(دراسة في الجغرافية السياسية)- ا.ـ.د عبد الأميرالحيالي- فراس عبد الجبار-
ملخص البحث
اذا كان هناك من يقول ان مصر هبة النيل وانه لولا النيل لما كانت مصر فان دول الخليج العربي هي هبة (النفط) ولولا هذه الثروة التي منّ الله على هذه المنطقة لما وصلت الى عهد الرخاء الذي تعيشه الآن فمن خلال استقراء تاريخ المنطقة قبل ظهور النفط يتبين لنا ان المنطقة كانت عبارة عن قبائل عربية متفاوتة الحجم والقوة تسكن على جانبي الخليج يمارس اهلها مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ ويضاف الى ذلك فقر الارض الصحراوية واقتصرت اهمية المنطقة على كونها طريقا تجاريا يتنافس عليه المستعمرون ويتبادلون الادوار فيه وبناءا على ذلك يمكن القول ان عصر النفط كان بداية عهد جديد هو عهد الرخاء الذي اصبح المواطن الخليجي ينعم فيه بالتكنلوجيا الحديثة والرفاه الاقتصادي، ان الباحثان من خلال طرحهما هذا الموضوع لايريدان تحديد مدة زمنية لنضوب النفط وايجاد تخمين معين لذلك ولكنهما يحاولان الاجابة على السؤال التالي (ماذا لو نضب النفط)؟ هل لدى دول الخليج العربي البدائل المناسبة للنفط في حالة نضوبه؟وما هو مصير المنطقة السياسي بعد النفط؟.
وقد قام البحث على فرضية مفادها (ان البدائل المتوفرة في منطقة الخليج العربي ضعيفة ولا يمكن ان تؤدي نفس الدور الذي يؤديه النفط وان احسن البدائل الموجودة في المنطقة هو الغاز ولكنه ليس بالوفرة والاهمية التي يوجد فيها النفط حيث تنتج دول الخليج العربي حاليا 5.6 من الانتاج العالمي فيما يقدر الاحتياطي بـ 15% فقط من الاحتياطي العالمي اضافة الى ضعف العوامل الجغرافية التي ترتكز عليها مقومات الدولة فعدد سكان دول الخليج الستة بلغ في عام 2000 حوالي 31.101 مليون نسمة فيما بلغت مساحتها 2.673 مليون كم2 وهي ارقام صغيرة لاتمنح دول الخليج العربي تاشيرة الدخول الى عصر العملاقة مثل الهند والصين اللتان تعدان من الدول المرشحة لقيادة العالم في المستقبل، واخيرا يمكن القول ان هذا البحث يدخل ضمن الدراسات الجيوبولتيكية حاول فيها الباحثان استقراء مستقبل المنطقة السياسي مستخدمين في ذلك منهجين هما منهج البحث التاريخي للغوص في تاريخ المنطقة قبل ظهور النفط ومنهج البحث التحليلي لتحليل واقع المنطقة الحالي والتنبؤ بما ستؤول اليه الاحداث بعد نضوب النفط وقد انطوت الدراسة على ثلاث مباحث