باتت الأخطاء الطبية هاجساً للمريض في السعودية وذويه بعد تزايد معدلاتها في السنوات الأخيرة؛ نتيجة انعدام خبرة أو كفاءة الطبيب أو الفئات المساعدة، أو هي نتيجة ممارسة عملية أو طريقة حديثة وتجريبية في العلاج، ما جعلها أحد أهم أسباب ارتفاع الوفيات.

ووفق صحيفة الوطن السعودية، فإن قضايا حالات الأخطاء الطبية بلغت 3043 قضية، أدين منها 52.4%، في حين بلغت النسبة المئوية بقرارات عدم الإدانة 47.6%.

وتصدرت المنطقة الشرقية عدد القضايا المعروضة على الهيئات بواقع 596 قضية، تلتها منطقة الرياض بواقع 578 قضية، ثم منطقة عسير بـ368 قضية.

وبحسب الصحيفة، فإن قضايا الوفيات الناتجة عن الأخطاء الطبية، بلغت 374، أدين منها 196 قضية، في حين تم تسجيل 196 إدانة بالوفاة، بواقع 4 أحكام أسبوعياً، وما زالت 178 قيد التداول القضائي.

وسجلت مدينة جدة (غرب المملكة) أعلى القرارات المتعلقة بوفيات الأخطاء الطبية بواقع 61 قراراً، منها 37 قرار إدانة، و24 قرار عدم إدانة، تلتها منطقة الرياض بمجموع القرارات، حيث بلغت 60 قراراً، منها 39 إدانة و21 عدم إدانة، ثم المنطقة الشرقية سجلت مجموع قرارات الوفيات بالأخطاء الطبية 59 قراراً بلغت الإدانة فيها 29 قراراً و30 قرار عدم إدانة.

وبسبب ارتفاع حالات الأخطاء الطبية في السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، تعالت الأصوات المنادية بأهمية وضع آليات للحد منها، وإيجاد حلول من شأنها الحد من حجمها، إلا أن القضايا المتعلقة بها تصطدم بطول أمد التقاضي الذي قد يستمر لشهور.

ووفقاً للمادة الرابعة والثلاثين من نظام مزاولة المهن الصحية في السعودية، تنظر الهيئة الصحية الشرعية في الأخطاء المهنية الصحية التي ينتج عنها وفاة، أو تَلَف عضو من أعضاء الجسم، أو فقد منفعته أو بعضها، حتى ولو لم يكن هناك دعوى بالحق الخاص.

- مريض المقص

وتعد العمليات الجراحية أكثر التخصصات التي ترتفع نسبة الأخطاء فيها، وتأتي بعدها جراحات النساء والولادة، لأنها جراحات يندرج تحتها التخدير والجراحة.

وفي عام 2015 كشفت وزارة الصحة السعودية أن أكثر القضايا المرفوعة على الوزارة تتعلق بالأخطاء الطبية القاتلة خلال عمليات الجراحة العامة والولادة.

ومن أبرز القصص التي سلط الضوء عليها حادثة "مريض المقص" في حائل، في مايو/أيار الماضي، والتي أحدثت ضجة في الشارع السعودي، وسط مطالبات تفاعل معها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو وزارة الصحة إلى ضرورة تفعيل المراقبة الصحية بشكلٍ أكبر للحفاظ على أرواح المرضى.

وكان مريض نشر صور أشعة تبين وجود مقص داخل بطنه بعد إجرائه عملية جراحية بمستشفى في مدينة حائل بالسعودية، بعد أن شعر بألم حاد في البطن، وحضر لطبيبه الذي طلب منه إجراء أشعة، وتبين وجود مقص العملية السابقة منسياً في بطن المريض.

- كيف تنجو؟

وحول كيفية تفادي حدوث الأخطاء الطبية، يقدم الأطباء- وفق دراسة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية- هذه النصائح لتفادي أي خطأ طبي، خاصة أن الوفاة بسبب الأخطاء الطبية باتت السبب الثالث عالمياً.

الدراسة تنصح المرضى بضرورة إطلاع الطبيب على تاريخهم الصحي كاملاً، والأمراض التي عانوا منها في السابق، فضلاً عن تاريخ العائلة المرضي.

ويشدد الأطباء على ضرورة أن يتابع المريض بنفسه خطوات علاجه وتفاصيلها المملة، فلربما ينسى الطبيب بعض التفاصيل، مع التأكيد على مشاركة الطبيب في خطة العلاج، فإذا كنت تتهيأ لعملية جراحية، فتأكد أنك تفهم سبب إجرائها، والمضاعفات المحتملة منها.

وتؤكد الدراسة ضرورة أن يطرح المريض على الطبيب جميع الأسئلة التي تخطر بباله، فقد يسهم هذا في إنقاذ حياته، فإذا كان ثمة أكثر من تشخيص يطابق الأعراض التي يعاني منها، فمن الضروري أن يسأل عن سبب ترجيح الطبيب لتشخيص دون سواه، أو سبب عدم طلب اختبار معين لتأكيد التشخيص، أو سبب تفضيل خيار علاجي على غيره.

وإن كان ثمة شعور داخلي لديك أن هناك أمراً ما ليس على ما يرام، فلا تتجاهله، ولا ضير في مفاتحة طبيبك عنه، ولا ضير في الإلحاح حتى تحصل على إجابة مقنعة، وتذكر أن احتمال الخطأ الطبي دوماً وارد، وعند الشك أو عدم الارتياح من الإجابة، يشدد الأطباء على ضرورة اللجوء لاستشارة طبيب آخر.

وكالات-