الخليج أونلاين-
لم يمضِ على إعادة الإمارات فتح حدودها الجوية والبرية لاستقبال السياح، وتعويض خسائر الاقتصاد، إلا شهور قليلة، سبقها فترة ثقيلة سببتها تداعيات جائحة كورونا وما لحقها من إجراءات إغلاق ووقف السياحة، حتى عادت تعاني من جديد بسبب ارتفاع الإصابات.
وفتحت دبي أبوابها أمام السياح الدوليين في يوليو الماضي، لتعويض خسائر اقتصادية تسببت بها جائحة كورونا خلال الشهور الماضية، ولكن سرعان ما أصبحت مشهورة في انتشار فيروس كورونا.
ويتهم عدد من السلطات الصحية لدول حول العالم الإمارات بالتسبب في انتشار فيروس كورونا على أراضيها، وإهمال الإجراءات الوقائية خلال الحفلات، وهو ما تنفيه السلطات الإماراتية.
وعلقت كل من السعودية وقطر والدنمارك وبريطانيا السفر إلى الإمارات، وهو ما سيؤثر على تدفق السياح من هذه الدول إلى دبي تحديداً؛ لكونها المدينة الجاذبة للسياح؛ وهو ما يهدد قطاع السياحة في هذه الإمارة التي تعتمد عليها بشكل أساسي.
وبلغ مجموع الإصابات في الإمارات، حتى الأربعاء (3 فبراير)، 309.649 حالة، في حين بلغ عدد المتعافين 285.201 حالة، وبلغ مجموع الوفيات 8636 حالة.
وأمام تزايد الإصابات ووقف سفر عدد من مواطني دول مختلفة لدبي، أقرت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، (الاثنين 1 فبراير)، مجموعة جديدة من الإجراءات الوقائية، في إطار مساعيها للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وجميع الإجراءات الجديدة مؤثرة على القطاع السياحي في دبي، والتي منها خفض جمهور دور السينما، والفعاليات الترفيهية والرياضية، في الأماكن المغلقة بنسبة 50%، إضافة إلى خفض الطاقة الاستيعابية في مراكز التسوق، لتصل إلى 70%.
ومست القرارات الفنادق، حيث قررت اللجنة "عدم تجاوز الحجوزات الجديدة في المنشآت الفندقية نسبة 70% من طاقتها الكلية"، إلى جانب "خفض أعداد مستخدمي أحواض السباحة والشواطئ الخاصة في المنشآت الفندقية إلى 70% من طاقتها الكلية".
خسائر قادمة
الخبير الاقتصادي "محمد مقداد" أكد أن فتح السياحة من قبل حكومة دبي يعد خطوة إيجابية لاقتصاد الإمارة، ومن شأنه أن يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي؛ لكونها إمارة اقتصادية بدرجة أولى.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يوضح مقداد أن "دبي بعد فتح السياحة أصبحت شهيرة في انتشار فيروس كورونا، وهو ما يضعف السياحة، خاصة أن الكثير من الدول أوقفت الرحلات الجوية لدبي، وهو ما سيؤثر سلباً عليها".
ولإعلان دبي سابقاً استقبال السياح، حسب مقداد، عدة مزايا إيجابية، لكون السياحة تشكل جزءاً مهماً من الناتج المحلي الإجمالي.
وإلى جانب السياحة- وفق ما يبين مقداد- فإن "شركات الطيران في الإمارات ستسجل خسائر فادحة أيضاً نتيجة إجراءات الدولة الخليجية، ومن الممكن أن تعيد تلك الشركات تسريح موظفين جدد".
وتأكيداً لحديث مقداد، نقلت "رويترز" عن الاقتصادي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى "كابيتال إيكونوميكس"، جيمس سوانستون، أن التعافي الاقتصادي لإمارة دبي سيتأجل إذا واصل عدد الإصابات الارتفاع وفُرضت إجراءات أكثر صرامة.
وتؤكد "رويترز" أنه في حالة قررت دول أخرى تعليق الرحلات الآتية من الإمارات، فسيكون هذا بمثابة ضربة قوية لدبي في وقت تستعد فيه لاستضافة معرض "إكسبو" 2020 العالمي المؤجل.
واختفى السياح البريطانيون والإسرائيليون، وفق الوكالة، بشكل كبير من الشواطئ الرملية بالمدينة بعدما طالبت المملكة المتحدة و"إسرائيل" القادمين من البلد الخليجي بالخضوع لحجر صحي.
كما أكد النائب الأول لمدير المبيعات وتنمية الأعمال بالمحيط الهندي لدى "آر.آي.يو"، أوليفر كلوث، أنه بعد زيادة عدد الزوار في ديسمبر، شهدت سلسلة فنادق "آر.آي.يو" "تباطؤاً كبيراً" في حجوزات يناير في دبي بعدما شددت بعض الدول قيود الدخول على القادمين من الإمارات.
وأمام تزايد الإصابات وحظر عدد من الدول السفر للإمارات، طوّرت شركة "طيران الإمارات" خدمة الإنجاز الذاتي لإجراءات السفر وتسليم الحقائب التي كانت قد أطلقتها في سبتمبر الماضي في مطار دبي الدولي، لتصبح بدون تلامس.
وأوضحت الناقلة الحكومية، في بيان، أن المسافرين سيتمكنون من إنهاء إجراءات السفر واستلام الحقائب عبر هواتفهم المحمولة دون الحاجة إلى لمس الشاشات، ما يوفر تجربة آمنة ومريحة لهم في المطار.
مساهمة السياحة
وتعد السياحة من أبرز مصادر الدخل في دبي، حيث أظهرت بيانات لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي (دبي للسياحة)، أن الإمارة استقبلت أكثر من 1.1 مليون سائح دولي، خلال خمسة أشهر، ما بين يوليو ونوفمبر 2020.
ووفقاً للبيانات الرسمية بلغ عدد الغرف الفندقية في دبي، نهاية نوفمبر الماضي، 120 ألفاً و206 غرف فندقية، ضمن 687 منشأة فندقية، كما وصل معدل الإشغال في جميع المنشآت الفندقية بالإمارة إلى 52%، خلال الفترة الممتدة بين شهرَيْ يوليو ونوفمبر الماضيين.
وتقدر مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإماراتي الإجمالي بأكثر من 161 مليون درهم، مع توقعات بتمثيلها 10.6% من الناتج المحلي بحلول عام 2027.
وحلت منطقة جنوب آسيا بالمركز الأول في ما يتعلق بمصدر الزوّار إلى دبي، حسب المنطقة الجغرافية، بعد أن استحوذت على 37% من إجمالي العدد، تلتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والسوق الأوروبية بنسبة 15% لكل منهما.
وسبق فتح السياحة إعلان إمارة دبي حزمة تحفيز جديدة بقيمة 315 مليون درهم (86 مليون دولار)، لمساعدة الاقتصاد على اجتياز آثار جائحة كورونا.
وبحسب ما كتبه ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، على "تويتر"، فإن هذه الحزمة، وهي الخامسة، ترفع القيمة الإجمالية للتحفيز الاقتصادي المقدم من حكومة دبي إلى 7.1 مليارات درهم منذ مارس من العام الماضي.