متابعات-
تداولت مواقع ومنتديات عمانية نبأ عفو أصدره السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، عن عدد من المعارضين المقيمين في لندن وفي بعض العواصم الغربية.
وأشارت مصادر إلى أن سفارة السلطنة في المملكة المتحدة، تجري الترتيبات اللازمة لعودة المعارضين إلى السلطنة، والتمهيد لبدئهم حياة جديدة في دولتهم.
وكشف مراسل وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، الصحفي العماني تركي البلوشي، نبأ عفو السلطان هيثم بن طارق، بشأن المعارضين العمانيين.
ونقل “البلوشي” عن مصادر وصفها بـ”الخاصة”، أن “عفواً سامياً صدر من السلطان هيثم بن طارق عن عدد من العمانيين ممن حصلوا على حق اللجوء في بريطانيا”.
وأضاف مراسل وكالة “بلومبيرغ” أنه “تم إبلاغهم (المعارضون العمانيون) عن طريق سفارة عُمان في لندن؛ حيث تقوم السفارة حاليا بترتيب إجراءات عودتهم إلى السلطنة”.
وفي السياق، ذكر ناشطون عمانيون، أن العفو الصادر عن السلطان هيثم بن طارق “شمل أربعة من المعارضين وهم: سعيد جداد، معاوية الرواحي، نبهان الحنشي، مظاهر العجمي”.
ونشر المعارض العُماني المتواجد في لندن سعيد جداد، مقطعاً مصوراً يعلن فيه مبايعة السلطان هيثم بن طارق على السمع والطاعة، بعد إصدار عفو سامٍ عنه، مشيراً إلى أنه تم ترتيب إجراءات عودته للسلطنة.
وظهر “جداد” الذي دأب في السنوات الماضية على مهاجمة القيادة العمانية والحكومة، في فيديو لاقى انتشاراً واسعاً بين العمانيين، أعلن فيه بدء صفحة جديدة ومبايعته السلطان هيثم، مشيراً إلى أنه تم إصدار عفو سلطاني بشأنه دون الإشارة لأي تفاصيل.
ولاحقاً نشر تغريدة يدعو فيها الجمهور إلى التوقف عن إعادة نشر أي محتوى له على مواقع التواصل أو على شبكة الإنترنت، منوها إلى أنه سيتابع قانونياً أي مخالف لما أشار إليه.
واعتبر متابعون للشأن العماني خبر العفو السلطاني عن المعارضين، ضربة موجعة لأطراف إقليمية، كانت تستثمر في هؤلاء من أجل تحقيق مصالحها. وهي إشارة إلى الإمارات العربية المتحدة، التي كانت أطراف محسوبة على ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد تستثمر في منشورات هؤلاء، حيث دأب عدد من المقربين منه على غرار حمد المزروعي على الترويج لأطروحاتهم.
وتفاعل عدد من المغردين العمانيين مع خبر العفو حيث نشروا تغريدات مبتهجة بهذه الصفحة الجديدة في تاريخ بلادهم.
ونشر الكاتب العماني حمود بن علي الطوقي، مقالاً في صحيفة “الرؤية” بعنوان: “إلى سعيد جداد (أبو عماد)، تحيَّة عُمانية خالصة (خبور)”.
وقال: “استمعتُ إلى رسالتك التي أتمنّى أن تكون صادقة، بعد أن أعلنت تلقِّيك العفو السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والعودة إلى أحضان الوطن؛ فكما ذكرت في رسالتك أن الوطن سيبقى الأب الحنون والأم الرؤوم. فعُمان هكذا دائما منذ أن خلقت البشرية، وهي تفتح ذراعيها للجميع”.
وليست هذه سابقة في تاريخ سلطنة عمان، حيث سبق للسلطان الراحل قابوس بن سعيد آل سعيد، أن عفا عن عدد من المعارضين اليساريين.
ومباشرة بعد تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في السلطنة في 23 يوليو/ تموز 1970 وكمحاولة منه لإنهاء حرب ظفار، قام في سبتمبر/ أيلول 1970 بإعلان العفو العام عن جميع المتمردين، ووعد أي ظفاري مشترك في حركة التمرد بمعاملة حسنة، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي.
واشتهرت مقولة قالها في ذلك الحين: “عفا الله عما سلف”.
وتشهد سلطنة عمان استقرارا داخلياً، تترجمه عملية الانتقال السلس للسلطة بعد وفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وتسلم خليفته هيثم بن طارق مقاليد الحكم، وأعلن عن توجه لاستتباب الأمن في البلاد، وتأمين رخاء العمانيين.