الخليج أونلاين-
مع انتهاء شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر، تقترب انفراجة رفع الحظر وسياسة الإغلاق الاقتصادي الجديد من معظم دول الخليج، بعد أن تسبب بها وباء فيروس كورونا المستجد، في إطار عمليات التطعيم الوطنية الخليجية من لقاح كورونا، التي انطلقت في شهر ديسمبر 2020.
وفي ظل ذلك اعتمدت معظم شركات الطيران الخليجية جواز سفر "أياتا" العالمي الذي يساعد بالتحقق من هوية المسافرين ويربطها رقمياً مع نتائج الفحص الطبي أو عملية التلقيح من كورونا.
ومع هذه التحركات برز الحديث عن الإجراءات التي ما زالت متبعة في عموم دول الخليج بخصوص آليات السفر فيما بينها مع رفع الحظر التدريجي المرتقب، بالإضافة إلى إنشاء ممرات آمنة ستنفذ بين بعضها لمن حصل على اللقاح.
السفر بالجواز حصراً
ومع بداية تفشي فيروس كورونا في 2020 في عموم دول الخليج، قررت دول الخليج وقف السفر عبر بطاقة الهوية الوطنية مؤقتاً، التي كانت تتيح للمواطن الخليجي أن يسافر إلى دول الخليج الست دون الحاجة لجواز السفر، بالإضافة إلى ما رافق ذلك من قرارات إغلاق المجال الجوي والحدود البرية والبحرية ومنع السفر على جميع السكان.
وأعلنت دول الخليج، بين أواخر فبراير وبدايات مارس 2020، في قرارات متفرقة، تعليق استخدام الهوية الوطنية لمواطني دول مجلس التعاون للتنقل بينها، والعودة إلى استخدام جواز السفر للتنقل، لتتحقق الجهات المعنية في المنافذ الحدودية من الدول التي سافر إليها مواطنو دول مجلس التعاون قبل وصولهم إلى أي منفذ أو جهة حدودية خليجية.
وبحسب الأمانة العامة لمجلس التعاون يتمتع مواطنو دول مجلس التعاون بالمساواة في المعاملة من حيث حق الإقامة والتنقل بين الدول الأعضاء عبر الهوية الشخصية، منذ إقراره قبل 15 عاماً.
وخلال أكثر من عام، تغير الكثير من القرارات وفقاً لأعداد المصابين وموجات الوباء، فقد عملت السلطات على فتح الأجواء، وسمحت معظم دول الخليج بدخول وخروج المسافرين عبر الحدود البرية والبحرية والجوية، وعادت المطارات لاستقبال الرحلات مع الاحتياطات والتدابير الاحترازية، بالإضافة لفرضها الكثير من الشروط، من أبرزها فحوصات كورونا قبل عدد ساعات معينة لا تقل عن 72 ساعة، وحجر فندقي أو منزلي من عدة أيام إلى 14 يوماً.
فيما بقي قرار استخدام جواز السفر للتنقل بين دول الخليج مستمراً حتى الآن، مع مواصلة منع بعض الدول الخليجية لمواطنيها من السفر خارج البلاد إلا باستثناءات محددة مثل وثيقة اللقاح من كورونا.
وفي إطار ذلك جددت السعودية تذكير مواطنيها بأن السفر من السعودية إلى دول مجلس التعاون الخليجي سيكون عبر جواز السفر حصراً، مع استعداد المنافذ البرية والجوية للمملكة للسماح بالرحلات الدولية منذ اعتماد سريان رفع تعليق السفر للمواطنين، وفتح المنافذ الحدودية بشكل كامل، اعتباراً من الساعة الواحدة من صباح يوم الاثنين 17 مايو 2021.
وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن الجواز هو المسموح به للسفر بين المملكة ودول الخليج، مع استمرار تعليق مؤقت للسفر بالهوية الوطنية.
ونقلت في 7 مايو 2021 عن مصدر لم تسمه، قوله إن جواز السفر هو المسموح به حالياً للسفر بين دول الخليج، مفيدة باستمرار تعليق السفر بالهوية الوطنية مؤقتاً من وإلى المملكة للمواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون، ويلزم استخدام جواز السفر للتنقل.
ويبدو أن جميع دول الخليج ما زالت تطبق قرار تعليق السفر بالهوية الوطنية بين دول مجلس التعاون؛ باعتبار أنه لم يصدر أي قرار ينهي التعليق المؤقت الذي صدر مع بدايات انتشار كورونا؛ بهدف معرفة وجهات سفر المواطن الخليجي قبل توجهه إلى أي من دول المجلس الست.
ممرات آمنة
وفي سياق متصل مع السفر وإجراءاته التي تعقدت إلى حد بعيد بسبب تفشي الجائحة، فقد بدأ الحديث عن "ممرات آمنة" بين دول الخليج للحاصلين على جرعتي تطعيم من لقاح وباء كورونا.
وفي ضوء ذلك أعلنت دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين، في 10 مايو 2021، توقيع اتفاق على فتح ممر آمن للحاصلين على جرعتي لقاح فيروس كورونا للسفر بين البلدين ابتداءً من أيام عيد الفطر المبارك.
وقال البلدان، في بيان نشرته وكالتا الأنباء الرسمية، إن الحاصلين على اللقاح سيمكنهم السفر دون الخضوع لمتطلبات الحجر الصحي عند الوصول، مع مراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية المعتمدة في كل بلد.
وسيطلب من المواطنين والمقيمين الراغبين بالاستفادة من الإعفاء من الحجر في كلا البلدين إبراز حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاح، وذلك حسب التطبيقات المعتمدة أو الشهادات الصادرة منها.
ويمكن للمسافر إبراز نتائج الفحص المخبري (pcr) من خلال التطبيقات الصحية المعتمدة أيضاً، بحسب البيان.
وسبق للحكومة البحرينية أن أعفت، في 7 مايو 2021، جميع مواطني دول مجلس التعاون الحاصلين على اللقاح أو المتعافين من إجراءات الفحص بدءاً من أول أيام عيد الفطر.
ومن المتوقع أن تخطو دول الخليج الست هذه الخطوات لتسهيل السفر على مواطنيهم، عبر إنشاء ممرات آمنة ثنائية أو عبر مجلس الصحة لدول مجلس التعاون، والذي يواكب جميع تطورات الجائحة منذ بداية انتشارها في دول الخليج.
وفي فبراير الماضي، أعلنت سلطنة عُمان أنها تجري مشاورات مع دول مجلس التعاون؛ للاتفاق على استصدار "جواز سفر كورونا"، لمنحه للحاصلين على اللقاح لتسهيل سفرهم بين دول الخليج.