الخليج أونلاين-
مع قرب عيد الفطر السعيد وموسم السياحة الصيفية، يترقب الخليجيون عودة خطوط الطيران العاملة في دول الخليج العربي إلى طبيعتها، وفتح السفر إلى الدول السياحية، بعد فترة القيود التي فُرضت بسبب جائحة فيروس كورونا.
ويشكل حصول الخليجيين على تطعيم كورونا فرصة لدخول البلاد السياحية بسهولة، حيث تجاوز تقديم التطعيم في الإمارات 10.5 مليون جرعة لقاح "كورونا"، والسعودية 9 ملايين جرعة، وقطر والكويت قدمتا أكثر من مليون جرعة، وفي سلطنة عُمان أكثر من 173 ألف شخص تلقوا التطعيم، والبحرين قرابة نصف مليون جرعة.
وأدى تفشي الوباء خلال العام الماضي إلى إجبار الخليجيين على الجلوس في بيوتهم، مع عدم سماح معظم دول الخليج للمواطنين بمغادرة البلاد، وتوقف خطط السياحة الصيفية بالخارج بشكل كبير، أو فتحها ضمن قيود مشددة.
وبدأت إشارات عودة تشغيل خطوط الطيران في بعض دول الخليج، من خلال إعلان شركات طيران خليجية عن عروض لعطلات سياحية في دول كالملديف ولندن، وهو ما يبشر بإمكانية عودة السياحة الخارجية للخليجيين.
ويتوقع أن تشهد إجازة عيد الفطر في عدد من دول الخليج رفعاً للقيود والحظر، حيث أعلنت السعودية عدم وجود منع تجوال خلال إجازة العيد، كما رفعت قيود السفر على من تلقى جرعتين من لقاح كورونا، أو مضى على جرعته الأولى 14 يوماً.
ولم يرد أي إشارة للإغلاق في الإمارات حول أيام العيد أيضاً، في حين لم تتضح بعد الإجراءات في قطر التي شددت من القيود خلال شهر رمضان.
وفي الكويت، رجحت مصادر حكومية رفيعة المستوى أن يشهد ثاني أسابيع شهر مايو المقبل (فترة حلول عيد الفطر )، انفراجة للأزمة الصحية بعد الحظر الجزئي المفروض في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي المقابل، تواصل سلطنة عُمان تمديد إغلاق جميع الأنشطة التجارية خلال شهر رمضان مع فرض حظر جزئي في عموم البلاد حتى انتهاء العيد، في حين لم يعرف به قرار السلطات البحرينية.
ويفضل الخليجيون قضاء إجازة عيد الفطر والصيف في دول خارج بلادهم، خاصة مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة لديهم، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الجيد لكثير من العائلات الخليجية.
وكانت دول الخليج، على مدى العقود الماضية، من أكثر بلدان العالم تصديراً للسياح، خصوصاً في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة في منطقة الخليج؛ إذ يبحث الخليجيون عن مناطق أكثر اعتدالاً من ناحية الجو ليقضوا بها عطلتهم.
وينفق الخليجيون مليارات الدولارات سنوياً على إجازاتهم الصيفية خارج بلدانهم، وتنشط على أثر ذلك حركة الطيران وعمل الشركات السياحية التي تنظم الرحلات والأنشطة.
وتعد دول مثل لبنان والأردن ومصر وتونس والمغرب، وعموم دول أوروبا، بالإضافة إلى تركيا والولايات المتحدة والهند وسنغافورة وأستراليا وماليزيا وجنوب أفريقيا، أكثر الوجهات التي يفضلها الخليجيون.
جهزوا الشنط
ويبدو أن عدداً من دول الخليج ستخفف القيود المفروضة لمواجهة كورونا، حيث نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية، محمد العبد العالي، ما يتم تداوله بشأن فرض منع تجول في العشر الأواخر من رمضان أو أيام العيد، بسبب وباء فيروس كورونا المستجد.
