الشرق السعودية-
قال استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور عبدالسلام الشمراني، إن دراسات أشارت إلى أن %40 من الجرائم ارتُكبت تحت تأثير المخدر، أو لسبب له علاقة بالإدمان.
ولفت إلى أن أضرار الإدمان لا تقتصر على المدمن فقط، لكنها تمتد إلى أسرته والمجتمع الذي يعيش فيه، وهو ما يفسر انتشار الجريمــة في بعض الأحيــاء والتجمــعات السكانية.
وأوضح أنه عند اكتشاف الأسرة إدمان أحد أفرادها تُصاب بالهلع ومن ثم الإحباط، خصوصاً إذا كان الشخص من أعمدة العائلة، إذ تقع الأسرة بكاملها بين نار الرغبة في مساعدته والخوف من نظرة المجتمع لوجود شخص مدمن في العائلة، مما يؤخر في كثير من الأحيان القرار بإيجاد وسيلة مناسبة لمساعدة المدمن والتوجه لطلب المساعدة.
وعن طريقة التعامل مع المدمن، أشار إلى ضرورة ترغيبه في العلاج وانتقاء الأسلوب الأمثل في التعامل معه عن طريق شخص أو عدة أشخاص لهم علاقة طيبة معه ولهم تأثير إيجابي عليه يبينون له ما يمر به من مشكلات قد لا يكون على وعي بها، مع استخدام المقارنة بين وضعه حالياً ووضعه قبل أن يقع في الإدمان، ومساندتهم له وتقبلهم إياه في محنته، مشدداً على ضرورة عدم الاستسلام لرفضه ومعارضته العلاج.
ونصح الشمراني بعدم استخدام العنف مع المدمن أثناء الإقناع، إذ بدوره قد يولد ردة فعل لديه تجاه الأسرة قد تمنعه من الاستفادة من العلاج وتكون لها عواقب مستقبلية سلبية.
ولفت إلى أنه بإمكان الأسرة التوجه بطلب للعلاج عن طريق إدارة المكافحة في المنطقة التي يقيمون بها وهي خدمة مميزة تقدمها إدارات المكافحة، ومن خلالها يتم التنسيق مع فرقة خاصة بإدارة المكافحة متمرسة في التعامل مع مثل هذه الحالات لإحضار الشخص المدمن بالإجبار للعلاج دون أدنى مسؤولية على الشخص المدمن إلا في حال كان الشخص عليه مسؤولية قانونية قبل طلب العلاج.
وتشير التجارب إلى أن كثيراً ممن يُجبَرون على دخول برنامج علاج الإدمان يتعافون بنفس القدر لمن يدخلون بشكل تطوعي.
من جهته، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام لمجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام راشد الزهراني، أن الطاقة الاستيعابية للمجمع حالياً تصل إلى 300 سرير، وجميعها مشغولة، مبيناً أنها في إطار الزيادة التدريجية حتى تصل إلى 500 سرير للرجال والنساء، موضحاً أن عدد النساء المدمنات المتقدمات لطلب العلاج لا يتجاوز 1% ولم تسجل سوى 8 حالات خلال السنوات الخمس الماضية.