أشرف كمال - الخليج أونلاين-
بينما كانت دول الخليج تقترب من العودة بالحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور الوباء، داهمها متحور "أوميكرون" الجديد الذي ضرب العديد من دول العالم في وقت قياسي، ليجبرها على العودة لجزء كبير من التدابير التي كانت على وشك التحول إلى جزء من الماضي.
ومع وصول عدد الإصابات إلى مليون حالة في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد إعلان إصابة العديد ممن تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح، فإن ظلالاً من الشك تخيم على ما يمكن للحكومات الإقدام عليه من إجراءات خلال الفترة المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك يزيد المتحور الجديد الذي أعلن اكتشافه في فرنسا، 4 يناير 2022، وأطلق عليه مؤقتاً اسم "B.1.640.2"، ويحمل 46 طفرة جينية، من مخاطر انتشار الوباء.
في ظل هذه التطورات المتسارعة والتغيرات الكبيرة في خريطة الوباء العالمية، بدأت الفعاليات وأماكن التجمعات التي تغص بالحاصلين على اللقاح المضاد للفيروس التاجي تخضع لمزيد من القيود التي رفعت أو خففت مع تقدم عمليات التطعيم.
وفي حين كانت دول الخليج تقطع أشواطاً كبيرة على طريق العودة بالحياة لما كانت عليه قبل الجائحة قياساً بدول أخرى كثيرة، إلا أن المتحور الأفريقي باغتها بشكل كبير كغيرها من دول العالم، وبدا ذلك واضحاً في صعود منحنى الإصابات بشكل لافت خلال أيام قليلة.
وعادت الدول لتفعيل قوائم السفر الخضراء والحمراء، وبدأت بالدفع باتجاه تلقي جرعة معززة من اللقاح في خطوة أولى على طريق إلزام السكان بتلقيها على ما يبدو.
ورغم أن حضور كافة الفعاليات ودخول الكثير من المؤسسات واستخدام المواصلات العامة كان حصراً على المحصّنين، فإن المطعمين باتوا في عين التدابير بعدما أثار أوميكرون شكوكاً كبيرة بشأن قدرة اللقاحات على منع الإصابة.
ودعت الكويت، خلال الأسبوع الأول من العام، مواطنيها للعودة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، وهي الدول تشهد ارتفاعاً مخيفاً في عدد الإصابات اليومية.
الإمارات.. تصاعد منحنى الإصابات
ففي الإمارات التي تصدرت دول العالم في تطعيم كافة سكانها بجرعة واحدة، وكانت بين الأسرع عالمياً في معدلات التطعيم، سجّلت الإصابات في الأسبوع الأول من العام مستوى لم تصل له منذ يونيو 2021.
وبعد أن كانت البلاد تسجل أقل من 100 إصابة جديدة في اليوم خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر 2021، فقد سجّلت 2000 إصابة جديدة في 4 يناير 2022.
وبدلاً من أن تقترب بشكل أكبر من استعادة الحياة الطبيعية، عاودت الحكومة تشديد التدابير الصحية اللازمة للحد من تفشي العدوى، وألزمت السكان بوضع الكمامات، والتباعد الجسدي، في كافة الأماكن المفتوحة والمغلقة.
كما منعت مواطنيها غير المحصّنين من السفر خارج البلاد، بدءاً من يناير 2022، وألزمت القادمين إليها بتقديم فحص "بي سي آر"، حديث الإصدار يثبت خلوهم من الإصابة.
وكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، أكد في أكتوبر الماضي، أن بلاده خرجت من الجائحة، وأن الحياة بدأت بالعودة إلى طبيعتها.
وأعادت أبوظبي التعليم عن بعد خلال الأسبوعين الأول والثاني من الفصل الدراسي الثاني.
الكويت.. عودة الأمن لفرض التدابير
كانت الكويت أيضاً واحدة من أقل الدول تسجيلاً للإصابات خلال الشهور الأخيرة، لكنها بدأت تصطدم بتصاعد منحنى العدوى خلال الأيام الأخيرة، وقد أكد د. خالد الجار الله، عضو لجنة مكافحة الوباء، أن أوميكرون ينتشر محلياً وخليجياً بشكل سريع.
وأعادت الكويت إلزام السكان بوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، وبدأت وزارة الداخلية، 5 يناير 2022، نشر أفرادها في المجمعات التجارية وأماكن التجمع الأخرى للتأكد من تطبيق التدابير وحصر الدخول على المحصنين.
وألزمت الحكومة المواطنين الذين أمضوا 9 أشهر على تلقي الجرعة الثانية بتلقي جرعة معززة كشرط للسفر، بدءاً من 2 يناير 2022. كما فرضت وضع الكمامة والتباعد الجسدي على كافة السكان.
ودعت السلطات كافة السكان لاستكمال جرعات اللقاح والحصول على الجرعة المعززة لمن تلقوا الجرعتين.
ومساء الأربعاء 5 يناير، أعلنت الكويت تسجيل أعلى عدد من الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد منذ بداية الجائحة قبل عامين، بتأكيدها إصابة 2246 حالة مؤكدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 423 ألفاً و42 حالة.
السعودية.. إصابات قياسية
وسجلت السعودية أكثر من 3000 إصابة يومية، في 5 يناير 2021، وهي النسبة الأعلى منذ منذ مايو 2021. كما أعادت الحكومة فرض التدابير الصحية؛ كوضع الكمامة، والتباعد الجسدي، في كافة الأماكن المفتوحة والمغلقة، وفي الفعاليات والأنشطة.
