كشف استشاري جراحة التجميل، المتخصص في الجراحة المجهرية واليدوية وجراحات الليزر، الدكتور أحمد رحيم بخش، أن عمليات تصغير الصدر للفتيات ومعالجة «التثدي» للرجال تعد الأكثر طلباً في عالم التجميل، مؤكدا في حواره مع «عكاظ» أن 90% من أسباب حدوث «التثدي» غير معروفة طبيا، وقال إن التدخين يقف وراء فشل أكثر من 70% من عمليات التجميل. وأوضح بخش أن بعض المراجعين يحضرون صور المشاهير مطالبين بملامحهم نفسها، وحذّر من جراحات الأنف غير الضرورية، لافتا إلى أن الأنف حساس جدا. وقال بخش إن ذوق الزوج وراء الكثير من عمليات تجميل السيدات للوجه والجسم. واشترط بخش شروطاً عدة لضمان نجاح هذا النوع من العمليات، ومن أبرز تلك الشروط: المريض الصحيح، الطبيب الصحيح، العيادة الصحيحة، فإلى نص الحوار:
• د. أحمد هل لك أن تحدثنا عن عالم التجميل، وماهية الجراحات التجميلية؟
•• كثير من الأفراد لديهم مفهوم خاطئ عن عمليات التجميل، إذ يتم حصرها في شفط الدهون، والفيلر، والبوتوكس، وتجميل الأنف، لكن جراحات التجميل تنقسم لأكثر من قسم، الأول يكمن في العمليات التجميلية البحتة التي تندرج تحتها عمليات شفط الدهون وشد الوجه وغيرها، والقسم الآخر يشمل العمليات الترميمية، مثل ترميم العيوب الخلقية، أو ترميم التشوهات الناتجة عن الحوادث والحروق، وهناك الكثير من جراحات اليد لترميم آثار حوادث المنازل، مثل فرامات اللحم والأبواب الحديدية.
• ما أكثر الجراحات التجميلية المنتشرة حالياً التي تلقى إقبالا من المرأة؟
•• أكثر الجراحات التجميلية المنتشرة حالياً هي الجراحات التكميلية، التي تعنى بإصلاح الخلل الحاصل نتيجة الحمل والولادة المتكررة مثلاً، إذ يسبب ذلك ترهلا شديدا للبطن، إضافة لانفراج عضلات البطن، ما يعني أن تلك الجراحة ليست تجميلية ظاهرية فقط، بل تساعد في علاج تلك الحالات.
كما تنتشر عملياً شفط الدهون وشد الجسم، خصوصا بعد انتشار عمليات التكميم، إذ يأتي أصحاب تلك الحالات بعد القيام بعمليات التكميم التي تتسبب بترهل الجسم بشكل كبير في مناطق البطن والذراعين والفخذين. كما أن الكثير من السيدات يعانين من كبر حجم الصدر مقارنة بباقي الجسم، وفي أعمار صغيرة، ويعود ذلك لحدوث مشكلات في الهرمونات، ما يجعل عمليات تصغير ورفع الصدر إحدى أكثر العمليات انتشاراً في المملكة، ولا تقتصر تلك العمليات على النساء فقط، بل إن للرجال نصيبا فيها، إذ يعاني كثيرٌ من الشباب من «التثدي» الذي يعود سببه إلى زيادة الوزن ومشكلات الهرمونات، بينما يبقى 90% من تلك الحالات دون أي أسباب واضحة.
• نلاحظ إقبال السيدات على عمليات تصغير وتقويم الأنف، هل هذا يعني أن هذا النوع من العمليات الأكثر طلباً؟
•• لا أعتقد أن عمليات الأنف هي الأكثر أنتشارا، ولكن لا يخفى علينا انتشارها بشكل كبير في مجتمع السيدات، ولا أؤيد عمل بعض عمليات تجميل الأنف، خصوصا لمن لا تحتاج لهذه العملية، وذلك لكثرة حساسية غضاريف وعظام الأنف، التي غالباً ما تتضرر من كثرة عمليات التجميل، ما يمكن أن يتسبب بتشوهات الأنف.
• هل يوافق جراح التجميل على إجراء عمليات من باب الترف؟
•• غالباً ما أرفض عمل بعض العمليات التجميلية، وذلك لعدم حاجة البعض لها، ما يدفعني لتوجيههم لاستشارة طبيب نفسي، إذ إن أغلبهم يرغبون القيام بعمليات التجميل لأسباب نفسية يتقدمها عدم الثقة بالنفس، وكثرة انتقاد المجتمع المحيط بهم، وبالنسبة لي كجراح أشترط عدم المغامرة والخوض في عمليات التجميل ما لم تكن نسبة التحسن أعلى من 80%. وكثير من المراجعات يأتين لي بصور بعض المشهورات راغبات في التشبه بهم، وإجابتي لهن دائماً تكون: «أنتِ تملكين شخصية تتوافق مع ملامحك، إضافة لكون حياتك مختلفة عن حياة تلك الشهيرة، لذلك لا تحتاجين للتشبه بها»، كما أن هناك بعض السيدات يرغبن القيام بعمليات تجميل وتغيير ملامحهن وأشكال أجسامهن لتتوافق مع ذوق الزوج، وهذا ما أرفضه بشدة لضرورة إرضاء نفسك أولاً، ثم الناس ثانياً.
