دول » دول مجلس التعاون

قوة الخليج العسكرية في 2015.. صفقات مليارية ورسائل سياسية

في 2015/12/26

الخليج اونلاين-

شهد عام 2015، أكبر التحركات العسكرية الخليجية في تاريخه، إذ خاض الخليج لأول مرة وبشكل موحد، معركة "عاصفة الحزم" المستمرة حتى اليوم، والتي استدعت استخدام الكثير من المخزون العسكري لدول التحالف وبالأخص السعودية، إضافة لمشاركة عدة دول خليجية في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" في سوريا.

وقد دفع ذلك النشاط الذي جاء بعد سنوات طويلة من الاستقرار العسكري الذي يعيشه الخليج، إلى تعزيز المنظومة العسكرية بالعديد من الصفقات العسكرية مع دول عدة، لينطلق "التحالف الإسلامي" حديثاً ويزيد من رغبة تلك الدول بمزيد من التسلح؛ إضافة لاستمرار التحرشات الإيرانية عبر خلاياها في الخليج لمحاولات زعزعة الأمن.

وقد تنوعت الصفقات ما بين صواريخ متعددة القوة والمدى، وطائرات حربية بأنواع عدة، إضافة لمروحيات قتالية، وسفن حربية.

- السعودية تتجه للتسلح بقوة

وقعت المملكة العربية السعودية في 2015، عدة اتفاقيات تسلح كان أبرزها وأكبرها، صفقة مع فرنسا بقيمة 12 مليار دولار.

حيث أعلنت الدولتان في يونيو/ حزيران الماضي أنهما تبحثان 20 مشروعاً "بعشرات مليارات اليوروات"، وتم إعلان عقد يتمثل بشراء وزارة الداخلية السعودية 23 مروحية من طراز إيرباص إتش 145 بسعر 500 مليون يورو.

وتعهدت السعودية لفرنسا بشراء 30 سفينة دورية سريعة لبحريتها "لتحسين قدرات خفر السواحل السعودي الذي يواجه اليوم تهديدات متنامية".

كما أعلنت أنهما تعتزمان توقيع اتفاق لإجراء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في السعودية.

وجاءت آخر الصفقات مع الولايات المتحدة، حيث وافقت الحكومة الأمريكية على صفقة سعودية قيمتها 11.25 مليار دولار تشتري المملكة بموجبها أربع سفن حربية متعددة المهام من إنتاج "لوكهيد مارتن" والمعدات المرتبطة بها، وذلك في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأعلنت الشركة نفسها أن السعودية وقعت اتفاقاً مع الحكومة الأمريكية لشراء 320 صاروخاً إضافياً من طراز (باتريوت باك-3) التي تصنعها لوكهيد، وقد تُعجل بخططها لشراء أنظمة (ثاد) للدفاع الصاروخي الأطول مدى.

وصفقة شراء صواريخ (باك-3) جزء من اتفاق محتمل أكبر قيمته 5.4 مليارات دولار لشراء مجموعة 600 من الصاروخ نفسه وافقت عليه الحكومة الأمريكية في يوليو/ تموز.

وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن البنتاغون أن الإدارة الأمريكية وافقت على بيع السعودية 10 طوافات عسكرية متعددة المهام، من طراز "إم إتش-60". وقالت وكالة الأمن والتعاون والدفاع التابعة للبنتاغون، إن قيمة الصفقة تبلغ 1.9 مليار دولار.

ورغم اختلاف سياسة البلدين في الشرق الأوسط، كانت السعودية وروسيا، وقعتا في يونيو/ حزيران 2015 اتفاقيات استراتيجية، على رأسها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، إضافة إلى اتفاقيات أخرى.

- الكويت.. هدف إيراني يتطلب تسليحاً

تعرضت الكويت خلال 2015 لعدة هجمات أدارتها أذرع إيرانية في البلاد، وراح ضحيتها عشرات الأشخاص، فيما كان طريق تعزيز تلك الخلايا بالأسلحة، من جهود إيرانية بتهريبها عبر البحر، ولا تستبعد الكويت أي عدوان إيراني يعزز تدخلاتها في البلاد والمنطقة؛ لذا كان الاستعداد على أوجه في صفقات تسلح ضخمة.

الكويت وقعت مع فرنسا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتفاقاً لشراء منتجات صناعية دفاعية، في إطار تعاون استراتيجي بمجالي الدفاع والأمن بين البلدين، تقوم بموجبه فرنسا ببيع أسلحة وعربات عسكرية وذخائر، بقيمة 2.5 مليار يورو للكويت، من ضمنها 24 مروحية من طراز "كاركال".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أكدت الشركة المنتجة لطائرات "يوروفايتر"، أن الكويت وقعت مذكرة تفاهم لشراء 28 طائرة لتصبح الدولة الثامنة التي تشتري مقاتلات من هذا الطراز، وبلغت قيمة الصفقة ثمانية مليارات يورو (تسعة مليارات دولار).

