الخليج أونلاين-
لم يعلم الكثير من البحرينيين أنهم تناولوا لحوم حيوانات نافقة ومريضة وأخرى تعود للخنازير التي حرمت الشريعة الإسلامية أكلها، وذلك في ظل ضعف كبير في قيام أجهزة حماية المستهلك في بلادهم بدورها في الحفاظ على ما يقدم على موائدهم، وفقاً لتأكيدات نيابية.
وتسبب تقديم مطاعم في البحرين لحوم حيوانات نافقة ومريضة لزبائنهم، وتسللها الأسواق لتصل آلاف المستهلكين وسط غياب تام للجهات الرقابية، في إصابة 3 أطفال بجرثومة تطلق سموماً تؤدي إلى قصور في وظائف الكلى، حسب تأكيد النائب في البرلمان البحريني أحمد العامر.
ولم ترد وزارة الصحة البحرينية حول مطالبات النائب العامر البرلمانية، أو تنفي إصابة أي مواطن بحريني نتيجة لتناوله لتلك اللحوم، وهو ما يثير التساؤلات حول غياب الرقابة الفعلة والاهتمام بأمن المواطنين الغذائي.
وذهب العامر إلى أكثر من ذلك في كشفه للمستور حول ما يتناوله مواطني بلاده، إذ لا تقوم الجهات الرسمية في متابعة مصادر بيع السلع من اللحوم والأسماك والخضراوات وغيرها من المواد الغذائية وبيع الفاسد منها والتلاعب بها.
ويوجد علامة استفهام كبيرة، وفق حديث العامر، حول مصادر اللحوم التي تباع في المطاعم وكذلك في منافذ البيع ومنها الأسواق المركزية، داعياً وزارة الصحة في بلاده للقيام بدور أكبر في حماية المستهلكين من تلاعب المطاعم.
وإلى جانب بيع لحوم أغنام نافقة ومريضة كما يؤكد الناب البحريني، تغيب الرقابة الحكومة عن المسالخ العشوائية، وهو ما يسمح بإدخال وذبح أي أنواع من الحيوانات سواء كانت مريضة أو غير ذلك دون وجود شهادات طبية.
وهدد العامر بأنه سيستخدم أدواته الدستورية لحسم موضوع اللحوم وصحة المواد الغذائية التي تباع للمستهلكين، خاصة أن المسالخ لا تضع أختام اللحوم المذبوحة محلياً أسوة باللحوم المستوردة من الخارج.
ولم تكن اللحوم النافقة والمريضة الوحيدة التي تصل لموائد البحرينيين، إذ كشف العامر قيام مطاعم بشوي لحوم خنازير وتقديمهم للمواطنين على أنها لحوم أبقار وأغنام، وهو ما يعد غشاً تجارياً.
وإلى جانب ما كشفه النائب البحريني، سبق وأن تناولت صحيفة "أخبار الخليج" المحلية في تقرير لها عن تدهور قطاع اللحوم في البحرين بسبب ضعف الرقابة على المسالخ غير المرخصة التي تنتشر في جميع المحافظات، كما يؤكد التقرير وجود عمليات تهريب لاستيراد ا كميات كبيرة من السعودية.
إصرار حكومي
وترفض الحكومة البحرينية منع استيراد لحم الخنزير وبيعها في أسواقها رغم مطالبات برلمانية سابقة باتخاذ قرار حاسم حول تلك اللحوم، لمخالفتها القيم الإسلامية، والعادات والقيم السائدة في المجتمع البحريني.
وتبرر الحكومة البحرينية رفض استيرادها لوجود جاليات غير مسلمة في بلادها، مؤكداً أن: "جميع اللحوم التي تدخل البلاد – بما فيها لحوم الخنزير- تخضع لاشتراطات بيطرية وطبية وفق الضوابط المنصوص عليها في القرارات والقوانين المختلفة.
