الخليج أونلاين-
جهود خليجية فردية وأخرى جماعية، كانت وراء النجاح الكبير الذي حققته دول مجلس التعاون لوقف تهريب المخدرات إليها، مع إصدار قوانين وقرارات رادعة للاتجار ومعاقبة التجار والمهربين.
وخلال السنوات الماضية، عملت دول الخليج معاً وبشكل جماعي على كشف تهريب المخدرات وإلقاء القبض على من يقومون بتلك العمليات، وتشكيل نواة تضم الجميع لمكافحة المخدرات التي توصف بأنها "آفة العصر"؛ في محاولة منها للحد من تفشي ظاهرة التهريب إلى أراضيها.
تعاون جماعي
يؤكد رئيس مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج، العميد صقر بن راشد المريخي، أهمية تكاتف جميع أفراد المجتمع وكل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع بدول المجلس للعمل كفريق واحد ضد الاستخدام غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية.
وفي تصريح له باليوم العالمي لمكافحة المخدرات (2020)، الذي يحتفل العالم به في 26 يونيو من كل عام، قال إن أجهزة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية المعنية الأخرى بدول المجلس، طورت وواكبت السياسات والاستراتيجيات الأمنية في مجال المكافحة بما يتناسب مع الوضع الحالي لجائحة كورونا.
وأضاف: "حققت تلك الاستراتيجيات نجاحاً كبيراً في عملية ضبط عصابات التهريب بشكل متواصل ومميز، وهذا ما أكدته ضبطيات المخدرات التي تمت خلال النصف الأول من عام 2020".
وأكد المريخي أهمية تكاتف جميع أفراد المجتمع وكل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني بدول المجلس "للعمل كفريق واحد ضد الاستخدام غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، وتفويت الفرصة على العصابات الإجرامية التي تروج المخدرات".
وتمت المصادقة على تأسيس مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون الخليجي، من قِبل جميع الدول الأعضاء، وبدأ العمل فيه في 23 أبريل 2010.
وفي 2016، قرر مديرو أجهزة مكافحة المخدرات بدول الخليج تشكيل فريق عمل موحد، لمكافحة المخدرات وضبط مهربيها وملاحقتهم دولياً.
تعاون كويتي سعودي
وخلال السنوات الماضية، عملت دول الخليج معاً في مكافحة المخدرات، كان آخرها إعلان السعودية في 19 مارس 2021، تمكُّنها بالتعاون مع الكويت، من إحباط محاولة تهريب قرابة ثلاثة ملايين قرص من "الإمفيتامين" المخدر إلى المملكة.
وقال المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية محمد النجيدي: إن "المتابعة الأمنية لنشاطات الشبكات الإجرامية، التي تمتهن تهريب المواد المخدرة إلى المملكة وترويجها فيها، وبالتعاون المشترك مع الجهات المختصة بوزارة الداخلية الكويتية، تمكنت من إحباط محاولة تهريب (2.971.600) قرص إمفيتامين".
وأشارت إلى أن المخدرات كانت مخبأة داخل شحنة حجر ورخام، حيث تم ضبطها بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، بميناء الملك عبد العزيز في الدمام، والقبض على المتورطين فيها، وهما مواطنان سعوديان.
وأكد النجيدي، أنه تم توقيف المتورطين واتخاذ الإجراءات النظامية الأولية كافة بحقهما وإحالتهما إلى النيابة العامة.
تكثيف التهريب
وشهد العامان الأخيران تكثيف تهريب المخدرات إلى دول الخليج، حيث قال السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، في 25 أبريل 2021، إن الكميات التي أحبطت السعودية دخولها إلى المملكة "تكفي لإغراق الوطن العربي بأكمله بالمخدرات والمؤثرات العقلية".
ولفت "البخاري" إلى أن إجمالي ما ضبطته بلاده من مواد مخدرة ومؤثرات عقلية، بلغ أكثر من 600 مليون حبة مخدرة ومئات الكيلوغرامات من الحشيش، خلال السنوات الست الماضية.
وفي فبرير 2021، قالت شرطة مكافحة المخدرات بإمارة دبي، إنها ضبطت 1.34 طن من المخدرات خلال الربع الأخير من العام الماضي، تمثل 50.6% من مجموع ما ضُبط من مواد مخدرة في عموم البلاد.
كما أعلنت الكويت، في يناير 2021، تمكُّن رجال البحث والتحري الجمركي، بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، من ضبط تهريب أكبر كمية من الحبوب المخدرة تقدَّر بـ3 ملايين حبة.
وفي يوليو 2020، كشفت البحرين عن ضبط 1852 قضية مخدرات في المملكة خلال عام و3 أشهر، حدث ذلك في عامي 2019 و2020.