فيما استقبل مركز استشارات الإدمان التابع للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات 10 حالات إدمان لفتيات خلال عام، بسبب تعاطيهن الحشيش والأدوية النفسية والمهبطات، قالت المستشارة الاجتماعية سلوى السيالي إن هناك تحفظا على إصدار إحصاءات توضح أعداد المدمنات.
فيما استقبل مركز استشارات الإدمان التابع للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، 10 حالات إدمان لفتيات تعاطين الحشيش، والأدوية النفسية، والمهبطات خلال عام، كانت 4 حالات منهن ضحايا تأثير الأقارب، و6 حالات ضحايا إساءة استخدام وإدمان الأدوية الخاضعة للرقابة الطبية.
تقنين الأدوية
أكد الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف لـ"الوطن"، أن الحالات التي وردت للمركز تعتبر شاذة وفردية، وأعمارهن تراوحت بين 20 و30 عاما، مبينا أن 6 حالات من الضحايا، كانت بسبب إدمان الأدوية مثل الزانكس، ولاريكا، والترامادول.
وأضاف الشريف "أن المشكلة تكمن في صرف الأدوية من الجهات الطبية، حيث يجب التقيد بالوصفات الطبية تحديدا"، ذاكرا أن الجهات المختصة تلقت بلاغا منذ فترة، من مواطن ضد مركز طبي خاص، يتهم فيه الطبيب بصرف 6 علب من دواء الترامادول الخاضع للرقابة، لافتا إلى أن الطبيب تم إيقافه بتهمة الترويج للأدوية وصرفها أكثر من الحد المطلوب، ومطالبا كافة الصيادلة والأطباء بتقنين صرف الأدوية حتى لا يساء استخدامها، وخاصة لمرضى الصرع، والتشنجات، والقلق، والاكتئاب، ومرضى القلب، والسرطان، والكلى.
وذكر الشريف أن هناك تنسيقا بين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، ووزارة الصحة، وهيئة الغذاء والدواء، بتقنين صرف الأدوية الخاضعة للرقابة إلا في أضيق الحدود.
انفلات سلوكي
أوضح المحلل النفسي المتخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي، أن نسبة تعاطي النساء للمخدرات تعتبر أقل بكثير من الرجال، مشيرا إلى أن هناك سوقا فاسدا يستهدف النساء، بحيث تصل إليهن هذه المواد أينما كن، واصفا الفعل الذي يصدر من هذه الفتاة بأنه يندرج تحت مسمى "الانفلات السلوكي"، والذي ينتج بسبب واقع الفتاة الذي تعيشه، فتلجأ إلى استخدام تلك المنشطات والمخدرات.
وأضاف الغامدي "أن هنالك مرحلتين تمر بهما عملية التعاطي والإدمان، حيث تبدأ بعملية التوزيع مبدئيا، ثم تنتقل إلى عملية الإدمان والشراء"، لافتا إلى أن بعض الفتيات قد يلجأن إلى الإدمان كنوع من المجاراة مع الصديق أو الحبيب.
قوانين جديدة
بين الغامدي أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، ازدادت حالات الإدمان بين الفتيات، وهو الأمر المستغرب، إذ إن فكر المجتمع لا يتصور أن المرأة تتعاطى أو تروج المخدرات، موضحا أن ذلك الازدياد في العدد، ألجأ الجهات المختصة إلى وضع خطط وسن قوانين جديدة تتماشى مع حالتهن، مضيفا "أن مستشفيات الأمل استحدثت في هذا الجانب أقساما جديدا خاصة بمعالجة المدمنات"، وداعيا إلى نشر الوعي والتثقيف ضد استخدام آفة المخدرات في المدارس والجامعات وغيرها.
أخطر الأنواع
ذكر الغامدي في معرض حديثه، أن من أخطر أنواع المنشطات والمخدرات المنتشرة في أوساط الناس، هي حبوب الكبتاجون التي تعتبر مادة كيميائية منشطة، لافتا إلى أن أكبر بلد مستهدف في مادة الكبتاجون هو السعودية، وذلك من خلال ملايين الحبات التي يتم تهريبها عبر المنافذ الحدودية ويتم مصادرتها.
أسباب التحفظ
أفادت المستشارة الاجتماعية التربوية سلوى السيالي، بأن ظاهرة إدمان الفتيات أصبحت مخيفة ومقلقة، مرجعة أسباب ذلك إلى الانفتاح غير المنضبط، والحرية الزائدة التي يجب أن تُكبح جماحها، مشيرة إلى أن الجهات الرسمية تتحفظ أحيانا عن ذكر الإحصاءات المتعلقة بهن، بسبب طبيعة المجتمع المحافظ، مؤكدة أن من أبرز المشاكل التي تخص الأقسام النسائية في مراكز العلاج، هروب الفتيات، وانتشار القضايا الأخلاقية بينهن، ذاكرة أن أعمارهن تبدأ من 15 فما فوق.
الوطن السعودية-