وقالت في بيان سابق لها: "الأحكام والمواد التي ينظمها التشريع تؤكد على سلطة المشرّع المطلقة في إصداره، ومراعاة ما تتطلبه المصلحة العامة، والتي قد يكون من بينها وجود جاليات غير مسلمة تقيم وتعمل بالمملكة، مما اقتضى إطلاق النص التشريعي باستيراد اللحوم دون استثناء".
خطورة اللحوم النافقة والفاسدة
أخصائية التغذية آثار العجولي، تؤكد أن تناول الإنسان للحوم حيوانات نافقة أو مريضة يشكل خطراً كبيراً على صحته، كون تلك اللحوم تحتوي على الكثير من أنواع البكتيريا الضارة على صحة الإنسان والتي تساهم في تسريع إصابته في أمراض عديدة خاصة في الكلى.
ومن أبرز أنواع البكتيريا التي تسببها اللحوم النافقة والفاسدة للإنسان، تبين العجولي في حديثها لـ"الخليج أونلاين": "بكتيريا السالمونيلا التي تعيش في الأمعاء الحيوانية والبشرية، من أبرز الأمراض التي يصاب بها الإنسان بعد تناوله لتلك اللحوم".
وتسبب بكتيريا السالمونيلا وفق حديث العجولي، الإصابة بالحمى التيفودية، وهي مرض قد يسبب الوفاة للإنسان في حالة انتشارها وعدم علاجها في السرعة المناسبة بسبب ضررها على جهاز المناعة لدى المصاب.
كما تسبب بكتيريا السالمونيلا في تلوث دم الإنسان من خلال إصابته بجرثومة وانتشارها بكافة أنجاء جسده، كما تؤكد خبيرة التغذية.
وتردف بالقول: "الحيوانات النافقة والفاسدة تتسبب أيضاً في أمراض عديدة منها التهاب السحايا، وتهيج في العيون، وأمراض قد تصيب المثانة".
ويمكن أن يصاب الإنسان الذي يتناول اللحوم النافقة والفاسدة بالأمراض المختلفة على مدى قد يكون بعيد أو قريب، وفق تأكيد العجولي.
منظمة الصحة العالمية تؤكد وفق ما نشر عبر موقعها الإلكتروني أن الأغذية الفاسدة تحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية ضارة وتسبب الإصابة بأكثر من 200 مرض تتراوح بين الإسهال وأنواع السرطان، ومن أمثلة تلك الأغذية الأطعمة الحيوانية.
وتشير تقديرات المنظمة العالمية إلى وجود 600 مليون شخص، بواقع شخص واحد تقريباً من أصل كل 10 أشخاص في العالم، ممّن يسقطون في حبائل المرض في أعقاب تناول طعام ملوث، وإلى وجود 000 420 شخص آخر ممّن يموتون سنوياً، ممّا يسفر عن فقدان 33 مليون شخص من الذين يتمتعون بحياة صحية (على أساس سنوات العمر المعدّلة باحتساب مدد العجز).
وتمثلت العوامل المسببة للأمراض المعوية التي نجمت عنها معظم الوفيات في السالمونيلا التيفية (52 ألف وفاة) والإشريكية القولونية المسببة للأمراض المعوية (37 ألف وفاة) والفيروسات (35 ألف وفاة)؛ وفق تأكيدات منظمة الصحة العالمية.
وأمراض الإسهال هي من أكثر الأمراض شيوعاً التي تنجم عن استهلاك أغذية ملوثة، وفق تأكيدات منظمة الصحة العالمية، وهي تتسبب في سقوط 550 مليون شخص في حبائل المرض وتحصد أرواح نحو 230 ألف شخص آخر سنوياً.
وتعرقل الأمراض المنقولة بالغذاء التنمية الاجتماعية الاقتصادية، إذ إنها تفرض عبئاً ثقيلاً على النظم الصحية، وتلحق الضرر بالاقتصادات الوطنية وبقطاعي السياحة والتجارة، كما تؤكد المنظمة.