كما نقلت رويترز عن مصادر مطلعة بأن الكويت تواصل مفاوضات منفصلة مع الحكومة الأمريكية بشأن شراء 24 طائرة من طراز (إف/إيه- 18 إي/إف سوبر هورنت) التي تنتجها شركة بوينج في صفقة تزيد قيمتها عن ثلاثة مليارات دولار.

- قطر.. نشاط عسكري استراتيجي

برزت خلال العام الحالي، رغبة قطر في تعزيز منظومتها العسكرية خصوصاً مع ما يحيط بها من أزمات سياسية كانت لاعباً أساسياً في إيجاد حل لها، أبرزها الأزمة اليمنية والسورية.

وكانت أبرز الاتفاقيات التي وقعتها قطر، مع تركيا، شريكتها في الموقف من الأزمة السورية.

إذ بدأ في يونيو/ حزيران الماضي، سريان اتفاقية وقعها الطرفان في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2014، تقضي بـ "التعاون بين حكومة الجمهورية التركية وحكومة دولة قطر في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية، وتمركز القوات المسلحة التركية على الأراضي القطرية". وعززت الاتفاقية زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى الدوحة مطلع ديسمبر/ كانون الأول.

وفي مارس/ آذار الماضي، صادقت لجنة معنية في البرلمان التركي على اتفاق يسمح بنشر قوات مشتركة بين البلدين عند الحاجة، وبنشر قوات تركية في قطر أو قطرية في تركيا حسب الضرورة.

واستكملت فرنسا عقد اتفاقياتها العسكرية مع دول الخليج، باتفاقية مع قطر، في مايو/ أيار الماضي، يقتني بموجبها سلاح الجو القطري 24 طائرة فرنسية مقاتلة من طراز "رافال" بقيمة سبعة مليارات دولار. كما شملت الصفقة تدريب 36 طياراً قطرياً و100 فني على أيدي خبراء من الجيش الفرنسي.

وعلى صعيد الخدمات الأمنية التكنولوجية، وقعت القوات المسلحة في يوليو/ تموز على عقد مع شركة (سيليكس إي إس) الإيطالية المتخصصة في أنظمة الرادارات والقيادة والسيطرة.

ووفقاً للعقد، ستزود الشركة، القوات المسلحة القطرية بنظام مراقبة جوية ونظام دفاع لمراقبة المجال الجوي للدولة. العقد يتضمن أيضاً رادارات أرضية في أوضاع ثابتة ومتحركة لمراكز القيادة والتحكم للشبكة المصاحبة لها.

- البحرين تعزز جيشها باتفاقيات ناجحة

دفع انطلاق معركة "عاصفة الحزم" التي تشارك بها البحرين، لتعزيز رغبة المنامة باتفاقيات تعزز بها قدراتها العسكرية، حيث وقعت على اتفاقية للتعاون العسكري بين المملكة وإيطاليا وذلك بحضور وزير شؤون الدفاع البحريني، ونظيرته الإيطالية. كما وقعت المنامة على اتفاقية "تعاون عسكري فني" مع روسيا في مايو/ أيار.

- الإمارات.. نشاط يستدعي تدعيم القدرة العسكرية

اعتبرت الإمارات من أنشط الدول المشاركة في العمليات العسكرية التي تخوضها بلدان الخليج في اليمن، وكان لها حضور فاعل براً وجواً في استعادة الشرعية في اليمن.

واستدعت كثافة العمليات العسكرية، تكثيف الجهود لشراء 60 مقاتلة من نوع "رافال" الفرنسية، وأعلن قائد سلاح الجو الإماراتي اللواء إبراهيم ناصر العلاوي، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن بلاده في المرحلة النهائية لمفاوضات شراء المقاتلات.

وفي الشهر نفسه، قالت وزارة الدفاع الإماراتية، إنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة "أوغستا وستلاند" التابعة لشركة "فينميكانيكا" الإيطالية؛ لشراء ثلاث طائرات مروحية بمحركين من طراز "إيه دبليو 609" لمهام البحث والإنقاذ.

- عُمان.. الدبلوماسية لا تستدعي التسلح

شكلت سلطنة عمان التي لم تشارك مع التحالف العربي في اليمن، أو التحالف الإسلامي الحديث، ولا التحالف الدولي قبلهما في سياستها الدبلوماسية الفريدة في المنطقة طيلة الفترة الماضية؛ مَرجعاً لأي رغبة في التهدئة أو اللجوء للحلول الدبلوماسية، سواء في الأزمة السورية التي تبادلت لحلها زيارات رسمية مع النظام السوري، أو الأزمة اليمنية التي سعت إلى حلها بحوارات مع الحوثيين أو داعميهم القادمين من طهران.