عبد الله منور الجميلي- المدينة السعودية-
المخدرات المهربة الى (المملكة) تُصنع خصيصاً لها في مصانع سرية، وتمثل كمياتها المضبوطة داخل الوطن الثُـلْـثَـيـن من معدل المخدرات في دول العَـالَـم!
تلك المخدرات (التي لاتتعدى المادة المخدرة فيها الـ 10%، يضاف إليها مواد مدمرة عقلياً)، هدفُ المُـصَـنِّـعِـيْـن من تهريبها لوطننا ليس مادياً بل تدمير شبابنا!)، أما مَــن يبحث عن المال فهم مَـن يُـروجونها في الداخِــل وهم للأسف مِــنّـا وفِـيْـنَــا!
الـنَّـص أعلاه بما حمله من معلومات خطيرة نطق به سعادة اللواء أحمد الزهراني مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، خلال حفل تدشين المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) الأسبوع الماضي، ونقلته (صحيفة الحياة)!
الجمارك والمؤسسة الأمنية تبذلان جهوداً كبيرة للحَـدّ من التهريب، والقضاء على خلاياه بِـضَــربات استباقية (قَـد يفقدون فيها أرواحهم حماية لوطنهم)؛ فخلال العامين الماضيين تم ضبط أكثر من (166 مليون حبة كبتاجون، و59 طن حشيش)!
ولكن هَـوامير التهريب لديهم دائماً الوسائل المتنوعة والمتجددة لمحاولة الوصول لضحاياهم، وهنا يأتي دور المنابِـر والمؤسسات التربوية والإعلامية لحماية شبابنا من ذلك الوباء؛ وهذا صدقوني لن يتأتى بالطرق التقليدية القديمة التي أدواتها المحاضرات والندوات والمنشورات وحتى الإعلانات؛ ولكن ولأن الفئة المستهدفة هم (الناشئة والشباب ذكوراً وإناثاً) فحقهم مخاطبتهم بلغتهم وبالمبادرات والبرامج التي تناسب ميولهم وإيقاع عصرهم!
أيضاً ولأنّ خطورة المخدرات معلومة بالضرورة، وهذا ما لايجهله غالبية الشباب الذين أصبحوا أكثر انفتاحاً واطلاعاً وإدراكاً لما يجري حَـولَـهم؛ فمن المهم القضاء على العوامل الحقيقية التي تقدمهم صيداً سهلاً للمخدرات،(رغم معرفتهم بخطورتها) كالبطالة والفراغ، وغياب البرامج والفعاليات التي تشغل أوقاتهم.
وهناك العوامل الاجتماعية الصعبة التي قد تقود لطريق الإدمان المظلم كالظروف الاقتصادية والخلافات الأسـرية، التي يتطلب التعامل معها ومعالجتها مراكز يقوم عليها متخصصون، ويدعمها القطاع الخاص ضمن واجباته في المسئولية الاجتماعية.
أخيراً بعد التأكيد على (البرامج الـنّـوعِـيّــة والعصريّـة للتوعية والوقاية) أتمنى صناعة مؤشرات دقيقة وواضحة لمساعدة الأُسَــر في معرفة بداية تعاطِـي أبنائهم للـمُـخَـدر؛ فهذا سَـيسهم في السيطرة على الأزمة قبل استفحالها.