الخليج أونلاين-
بعد استقرار في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، عادت دولة الإمارات لتسجل زيادة كبيرة في الإصابات منذ بداية العام الجديد، رغم الإجراءات الاحترازية الصارمة التي تتخذها السلطات، وتوفير التطعيم لجميع سكانها.
وسجلت الإمارات، السبت 23 يناير، 3566 إصابة هي الكبرى منذ بدء الجائحة، ليرتفع عدد الإصابات في الدولة إلى274,376، والوفيات إلى 783، وهو ما دق ناقوس الخطر حول الصحة العامة بشكل عام، وقدرة المنظومة الصحية على التعامل مع الزيادة المرتفعة والمتواصلة للإصابات.
وعادت الإمارات من جديدة لاتخاذ إجراءات سابقة لمواجهة الزيادة في الإصابات؛ حيث أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، الجمعة 22 يناير، تدابير جديدة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وتلزم القرارات الجديدة المطاعم ومقاهي الشيشة بزيادة المسافة الفاصلة بين الطاولات من مترين إلى 3 أمتار.
كما أصدرت اللجنة قراراً بقصر الحضور في المناسبات الاجتماعية والأعراس والحفلات الخاصة على الأقارب من الدرجة الأولى، وبما لا يتجاوز 10 أشخاص سواء في الفنادق أو المنازل.
وأعلنت "طيران الإمارات"، الخميس 28 يناير، أنه يجب على جميع الركاب الذين يصلون إلى دبي من أي نقطة، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، تقديم شهادة اختبار كورونا سلبية، وذلك اعتباراً من الأحد المقبل.
تراجع الإصابات في دول الخليج
وعلى خلاف الإمارات، تشهد الإصابات في دول مجلس التعاون استقراراً وتراجعاً، خاصة مع حملات التطعيم الوطنية المستمرة ضد الفيروس.
وكانت وزيرة الصحة القطرية حنان الكواري، أكدت أن معدل انتشار الوباء مستقر في البلاد خلال الأسابيع الماضية، في حين بدأت الكويت بحث العودة للدراسة بشكل تدريجي، فيما أعلنت سلطنة عُمان استقراراً نسبياً في الإصابات والوفيات، إضافة إلى البحرين التي أكدت استقرار معدلات الإصابة.
كما أعلنت وزارة الصحة السعودية، مؤخراً أيضاً، استقرار عدد إصابات فيروس كورونا في المملكة، مسجلة 213 إصابة، إضافة إلى ارتفاع حالات التعافي، والتي بلغت 188 حالة.
وتقدم الإمارات لسكانها عدداً من اللقاحات المختلفة لمواجهة كورونا؛ منها اللقاح الذي طورته المجموعة الوطنية الصينية للصناعات الدوائية "سينوفارم"، كما تطعم دبي سكانها بلقاح "فايزر-بيونتك"، إضافة إلى اللقاح الروسي "سبوتنيكV".
وقدمت وزارة الصحة الإماراتية أكثر من 2.4 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا، حتى السبت 23 يناير.
أسباب ارتفاع الإصابات
وخلال الفترة الماضية، شهدت الإمارات انفتاحاً وتجمعات كبيرة من السياح والسكان في المطاعم والأماكن الخاصة، خاصة خلال احتفالات رأس السنة، وهو ما يعد أحد الأسباب التي جعلت إصابات كورونا تشهد ارتفاعاً كبيراً في الدولة.
صحيفة "واشنطن بوست" أرجعت، في تقرير لها، أسباب زيادة الإصابات بكورونا في الإمارات -وتحديداً في دبي- إلى استقبال السياح في وقت ما زالت فيه مدن ودول أخرى تغلق أبوابها.
وتؤكد الصحيفة أن "دبي دفعت ثمن استقبال السياح بتسجيل إصابات عالية جداً في فيروس كورونا المستجد".
وأمام الارتفاع الكبير في الإصابات بالإمارات عين حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأحد 24 يناير، عوض صغير الكتبي مديراً جديداً لهيئة الصحة في الإمارة.
الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أرجع أسباب ارتفاع الإصابات في دبي إلى أن "بعض الأشخاص يتجاهلون الإجراءات الاحترازية؛ مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في التجمعات الخاصة".
وفي حديثه لصحيفة "جلف نيوز" قال المري: إنه "من النادر أن ترى شخصاً في مكان عام لا يرتدي كمامة في دبي، حيث يُظهر أكثرية السكات امتثالاً للبروتوكول الصحي، ووعياً متزايداً في المجتمع".
وتكمن المشكلة، وفق المري، "في التجمعات الخاصة مثل حفلات الزفاف وفي المنازل، وحث الناس على الإبلاغ عن أي انتهاك لمساعدة الإمارات في المعركة ضد الوباء".
وأكد أنه "لا يمكن لأي بلد أن يهزم الوباء دون دعم المجتمع، لأنه من المستحيل على الشرطة مراقبة جميع المنازل والسيارات والتجمعات العائلية".
وشدد المري على أن "الإمارات قدمت كل شيء لمواجهة الوباء؛ من مراكز الاختبار الموجودة في كل مكان إلى نحو 50 مركزاً للتحصين، وحصيلة كبيرة من الدعم الصحي، وما يتبقى هو مسؤولية الأفراد".