الخليج الجديد-
منحت السلطات السعودية، صاحب حساب «نكت محششين»، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صفة سفيرا لمشروع «نبراس»، الذي يهدف لخلق بيئة خالية من المخدرات، نظرا لتعاونه مع جهاز المكافحة لقيامه بتغيير مسمى حساب «نكت محششين» إلى «نكت».
صاحب الحساب كشف عن هويته لـ«هافينغتون بوست عربي» بالقول: «اسمي عبدالعزيز العنزي حاصل على بكالوريوس علوم حاسب، ولدي حسابات ضخمة على تويتر وكذلك اليوتيوب من ضمنها حساب نكت المحششين، الذي غيرت اسمه إلى نكت، ليس من باب الخوف من قرار المكافحة بل من أجل عدم إعطاء نظرة إيجابية لتلك الآفة».
«العنزي» اختار «نكت المحششين» اسما لحسابه بهدف جذب الانتباه فقط، وذلك لاعتماد المغردين على تلك الكلمة في بحثهم على الإنترنت مضيفاً: «لم أستخدم أي أسلوب للترويج للمخدرات، باستثناء المسمى»، بحسب قوله.
وأكد أن حصوله على وسام «نبراس» بعد أن قام بتغيير المسمى يعتبر شرفا كبيرا، موضحا أنه سيدعم المشروع، من خلال حساباته العديدة في «تويتر»، لإيمانه بأهمية توعية المجتمع.
قرار تغيير اسم الحساب جاء تجاوبا مع تحذيرات المديرية العاملة لمكافحة المخدرات في السعودية التي حذرت بمعاقبة أصحاب الحسابات على الشبكات الاجتماعية المسماة بـ«نكت محشش» أو ما شابهها إذا لم تقفل، بتهمة ارتكاب جريمة إلكترونية.
وكانت مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، قد أصدرت قرارا دعت فيه حسابات «تويتر» لتغيير الأسماء التي تحمل كلمة «المحششين».
مساعد مدير عام مكافحة المخدرات «عبدالإله الشريف» قال إن «المديرية العامة لمكافحة المخدرات أنشأت إدارة للتحريات الإلكترونية، لمتابعة المروجين للمخدرات، حيث أصبحوا لا يستخدمون الوسائل التقليدية، بل لجأوا لوسائل التواصل الاجتماعي كسناب شات وتويتر وغيرهما من المواقع».
وأوضح أن المديرية استطاعت ضبط 3 من مروجي المخدرات عن طريق «تويتر»، وأربعة مروجين عن طريق «سناب شات»، يحاولون الإيقاع بالأطفال والفتيات والشباب.
وجاء قرار ملاحقة حسابات «نكت المحششين» قانونيا بحسب «الشريف» لأن «من يرسل نكت الحشيش يعتبر ذلك دعوى للتعاطي وعليه وزرها من الجانب الشرعي، ولكن ليس عليه محاكمات كالمروج للمخدرات أو من يضع ملفات شخصية ثابتة في مسميات توحي للمواد المخدرة».
وعن الطرق الجديدة لترويج المخدرات عبر الشبكات الاجتماعية، أشار «الشريف» إلى أنهم «ضبطوا موقعاً لشاب يصوّر في سناب شات تعاطي الحشيش عن طريق لف السيجارة في أجواء رومانسية بالموسيقى والإنارة الخافتة، يغري صغار السن والفتيات والشباب لتعاطي المخدرات ويعطي جوانب إيجابية عن الحشيش من بينها جلب السعادة».
المستشار القانوني «محمد الوهيبي»، قال إن «قرار المديرية العالمة لمكافحة المخدرات إجراء نظامي ويدخل ضمن اختصاص المكافحة».
وأوضح أن العقوبة تصل إلى 5 سنوات سجن وغرامة تصل إلى 3 ملايين ريال، ويتضمن ذلك أي موقع على الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو نشره للاتجار بالمخدرات أو ترويجها أو طرق تعاطيها أو تسهيل التعامل بها، وبعض الحسابات المعنونة بـ«نكت المحششين».
أما المستشارة الأسرية والسلوكية «الهنوف الحقيل»، أشارت إلى أن هذا القرار مهم في الوقت الذي يستخدم البعض الحديث عن المخدرات من باب خفة الدم مما قد يكوّن مفهوماً سطحياً إيجابياً عنها.
وتابعت: «لذلك يجب توضيح أسباب منع استخدام هذه المسميات حتى يستوعبها الطفل المراهق والكبير أقصد بذلك »ازدواجية» قرار المنع مع التوعية المجتمعية حول هذه الأنواع من المخدرات وأضرارها».
وكانت مساعدة مديرة البرامج النسائية في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «عواطف الدريبي»، كشفت في نوفمبر/ كانون الثاني الماضي، أن القيمة السوقية للمواد المخدرة التي ضبطتها بلغت نحو 35 مليون ريال خلال عام 1435 للهجرة، مرجعة ذلك إلى «الإدمان اللاشعوري».
وأوضحت أن عدد المتهمين في قضايا المخدرات، في العام ذاته، بلغ 74 ألف شخص، مقدرة نسبة النمو السنوي بـ9.41%، ولا يبعد هذا الرقم كثيرا عن عدد مراجعي مجمعات علاج الإدمان خلال عام 1434 للهجرة، إذ وصل عددهم إلى 73 ألفا، موضحة أن أكثر الفئات تعرضا إلى التعاطي من سن 13 إلى 20 سنة.