أشرف كمال - الخليج أونلاين-
بدأت معظم دول الخليج تخفيف التدابير التي كانت مفروضة للحد من تفشي المتحور الأفريقي "أوميكرون"، وذلك بعد تراجع معدل الإصابات بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة.
وبعد ظهور المتحور الجديد سريع الانتشار، في نوفمبر 2021، أعادت دول الخليج فرض العديد من القيود الصحية التي كانت قد خففتها في وقت سابق من العام ذاته، مدفوعة بتراجع الإصابات وزيادة معدلات التحصين.
وأثار المتحور أوميكرون قلقاً عالمياً، ودفع العديد من الدول إلى تشديد القيود الصحية ووقف حركة الطيران، فيما كان شبح الإغلاق يخيم بشكل كبير.
لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً في الإصابات، فضلاً عن عدم صعود منحنى الوفيات رغم التفشي الكبير للمتحور، وهو ما ساعد على تهدئة المخاوف العالمية.
وفي 11 فبراير 2022، قالت منظمة الصحة العالمية إن المرحلة الحادة من جائحة كورونا ستنتهي منتصف السنة الحالية في حال تحصين 70% من سكان العالم باللقاح المضاد للفيروس التاجي.
كانت منطقة الخليج من بين المناطق التي شهدت تصاعداً كبيراً للإصابات بأوميكرون رغم تقدمها في خطط التحصين التي بدأت نهاية 2020، لكنها شهدت مؤخراً تسطحاً كبيراً لمنحنى الإصابات.
هذا التسطح للإصابات دفع العديد من حكومات المنطقة باتجاه تخفيف القيود والعودة بالحياة إلى ما كانت قبل الوباء بشكل تدريجي، مع إبقاء بعض التدابير العادية.
أبعاد القرارات
الطبيب رأفت شندي قال لـ"الخليج أونلاين" إن عمليات تخفيف القيود تعود بالأساس إلى إقرار الكثير من الحكومات التعايش مع الوباء، خصوصاً تلك التي قطعت أشواطاً كبيرة في التطعيم.
وقال "شندي"، وهو متخصص في الأمصال واللقاحات، إن دول الخليج قدمت الكثير من جرعات اللقاح، وحققت نسبة معقولة من المناعة المجتمعية، مشيراً إلى أن المتحورات الجديدة لا تسبب الكثير من الوفيات رغم سرعة انتشارها.
وأوضح أن كل متحور جديد من الوباء قد يكون أسرع انتشاراً، لكنه سيكون أقل من حيث شدة الأعراض والتسبب في الوفاة؛ لأن الفيروس يفقد قوته مع مرور الوقت مقابل اكتساب الأجسام مناعة أكبر.
ولفت إلى أن الجانبين الاقتصادي والاجتماعي لهما أيضاً دور في هذه القرارات، حيث إن التداعيات الاقتصادية المترتبة على القيود لا تتماشى مع أعداد الوفيات أو الحالات الخطرة الموجودة حالياً في معظم الدول التي خففت القيود، مشيراً إلى أن الاعتراضات المتزايدة على بعض القيود من قبل مواطني بعض الدول كانت سبباً في الشروع بتخفيف الإجراءات امتصاصاً للغضب.
وخلص شندي إلى أن الحكومات لن تستطيع فرض مزيد من القيود مستقبلاً؛ حتى لا تثير حالة من الغضب الشعبي، خصوصاً أن مخاطر الوباء انحسرت بشكل كبير عما كانت عليه قبل عام مثلاً، مؤكداً أن العالم كله بصدد تجاوز مرحلة الخطر الوبائي بغض النظر عن أعداد المتحورات.
عُمان.. تخفيف جزئي
في التاسع مع فبراير 2022، قررت السلطات العُمانية تخفيف الإجراءات المرتبطة بمنع تفشي فيروس كورونا في عموم البلاد، بعد "تسطح المنحنى الوبائي" واستقرار نسبة الإيجابية للفحوصات.
وشمل التخفيف إقامة صلاة الجمعة، واستمرار إقامة الصلوات الخمس، بما لا يتجاوز 50% من السعة الاستيعابية للمسجد أو الجامع، مع الالتزام بجميع الضوابط الموضوعة في هذا الشأن".
وأنهت مسقط العمل بقرار تقليص عدد الموظفين الذين يُطلب منهم الحضور إلى مقرات العمل في وحدات الجهاز الإداري للدولة والأشخاص الاعتبارية العامة الأخرى، بدءاً من 15 فبراير.
كما تقرر السماح بتشغيل أنشطة القاعات بنسبة 70% من طاقتها الاستيعابية، بشرط تلقي جميع الحضور لقاح كورونا، والالتزام بجميع الإجراءات والاشتراطات الوقائية.
وأتاحت اللجنة المكلفة بالتعامل مع الوباء إقامة المؤتمرات والمعارض الدولية والمحلية والأنشطة ذات الطابع الجماهيري، مع ضرورة عدم تجاوز نسبة 70% من السعة الاستيعابية لمكان إقامة هذه الفعاليات.
وكانت عُمان فرضت، في 21 يناير 2022، تدابير صارمة لمجابهة المتحور الجديد، شملت تحديد عدد الموظفين الحاضرين بمقار العمل بـ50%، ووقف إقامة كافة المؤتمرات والمعارض والفعاليات الجماعية، أو إقامتها دون حضور كبير ووفق ضوابط في مقدمتها التحصين.
