المدينة السعودية-
أكد وزراء وسياسيون وعسكريون من عدد من البلدان العربية والإسلامية «للمدينة» أن التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنته المملكة أمس الأول خطوة تاريخية في الطريق الصحيح للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية باتت تشكل عبئًا خطيرًا على صورة الإسلام وتأتي انطلاقًا من القواعد الثابتة التي تنتهجها قيادة المملكة الرشيدة في التصدي لآفة العصر، مشيرين إلى أن محاربة الإرهاب هى معركة للجميع، وبينوا أن هذا الجهد هو استمرار لجهود المملكة للقضاء على الإرهاب وكسر شوكته، مضيفين أن التحالف سيسهم في خلق طمأنينة وسلام كبيرين لدى العالم الإسلامي على شكل خاص والعالم أجمع.
يأتي هذا فيما قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو أمس معلقًا على تشكيل تحالف عسكري ضد الإرهاب من 34 دولة إسلامية: «إن اتخاذ البلدان الإسلامية موقفًا موحدًا ضد الإرهاب، يعد أقوى جواب يوجه للساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام»، وأكد أن تركيا مستعدة للمساهمة بقدر المستطاع، في حال ترتيب اجتماع لمكافحة الإرهاب، بغض النظر عن الجهة المنظمة، و»نعتبر هذه الجهود بين البلدان الإسلامية خطوات صحيحة»، ورحب داود أوغلو بتوجيه السعودية دعوة لبلاده من أجل حضور الاجتماع، الذي تمخض عنه تشكيل الحلف الإسلامي، واصفًا العلاقات بين البلدين بـ»الجيدة جدًا».
من جهتها قالت الولايات المتحدة: إن التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية يتماشى مع دعوات واشنطن لاضطلاع الدول السنية بدور أكبر في محاربة تنظيم داعش وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للصحفيين في إنجيرليك بتركيا ردًا على سؤال بشأن المبادرة التي أعلنتها السعودية: «نتطلع إلى معرفة المزيد عما يدور في ذهن السعودية بخصوص هذا التحالف»، وأضاف: «لكنه يتماشى بشكل عام على ما يبدو مع ما نحث عليه منذ فترة وهو اضطلاع الدول العربية السنية بدور أكبر في حملة محاربة داعش».
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قد أكد أن الإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يأتي حرصًا من العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء، ولكي يكون شريكًا للعالم كمجموعة دول في محاربة هذا الداء، وقال: إن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريًا وفكريًا وإعلاميًا، بالإضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حاليًا.
وقال سمو ولي ولي العهد في مؤتمر صحفي عقده بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض مساء أمس الأول عقب إعلان البيان المشترك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب مقره الرياض: «إن التحالف يضم مجموعة من الدول الإسلامية التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي، وهذا يأتي من حرص العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل».
وأوضح سموه أنه سيتم إنشاء غرفة عمليات للتحالف في الرياض لتنسيق ودعم الجهود لمحاربة الإرهاب في جميع أقطار وأنحاء العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن كل دولة ستساهم بحسب قدراتها.
وأضاف سموه: «اليوم كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جدًا من خلال هذه الغرفة سوف تتطور الأساليب والجهود التي من الممكن أن نحارب فيها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي».
وعن تأييد أكثر من عشر دول إسلامية لهذا التحالف قال سموه: «هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها إجراءات يجب أن تتخذها قبل الانضمام للتحالف ونظرًا للحرص لإنجاز هذا التحالف بأسرع وقت، تم الإعلان عن 34 دولة وإن شاء الله سوف تلحق بقية الدول لهذا التحالف الإسلامي».
وأضاف: «لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب من بينها سوريا والعراق وسيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان وهذا يتطلب جهودًا قوية جدًا لمحاربته، بلا شك سيكون من خلال التحالف هناك تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود».
وتابع يقول: «نحن سوف نحصر المنظمات الإرهابية أيًا كان تصنيفها.. طبعًا بخصوص العمليات في سوريا والعراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي».
وأكد سموه أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل، مشيرًا سموه إلى أن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريًا وفكريًا وإعلاميًا، بالإضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حاليًا.
وردًا على سؤال عما إذا كان التحالف الجديد سيتصدى لتنظيم داعش الإرهابي فحسب قال سمو ولي ولي العهد: «لا لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا.. سوف نعمل ونتخذ إجراءات لمحاربتها».