ودعت السلطات السكان إلى تلقي الجرعة المعززة من اللقاح للحد من تفشي المتحور الجديد الذي بات سائداً في أنحاء العالم.
ونهاية ديسمبر 2021، قالت المملكة إنها قدّمت أكثر من 50 مليون جرعة لقاح منذ بدء التطعيم، بينها أكثر من مليون جرعة معززة.
وقال وزير الصحة فهد الجلاجل، 4 يناير 2022، إن معدل الإصابات في تزايد مستمر، وإنه يتوقع مزيداً من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، لكنه أكد أن اللقاحات تحمي من الأعراض الشديدة للفيروس ومن حالات الوفاة.
قطر.. عودة التدابير
اتخذت دولة قطر إجراءات احترازية صحية جديدة تتعلق بالدوام الدراسي، من بينها اعتماد نظام "التعلّم عن بعد" لمدة أسبوع واحد قبل أن تمدده لاحقاً، وتعليق حضور جميع الطلبة في جميع المدارس ورياض الأطفال الحكومية منها والخاصة في الدولة، وذلك اعتباراً من 2 يناير 2022.
والأربعاء الماضي، قررت الحكومة القطرية إلزام السكان بارتداء الكمامات في جميع الأماكن العامة المغلقة والمفتوحة لمكافحة انتشار المتحور الجديد أوميكرون.
كما قررت الحكومة السماح بتنظيم المؤتمرات والمعارض بطاقة استيعابية لا تتجاوز 75% في الأماكن المفتوحة، و50% في الأماكن المغلقة، على أن يكون 90% من المشاركين فيها من المحصّنين.
وبدأ العمل بهذه القرارات يوم 31 ديسمبر 2021 وحتى إشعار آخر، بحسب الوكالة الرسمية.
وأعلنت وزارة الصحة القطرية قائمة حمراء خاصة بسياسة السفر والعودة حسب تصنيف خطورة كورونا، لتضم 47 دولة بعد تحديثها، ومن المقرر أن يبدأ تطبيقها اعتباراً من مطلع يناير المقبل.
البحرين.. تعتمد أقراص فايزر
بدورها أعلنت مملكة البحرين، 1 يناير 2022، إجازة دواء "باكسلوفيد" الذي أنتجته شركة "فايزر" الأمريكية، للاستخدام الطارئ لمكافحة فيروس كورونا، لتكون أول دولة خليجية تجيز هذا الدواء.
وبحسب وكالة الأنباء البحرينية "بنا"، وافقت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في المملكة على الاستخدام الطارئ لدواء "باكسلوفيد" للحالات المصابة من البالغين من العمر 18 عاماً فما فوق.
وأوضحت، وفقاً لبيان الهيئة، أن الدواء سيستخدم للحالات التي تعاني من أعراض خفيفة إلى متوسطة، والحالات القائمة المعرضة لازدياد الأعراض التي قد تؤدي إلى الوفاة.
وأوخر ديسمبر، سجلت البحرين أكثر من 1000 إصابة، وهو الرقم الأعلى منذ 4 أشهر.
وزادت وتيرة تطعيمات الجرعة المنشطة من اللقاح في البحرين منذ نوفمبر الماضي، وأظهرت الأرقام حصول أكثر من 240 ألف شخص على الجرعة الثالثة ما بين 1 و28 ديسمبر الجاري.
ونهاية ديسمبر 2021، قال موقع "أور وورلد داتا" المتخصص في الإحصاءات العالمية، إن البحرين تصدرت دول العام من حيث تقديم الجرعة المعززة من لقاح فيروس كورونا المستجد.
عُمان تشترط الجرعتين للدخول
في 26 ديسمبر 2021، قررت الحكومة العمانية، اشتراط تلقي جرعتين على الأقل من لقاح كورونا لغير العمانيين لدخول أراضي البلاد.
وقالت اللجنة المكلفة بالتعامل مع الجائحة، في بيان، إنها قررت "عدم السماح بدخول سلطنة عمان لغير المواطنين إلا لمن يبرز شهادة سلبية بفحص كورونا عند القدوم، على أن يكون الفحص قد أجري خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة قبل الوصول".
كما قررت اللجنة إلغاء العمل بقرار تعليق دخول السلطنة من الدول التي أعلنت مسبقاً، والتي انتشر فيها المتحور "أوميكرون"، وهي: جنوب أفريقيا، وناميبيا، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وليسوتو، وإيسواتيني، وموزمبيق.
وأصبح التطعيم شرطاً لدخول المؤسسات العامة والمنشآت الخاصة. وقد حصل أكثر من 55 ألفاً في السلطنة على الجرعة المعززة (الثالثة)، فيما حصل 3.123.613 على الجرعة الأولى، و2.898.381 حصلوا على الجرعتين، وفق آخر الإحصائيات.
وبلغت نسبة من تلقوا الجرعة الأولى 93% من المستهدفين، فيما بلغت نسبة من تلقوا الجرعتين 86%، وبلغت نسبة من تلقوا الجرعة المعززة 2%، وفق بيان الوزارة.
وفرضت عمان، أواخر ديسمبر 2021، عدداً من القيود للحد من انتشار المتحور الجديد من كورونا "أوميكرون".