الدكتور محمد بن هويدن- مركز الخليج لسياسات التنمية-
مقدمة
أصبح الحديث عن مستقبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفترة الأخيرة محور إهتمام ليس فقط السياسيين والباحثين في المنطقة الخليجية بل أيضاً الخليجيين أنفسهم، لاسيما بعد الدعوة التي وجهها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإقامة إتحاد خليجي من خلال الكلمة التي ألقاها في القمة الخليجية الثانية والثلاثين المنعقدة في الرياض في ديسمبر 2011. هذه الورقة تدرس مستقبل التكامل السياسي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والفرص المتاحة أمام فكرة إنشاء إتحاد خليجي. وتعتمد الورقة في ذلك على المنهج التحليلي الذي يعمل على تحليل الحالة من خلال التطرق إلى جملة الأحداث والعوامل المؤثرة عليها من مختلف الجوانب، والوقوف على الأسس النظرية المفسرة للحالة؛ والمنهج المقارن الذي يحاول الوقوف على بعض التجارب التكاملية القائمة في العالم ومقارنتها بحالة التكامل بين دول مجلس التعاون لمعرفة فرص نجاح فكرة الإتحاد الخليجي.
تهدف الدراسة إلى وضع إطار علمي لفهم واقع ومستقبل التكامل السياسي بين دول مجلس التعاون الخليجي من أجل المساعدة في بلورة الأفكار لتطوير حال التعاون بين دول المجلس بشكل علمي ومنطقي بعيداً قدر الإمكان عن الميول العاطفية. وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تتناول موضوعاً هو الأبرز في علاقة دول مجلس التعاون في الوقت الراهن، حيث المساعي حثيثة من البعض نحو الدفع بالتعاون الخليجي إلى مرحلة جديدة وأكثر تطوراً مما هو قائم عليه الآن، أي تغيير الوضع القائم بوضع جديد؛ إلا أن ردة الفعل لتلك المساعي متفاوتة داخل المجلس، الأمر الذي يجعل دراسة هذا الموضوع ذو أهمية عالية.