الخليج أونلاين-
بعد فترة وجيزة من حصول أطباء وكبار في السن بدول الخليج على التطعيم الخاص بفيروس كورونا بدأت تظهر أعراض جانبية للقاح، تفاوتت صعوبتها من دولة لأخرى ومن أشخاص لآخرين.
وظهرت الأعراض الجانبية للتطعيم مع حصول الأطباء في دولة الكويت تحديداً على الجرعة الثانية من لقاح للقاح "فايزر-بيونتيك" الذي أجازته الجهات المختصة في بريطانيا، الشهر الماضي.
وتعد دول مجلس التعاون الخليجي في طليعة دول العالم التي جلبت لقاحات كورونا وبدأت بحملات التطعيم الوطنية على مواطنيها وسكانها، وفق خطط ومحددات زمنية.
وحصل زعماء ومسؤولو الصحة في دول الخليج على لقاحات كورونا كخطوة تشجيعية ومطمئنة للمواطنين والسكان من أجل الحصول على التطعيم.
وكان أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أبرز قادة الخليج الذين حصلوا على اللقاح.
واعتمدت غالبية دول الخليج لقاح شركتي "فايزر" و"بايونتيك" الألمانية والأمريكية في تطعيم مواطنيها وسكانها، حيث أظهرت البيانات ونتائج الدراسات أن الآثار الجانبية للقاح اقتصرت على آلام في مكان الحقنة، والتعب، وآلام في الرأس والعضلات والمفاصل.
وصمم لقاح شركة "فايزر- بيونتيك" لتحفيز الجهاز المناعي للجسم لإنتاج الأجسام المضادة لفيروس "كوفيد-19" ومحاربته على نحو مأمون، وسيكون عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوماً.
ظهور الأعراض
رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت، الطبيب فهد العنزي، كان من الأطباء الذين حصلوا على جرعتين من لقاح "فايزر-بايونتيك"، ولكن بدأت تظهر أعراض عليه بعد الجرعة الثانية.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يؤكد العنزي أنه شعر بصعوبة في المشي بعد حصوله على الجرعة الثانية من اللقاح، وبألم في العضلات، وصداع.
وفي عرضه لما حصل معه بعد حصوله على الجرعة الثانية يوضح العنزي أن عدداً كبيراً من الأطباء في الكويت من الذين حصلوا على الجرعة الثانية شعروا بأعراض، ومنهم من لم يتمكن من الذهاب إلى عمله.
وكان يجب الحديث عن أعراض اللقاح، وفق العنزي، وذلك "من باب الشفافية العالية، ووضع الناس في حقيقة ما يحدث، ولكن ذلك لا يعني ألا يتلقوا اللقاح؛ لكون أعراضه أخف من مشاكل فيروس كورونا نفسه".
ويستدرك بالقول لـ"الخليج أونلاين": "لا توجد أمانة كاملة للقاح، فحتى الماء حين يتم شربه قد يسبب مشاكل في الكلى، وكذلك اللقاحات، لذلك يجب على المرضى والناس أن تكون لديهم ثقة في لقاحات كورونا لكونها تعطيهم مناعة من المرض".
ويستبعد رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت أن يتراجع الناس عن تلقي لقاحات كورونا بسبب الأعراض، خاصة بعد حصولهم على مناعة ضد المرض، وهو ما سيشجع الكثيرين على أخذ التطعيم.
وإلى جانب ما كشفه العنزي، أكدت الدكتورة سهى البيات، مديرة قسم التطعيمات بوزارة الصحة القطرية، أن هناك آثاراً جانبية بسيطة لأشخاص حصلوا على لقاح كورونا.
ومن الأعراض التي تم التبليغ عنها في قطر، وفق حديث العنزي لإذاعة قطر، السبت 2 يناير، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وألم خفيف بمكان الإبرة.
وفي الإمارات تسببت اللقاحات التي حصل عليها سكان الدولة بظهور أعراض جانبية؛ كان منها صداع أو وهن عام، وفقاً لتصريح الباحثة الرئيسية للتجارب السريرية للقاحات، والمديرة الطبية التنفيذية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتورة نوال الكعبي.
وفي البحرين أيضاً ظهرت أعراض جانبية على الأشخاص الذين حصلوا على لقاح سينوفارم الصيني؛ وكان منها ألم في مكان الحقنة، والصداع، وارتفاع درجات الحرارة، والشعور بالتعب، حسب تأكيدات الدكتورة مريم الجلاهمة، الرئيسة التنفيذية للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية عضوة الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا في البحرين.
ووفق حديث الجلاهمة خلال مؤتمر صحفي لوزارة الصحة البحرينية، في نهاية ديسمبر الماضي، أكدت أن الأعراض استمرت ساعات أو 24 ساعة على الأكثر.
وعلى عكس الكويت وقطر والإمارات والبحرين، لم تبلغ وزارت الصحة في السعودية أو سلطنة عُمان عن ظهور أعراض جانبية للأشخاص الذين تلقوا لقاحات ضد كورونا.
"فايزر" توضح
وأمام الأعراض الجانبية التي ظهرت في دول الخليج وغيرها بعد حصول سكانها على لقاحات كورونا المختلفة، خاصة الجرعة الثانية، أكدت شركة "فايزر" أن الأعراض الجانبية للجرعة الثانية طفيفة وعابرة.
وحسب بيان للشركة فإن أعراض الجرعة الثانية تظهر غالباً بعد يوم أو اثنين من تلقي التطعيم، والأعراض الأكثر انتشاراً هي ألم في مكان التطعيم، وإرهاق، وصداع، وألم في العضلات، وقشعريرة، وألم مفاصل، وارتفاع حرارة الجسد أحياناً.
مدير قسم الأمراض المعدية بمستشفى "ساكو" في مدينة ميلانيو الإيطالية، ماسيمو غاللي، توقَّع ظهور آثار جانبية للقاح المضاد لـ"كوفيد-19" خلال 10 سنوات.
ولا يوجد علاج أو لقاح، حسب حديث غاللي لوكالة "آكي" الإيطالية، لن يؤذي من يتناوله خلال 10 سنوات بعد الحصول عليه.
وسيتناول غاللي لقاح كورونا -كما يؤكد- في حالة توافره، مع حديثه عن وجود بعض الآثار الجانبية له.