كما أجلت الحكومة الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري حتى 20 فبراير 2022، وأعلنت وزارة التربية والتعليم لاحقاً اعتماد نموذجين للدراسة أحدهما الحضوري والآخر المختلط الذي يدمج "الأونلاين" والمباشر بواقع أسبوع لكل نظام، خاصة في المراحل الابتدائية.
كما قررت إدارة جامعة السلطان قابوس العمانية، 14 فبراير 2022، عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بشكل كامل بدءاً من 20 فبراير الجاري، وذلك بعد تراجع معدل الإصابات بكورونا.
وقالت إدارة الجامعة في بيان إن قرار عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة جاء بناء على تسطّح الوضع الوبائي في البلاد. ودعت الطلاب للحصول على اللقاح المضاد للفيروس، والتزام التدابير الصحية المنصوص عليها.
وتواصل الجامعة تطبيق نظام العمل عن بعد لـ50% من الهيئة الإدارية، والاكتفاء بحضور 50% فقط إلى مقار العمل، استجابة لقرارات اللجنة المكلفة بمواجهة الجائحة.
وسجلت عمان منذ بدء الجائحة 369.190 إصابة بالفيروس، بينها 4.216 حالة وفاة، و345.129 حالة تعافٍ.
وفي 9 فبراير 2022، قالت وزارة الصحة إنها قدّمت 6676224 جرعة لقاح، مشيرة إلى أن 95% من السكان حصلوا على الجرعة الأولى، فيما حصل 89% على جرعتين، مقابل 17% حصلوا على جرعة معززة.
الكويت.. تخفيف واسع للقيود
أما الكويت فقد قررت، في 14 فبراير 2022، تخفيفاً واسعاً للقيود التي فرضتها للحد من "أوميكرون"، وقال رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، إن بلاده نجحت في تجاوز موجة جديدة من تفشي الوباء بأقل الأضرار وعلى كافة المستويات.
وأعلنت الكويت إلغاء شرط فحص كورونا للقادمين من الخارج، وأقرت دوام الحكومة بنسبة 100٪، اعتباراً من 13 مارس المقبل. وسمحت لغير المحصنين بالدخول للمراكز التجارية والمجمعات ودور السينما والمسارح والحفلات، بشرط عمل فحص قبل 3 أيام من الدخول.
وقال رئيس الوزراء الكويتي إنه سيسمح بحضور الطلبة للمدارس دون فحص كورونا، فضلاً عن إنهاء التباعد بين المصلين في المساجد.
وبلغ عدد إصابات كورونا في الكويت 603 آلاف و869 حالة مؤكدة، من بينها 565 ألفاً و903 متعافين، إضافة إلى 2521 حالة وفاة.
وقدّمت الكويت أكثر من 7 ملايين جرعة، وتخطى عدد المطعمين بجرعتين كاملتين 3 ملايين و200 ألف بنسبة 76.4%.
البحرين.. رفع القيود عن المساجد
وفي البحرين قررت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحرينية، 15 فبراير 2022، رفع الإجراءات الاحترازية عن الصلاة في المساجد والجوامع كلياً.
وسمحت الوزارة بالصلاة داخل الجوامع والمساجد ودور العبادة بطاقة استيعابية 100٪ ومن دون تباعد، شريطة إبراز الشعار باللون الأخضر في تطبيق "مجتمع واعي" لدخول المساجد، مع الالتزام بلبس الكمامة، وترك الخيار للمصلين في إحضار سجادة الصلاة الخاصة.
وجاء القرار بناءً على التوجيهات الصادرة من الوزارة، واستناداً للإجراءات الاحترازية الصادرة من الفريق الطبي الوطني للتصدي لفيروس كورونا بالانتقال إلى المستوى الأخضر.
ودعت وزارة الصحة إلى استمرار اتباع التعليمات والإجراءات والتدابير الاحترازية مع تفعيل المستوى الأخضر وفق آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا.
ويعني هذا المستوى فتح أنشطة وقطاعات للجميع، محصنين وغير محصنين، وحضور الجماهير الفعاليات الرياضية ودخول دور السينما، وإتاحة الحضور بمؤسسات التعليم والصالات الرياضية.
كما دعت إلى تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح، التي قالت إنها تساعد على الوصول إلى المناعة الجماعية المرجوة.
وقدمت البحرين 1.228.719 جرعة أولى من اللقاح، و1.199.748 جرعة ثانية، و955.790 جرعة معززة، وفق آخر الأرقام المعلنة.
الإمارات.. تخفيف تدريجي
في 9 فبراير 2022، أعلنت الإمارات إلغاءً تدريجياً للقيود على الطاقة الاستيعابية لجميع الأنشطة والفعاليات في مختلف المرافق الاقتصادية والسياحية والترفيهية ومراكز التسوق ووسائل النقل.
وأواخر يناير 2022، رفعت الإمارات حظر السفر الذي كان مفروضاً على 12 دولة أفريقية، واكتفت بتقديم فحص كورونا حديث لدى الوصول وقبل المغادرة.
قطر.. عودة الدراسة
وفي قطر، قررت السلطات عودة اليوم المدرسي إلى التوقيت الاعتيادي الذي كان مطبقاً قبل جائحة كورونا بجميع المراحل التعليمية، اعتباراً من 20 فبراير الجاري.
وأصدرت الحكومة القطرية هذا الشهر 32 توجيهاً بشأن خطة الرفع التدريجي لقيود كورونا، أبرزها استمرار مباشرة جميع الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص أعمالهم بمقار عملهم، واستمرار فتح المساجد، وعدم إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة المفتوحة باستثناءات قليلة.