كما أعلنت السلطات السعودية، الأحد (2 مايو)، اعتماد سريان رفع تعليق سفر السعوديين إلى خارج المملكة ابتداءً من منتصف شهر مايو الجاري، لفئات محددة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله إنه تقرر "رفع تعليق السفر للمواطنين، وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية بشكل كامل، اعتباراً من الساعة الواحدة من صباح يوم الاثنين 5 شوال 1442 الموافق 17 مايو 2021"، ليتزامن مع انتهاء العيد مباشرة.
كما رجحت مصادر حكومية كويتية رفيعة المستوى، لصحيفة "القبس" المحلية، أن يشهد ثاني أسابيع شهر مايو المقبل (فترة حلول عيد الفطر )، انفراجة للأزمة الصحية بعد الحظر الجزئي المفروض في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، في حين لم تضح الإجراءات في باقي دول الخليج.
في السعودية، بدأت ملامح عودة الطيران إلى عدد من الدول السياحية، وهو ما ألمحت إليه الخطوط الجوية السعودية، من خلال سلسلة تغريدات على حسابها في موقع "تويتر"، تؤكد قرب الطيران.
وكتبت الخطوط السعودية في إحدى تغريداتها: "جهزوا الشنط"، مع وجود فرص للسفر، وهو ما يعني وجود خبر مسبق لديها بعودة حركة السفر أمام السعوديين.
وأحدثت تغريدة الخطوط السعودية حالة من التفاعل بين السعوديين الذين ينفقون نحو 44 ملياراً سنوياً (11.73 مليار دولار) على السياحة الخارجية.
ونقلت صحيفة "الوطن" المحلية حينها عن مصدرين، أن الرحلات الجوية السعودية ستعود قريباً جداً، وذلك سيكون عقب شهر رمضان الكريم، وهذا ما يفسر ما كتبته الخطوط الجوية السعودية.
عروض في الإمارات
وفي الإمارات، أطلقت شركة فلاي دبي عروضاً لقضاء الإجازة خلال عيد الفطر إلى وجهاتها الشعبية مثل إسطنبول وجزر المالديف وتبليسي وطرابزون ويريفان.
الخطوط القطرية بدورها أعلنت عن عروض سياحية تشمل 10 رحلات أسبوعياً من وإلى مطار دالاس فورت وورث الدولي، بالإضافة للسفر إلى أكثر من 150 وجهة في الولايات المتحدة الأمريكية مع الخطوط الجوية الأمريكية، والمالديف.
وفي الكويت التي ينفق المواطن فيها 11% من دخله على السياحة والسفر والترفيه، سيكون السفر متاحاً أمامهم، خاصة بعد وجود حديث عن موافقة الحكومة الكويتية على تشغيل خط الطيران الدولي.
وتنتظر الخطوط الكويتية رداً من وزارة الصحة حول تشغيل خط الطيران خلال الفترة القادمة.
البحرين بدورها أطلقت جواز سفر رقمياً لمن تلقى التطعيم الواقي من مرض كورونا، وهو ما يعد أحد الأدوات التي تسهل على مواطنيها السفر وقضاء إجازاتهم بالخارج، وهو ما بدأت بتجريبه كل من قطر والسعودية، واستخدم جزئياً في الإمارات.
وتعد البحرين من الدول الأقل إنفاقاً على السياحة الخارجية مقارنة ببقية دول الخليج؛ حيث يصل متوسط الإنفاق البحريني سنوياً على السياحة خارج المملكة إلى 864 مليون دولار.
وفي سلطنة عُمان، أصدرت هيئة الطيران المدني تدابير احترازية مشددة، من بينها اقتصار دخول السلطنة للعمانيين والمقيمين فقط، ولكن في الفترة الأخيرة طرح الطيران العُماني وجهات للسفر إلى دول خليجية كالإمارات.
وأعلنت السلطنة، الأحد (2 مايو)، حظر الأنشطة التجارية ابتداءً من السبت القادم ولمدة أسبوع، ومنع صلاة العيد والتجمعات، ومددت حظر التجول الجزئي، ضمن إجراءات مكافحة كورونا.