إبراهيم الشدوي- الشرق القطرية-
عندما تشاهد دولتين متجاورتين في الحدود والمصير ومتنافرتين في الأفكار والسياسة يأتيك المؤشر أن خلف ذلك التناقض شيء يتبعه عبث وعدم إدراك لما هو قادم لدول المنطقة فعندما نلاحظ تقاربا كبيرا بين تركيا والمملكة العربية السعودية وتنافرا ضد إيران وما تفعله في المنطقة وعلى النقيض تجد هجوما من دولة الإمارات الشقيقة ضد تركيا وتقاربا وترحيبا مع إيران وتأييدها لما تفعله في المنطقة.
قبل أيام هاجم السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية تركيا بشدة وموقفها الرافض من الأكراد الانفصاليين في سوريا.
أليس من حق تركيا حماية أمنها وحدودها يا معالي السفير!؟
هنالك شيء واضح في قواعد اللعبة قادمة إلينا، لماذا السفير الإماراتي في واشنطن هو الذي ظهر بتصريحاته النارية لانتقاد تركيا؟ لماذا لم يكن السفير الإماراتي في باريس أو لندن مثلا؟
هو من قام بانتقاد تركيا هذا الانتقاد العاصف وغير المبرر في هذا التوقيت بالذات!
إن هذا التصريح يعكس رغبة واشنطن في إثارة القلاقل في الشرق الأوسط وفي الخليج خاصة، والأمريكان الآن غير قادرين على تحديد أصدقائهم ولا أعدائهم ولا يملكون رؤية واضحة بخصوص ما يسعون إلى تحقيقه اليوم.
وقد زاد التخبط الأمريكي في المنطقة وكانت النتائج كارثية على دول الربيع العربي ولم تتحقق أي من الوعود الأمريكية في العراق وسوريا وعلى الخصوص في تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وتقارب العلاقات بين أمريكا مع إيران على أساس جيد. ولم تستطع أمريكا ترميم علاقتها مع العالم الإسلامي وبقيت الأمور في حالة دمار شامل كما أطلقت عبارتها المشهورة عندما غزت العراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل ولم تجدها بينما لا يزال تنظيم القاعدة يشكل قوة فاعلة وداعش تزرع العنف في جميع أنحاء العالم وواشنطن تحرض الدول على بعضها كما حدث مع السفير الإماراتي فيها وشنه الهجوم على دولة مثل تركيا المفروض أنها تكون في حلف كامل مع الولايات المتحدة وأوروبا.
سجل من الفشل تطرحه أمريكا في سياستها في الشرق الأوسط منذ هجمات 11 سبتمبر ولحد الآن وأخيرا من الصعب أن نعرف ما ينبغي عليه أن تكون سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
إن أوباما يناقض نفسه عندما طالب دول المنطقة أن تبني سياستها من الداخل وهو الآن مع دولته يحارب هذه الدول من الداخل والخارج وليس من الغريب أن نشهد تحولا في الشرق الأوسط عما قريب لأن أمريكا لم تعد تنطبق عليها الصفات القديمة على أنها الصديق القوي صاحب النفوذ في المنطقة وأن مصالح دول المنطقة أخذت في الانخفاض عندما تدخلت روسيا في الحرب المعلنة علينا في سوريا وأن إستراتيجية الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط أصبحت لا جدوى منها.