الوطن السعودية-
كشفت دراسة علمية حديثة نقصا حادا في مراكز العلاج النفسي بالمملكة، مقارنة بعدد سكانها، إذ أشار 81% من العينة المبحوثة إلى أن المراكز الحالية لا تلبي متطلبات مرضى هذا القطاع. الدراسة حملت عنوان "ابتكار مبادرات للارتقاء بالصورة الذهنية للاستشارات النفسية في المجتمع السعودي"، أعدها المستشار التربوي الدكتور محمد عاشور، وأوضحت نتائجها بعض المفاصل المهمة التي ترتبط بهذا النوع ممن العلاج.
ضعف التوعية
أكد 65% من المستقصاة آراؤهم في الدراسة التي أجريت في ديسمبر الماضي، أن ضعف الإنفاق الحكومي على حملات التوعية الجماهيرية، يعد أحد أهم أسباب تدني الصورة الذهنية عن الاستشارات النفسية، وذهب 76% من العينة إلى أن الخلفية الثقافية ومستوى تعليم الفرد السعودي يلعبان دورا في الاستعانة بالمستشارين النفسيين.
ثقافة مجتمعية
الاستبانة العلمية أماطت اللثام على أمر حيوي، وهو أن 36% يرفضون تقبل الاستشارات النفسية لأسباب ثقافية مجتمعية، لذا قال 64% إن خوف طالب الاستشارة من الذهاب إلى المختصين سببه تعامل الأسرة والمجتمع معه، والإجراءات التي يمكن أن تنتج عن ذلك "عدم تزويجه، أو توظيفه، أو السخرية".
الدراسة العلمية التي جاءت في 58 صفحة، واستعرضت جوانب عملية لتدني الصورة الذهنية عن تلقي العلاج في مراكز الاستشارات النفسية، ذهبت إلى: أن "76% من العينة رأت أن ارتفاع أسعار المختصين أحد الأسباب الرئيسية في عزوف المستفيدين عن طلب الاستشارة، بخلاف 25% رأوا أن تأثيرها محدود، فيما رأى البقية وهم نسبة ضئيلة "4%"، أن ارتفاع الأسعار لا يؤثر مطلقا".
تأثير الإعلام
وسائل الإعلام بمختلف وسائطها أثرت هي الأخرى في الصورة النمطية غير الإيجابية في نظرة المجتمع إلى الاستشارات النفسية، فـ70% اتفقوا مع هذا الاتجاه، فيما 26% أجابوا بصيغة "أحيانا"، أما الـ4% من المبحوثين، رأوا خلاف ذلك.
وأكد 89% من العينة المبحوثة أن للاستشارات النفسية دورا في حل مشكلات المجتمع النفسية، وتعديل الاضطرابات السلوكية، وقال 97% إن المجتمع في حاجة إلى توعية بالمشكلات النفسية وطرق التعامل معها.
بينما رأى 83% من عينة الدراسة، أن كفاءة المستشار النفسي، تلعب عاملا مؤثرا في قناعة المجتمع بالاستشارات أو العزوف عنها.