنطقة وتحدياتها وهمومها ومصالحها، وهذا ما يجب الاهتمام والاعتناء به، من خلال عمل دبلوماسي عربي قوي، وسياسة خارجية واضحة مع تلك الدول، وتنسيق مستمر بما يخدم مصالح العرب، ويساعد على حل كثير من الأزمات والقضايا التي تحتاج لمجهود وموقف دولي.
القمة العربية اللاتينية التي اختتمت أعمالها في الرياض أمس، حملت اتفاقاً وتوافقاً عربياً لاتينياً جديداً، وقد اتفق المشاركون على التنسيق السياسي فيما بينهم في القضايا المختلفة، واتفقوا جميعاً من خلال إعلان الرياض على أهمية الحفاظ على أمن ووحدة العراق ورفض تدخلات إيران، كما أكد المشاركون في القمة، ضرورة حماية الشعب الفلسطيني، والعمل على إصلاح الخلل في الأزمة السورية.
وقد أثبتت الكثير من التجارب، أن الشراكة الاستراتيجية بين المجموعتين العربية واللاتينية يمكن أن تساعد بشكل كبير في تنسيق الرؤى والسياسات تجاه القضايا المختلفة الإقليمية منها والدولية، والتي تهم الطرفين العربي واللاتيني، كما أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستعزز بلا أدنى شك الحوار السياسي والمواقف المشتركة الرامية إلى حماية مصالحهما.
الدول العربية في هذا الوقت وهذه الظروف أحوج ما تكون لتقوية تلك الشراكات الاستراتيجية مع المجموعات العالمية المختلفة، وهذا العمل لا يمكن أن تقوم به الدول منفردة، وإنما من خلال منظمات تجمعها، وهذا ما يجب أن تتحمل مسؤوليته جامعة الدول العربية، وأن تستعيد أدوارها الكثيرة التي افتقدتها مع الأزمات العربية أزمة بعد أخرى.
المواقف الواضحة والمبدئية لكثير من دول أميركا اللاتينية تبين مدى فهم تلك الدول لقضايا المنطقة وتحدياتها وهمومها ومصالحها، وهذا ما يجب الاهتمام والاعتناء به، من خلال عمل دبلوماسي عربي قوي
أثبتت الكثير من التجارب أن الشراكة الاستراتيجية بين المجموعتين العربية واللاتينية يمكن أن تساعد بشكل كبير في تنسيق الرؤى والسياسات تجاه القضايا المختلفة الإقليمية منها والدولية