• ما الأسباب التي يمكن أن تتسبب في فشل بعض عمليات التجميل؟
•• هناك الكثير من المشكلات التي يمكن أن تتسبب في فشل عمليات التجميل، أهمها التدخين الذي يعد سبب فشل أكثر من 70% منها، وكثيراً ما نعاني في هذا الشأن، إذ يخفي البعض كونه مدخنا عن الطبيب، أو يعده بعدم التدخين ويخلف بهذا الوعد، وبعد ذلك تأتي الأمراض العضوية مثل أمراض الدم والسكر وغيرها.
• إذن، ما المعايير لضمان نجاح العمليات التجميلية؟
••هناك ثلاثة شروط لنجاح أي عملية تجميلية جراحية، يتقدمها (المريض الصحيح) الذي يعني امتلاكه مقومات تلك العملية، ومنها عدم التدخين أو إيقافه لمدة لا تقل عن شهر قبل العملية، إضافة لمعالجة الأمراض العضوية والتحكم بها، ويعتمد ذلك على الأمانة بين المريض والطبيب، إذ تجب مصارحته بكل المعلومات المتعلقة بتاريخه الطبي، والشرط الثاني هو (انتقاء الطبيب المناسب) ويتطلب ذلك اختيار الطبيب الذي يتمتع بأمانة طبية في التعامل مع المريض بدءا من المواد التجميلية التي تعد عامل نجاح لجراحات التجميل أكثر من احترافية الطبيب، وصولا إلى الطبيب المتخصص صاحب الخبرة إذ إن كثيراً من الأطباء في عالم التجميل للأسف غير متخصصين في مجال التجميل وكثيرا من العيادات غير مرخص لها، وآخر الشروط يتمثل في (اختيار العيادة الصحيحة)، فلا يمكننا القيام بعملية جراحية مثل عمليات شفط الدهون وشد الجسم وغيرها في عيادة صغيرة لا تملك معدات ذات مستوى عالٍ وتعقيم تام وأطباء مساعدين في حال حدوث أي مضاعفات لا سمح الله.
• ما العلاقة بين الحالة النفسية للمريض وحاجته لإجراء عمليات تجميلية؟
•• في كثير من الأحيان تؤثر بعض التشوهات الجسدية على نفسية المريض، مثل الفتيات اللاتي يعانين من كبر حجم الصدر فنجد الأهل يعارضون إجراء أي عملية جراحية، خوفاً من مخاطرها، لكني كجراح تجميلي أنصح بتلك العملية وبشدة لما لها من تأثير إيجابي على نفسية المريضة، وإعادة ثقتها بنفسها من خلال إصلاح تلك المشكلة، وينطبق ذلك أيضا على حالات «التثدي» لدى المراهقين الذكور، إذ يصبح المريض انطوائيا وخجولا بسبب تلك الحالة.
• هناك خلط بين المضاعفات والأخطاء الطبية.. ما الفرق بينهما؟
•• يوجد فرق كبير بين هذين المصطلحين، فالمضاعفات يمكن أن تحدث مع أي طبيب كان، حتى وإن كان جراحاً محترفاً، مثل الالتهابات بعد العمليات، أو تآكل الجروح، أما الأخطاء الطبية فتكون في بعض الحالات مثل القيام بالعملية في منطقة سليمة بدلاً عن المنطقة المصابة، أو الأخطاء التي تحصل أثناء عملية شفط الدهون، وإصابة أعضاء حيوية بمعدات الشفط.
• إلى أي مدى تسهم الشفافية والمصارحة بين المريض والطبيب في نجاح هذا النوع من العمليات؟
•• يجب أن تكون هناك علاقة متينة بين الطبيب ومريضه قبل وأثناء وبعد العملية، ليضمن كلاهما الحصول على النتائج المأمولة، فيجب على المريض مصارحة طبيبه بجميع النواحي الصحية التي يعاني منها، إضافة إلى سؤاله بحرية حول أي استفسار يشعر به، ومن جهة أخرى، يجب على الطبيب أن يكون صادقا وصريحا حول أي مضاعفات يمكن حدوثها للمريض، إضافة لمصارحة المريض بمدى قناعته كطبيب بالقيام بتلك العملية.
• هل تقوم بإصلاح أخطاء غيرك من الأطباء في حال تقدم لك مريض يعاني بعض المضاعفات من عملية سابقة لدى طبيب آخر؟
•• خلال سنوات عملي في مجال الجراحة التجميلية لم يمر علي أكثر من 20 إلى 25 حالة تعرضت لمضاعفات بعد عمليات تجميل لدى أطباء آخرين، وهذا لا يعني عدم احترافيتهم، فيمكن أن تحصل المضاعفات بسبب ظروف خارجية مثلما ذكرنا سابقاً، وأنصح المرضى بمصارحة أطبائهم أولاً بتلك المضاعفات ومعالجتها بعد ذلك.
عكاظ السعودية-