الجزيرة السعودية-
تحتفي دول العالم باليوم العالمي للسرطان اليوم من كل عام «باليوم العالمي للسرطان» ويأتي هذا العام 2016م تحت شعار «نحن نستطيع - وأنا أستطيع» ( We can - I can ) وهو مبادرة يتجمع حولها العالم كله ويتحد لمجابهة وبائية السرطان، وبهدف العمل على حماية الملايين من البشر من الإصابة هذا المرض وخاصة الأنواع القابلة للوقاية والمنع، ومن خلال تكثيف رفع الوعي والتثقيف الصحي حول السرطان، وزيادة الوعي المجتمعي والمهني والتأثير على الحكومات والوزارات والهيئات والجمعيات - ذات العلاقة - لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والمناسبة لمجابهة السرطان.
وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان «uicc» يقوم بدور واسع النطاق والتأثير على هذا اليوم العالمي ولضمان تنامي المؤيدين والمشاركين عاماً بعد عام وازدياد الحملات التوعوية وتقدم القضية ضمن الأولويات الوطنية وتحقيق الإنجازات من خلال تقديم الدعم وتطوير الأدوات والأدلة الإرشادية لتشجيع المنظمات المتخصصة في تعزيز دورها على المستوى الوطني ولمواكبة رسالة العالم أجمع في هذا المجال... ويتميز هذا العام بدور تفاعلي كبير وإعداد مواد توعوية وتثقيفية تركز على محورين: «نحن نستطيع» من خلال استلهام واتخاذ الإجراءات المناسبة نحو الوقاية من السرطان، وإدراك التحديات، وقيام بيئات صحية وتحسين الوصول لرعاية السرطان، وبناء قوى عاملة مؤهلة ذات جودة في مجالات السرطان، والتحرك والتشبيك نحو قيادة وإحراز تقدم في ذلك، وإعادة رسم سياسات للتغير، وصناعة الاستثمار الأمثل نحو مكافحة السرطان والعمل معاً نحو زيادة التأثير في هذا العمل الجماعي.
«وأنا أستطيع» كفرد المساهمة في صناعة اختيارات أنماط الحياة الصحية، والتفهم بأن الاكتشاف المبكر ينقذ حياة البشر وسؤال الدعم وتدعيم الآخرين وأخذ مبادرة التحكم في رحلة المرض من خلال إعلاء قيمة الحب وأهمية التمسك بالأمل نحو العودة للعمل والمشاركة في قصص النجاح والتحدث بصوت عال عنها.
وهذه المحاور هي مطلب إنساني واجتماعي واقتصادي، وتعتبر من الأركان الرئيسية للخطط الإستراتيجية لمكافحة السرطان.
وأوضح أ.د.توفيق خوجة أن برامج المكافحة والوقاية من السرطان تعد أحد التوجهات العالمية المهمة لمعظم النظم الصحية الحديثة، نظراً لما لهذه المجموعة من الأمراض من بُعد اجتماعي وإنساني وعبء صحي واقتصادي كبير، كما أن داء السرطان يمثل حالياً مشكلة صحة عامة عالمية، نظراً لتنامي الإصابة بين الأفراد والمجتمعات، مبيناً أنه تتفاوت أسباب الإصابة بالسرطان وأنواعه بين مختلف مناطق العالم، لذا يُعد السرطان مشكلة صحية بالغة الخطورة تجتاح الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وهو يعد حالياً السبب الثاني للوفاة في العالم، حيث بلغت حالات الإصابة به -طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر عام 2012م- بلغ عدد الحالات المكتشفة حديثاً (14.1) مليون مريض وتوفي ما يقرب من (8.2 مليون)، ويتوقع أن يرتفع العدد ليقارب (20) مليون مريض بحلول عام 2025م ويتوقع عدد الوفيات بحوالي (11.5 مليون)، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية أوردت أن (40 %) من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها، و(40 %) من الأمراض السرطانية الأخرى يمكن الشفاء منها في حال تم تشخيصها مبكراً ومعالجتها فوراً، أمّا (20 %) من الأمراض السرطانية المتبقية فيمكن معالجتها بواسطة الرعاية التلطيفية المتخصصة لتخفيف حدة المرض.
وأشار إلى أن المجتمع الخليجي يقع في بؤرة الأحداث الصحية العالمية، وهو ليس بمنأى عنها، لهذا كان التسجيل الخليجي للسرطان إحدى الركائز الرئيسة في البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان»، موضحاً أنه وفقاً للبيانات الموثقة في المركز الخليجي لتسجيل السرطان ومن واقع السجلات الوطنية بدول مجلس التعاون، فقد تم تسجيل ما يقرب من (119) ألف حالة سرطان بين مواطني دول المجلس في الفترة من يناير 1998م إلى ديسمبر 2009م، مضيفاً أنه يتراوح معدل الإصابة بالسرطان لكل (100) ألف نسمة ما بين (72- 158) بين دول المجلس، وهي نسب والحمد لله تظل حتى الآن أقل بكثير من معدلات عالية في دول أخرى.