محمد أمين - الخليج أونلاين-
تحت شعار "نعم! يمكننا القضاء على مرض السل"، يُحتفل هذا العام باليوم العالمي لمكافحة السل (الدرن) الذي يصادف 24 مارس من كل عام، وهو مرض يصيب 10 ملايين شخص حول العالم، ويتسبب بوفاة 1,5 مليون مصاب بشكل سنوي.
وفي ظل الجهود الدولية التي تكافح المرض، تعمل دول مجلس التعاون الخليجي على تسريع وتيرة القضاء عليه، رغم أنها تعد ذات معدلات إصابة منخفضة بسبب الاستراتيجيات والبرامج الوقائية التي تتبناها.
ووضعت الدول الخليجية، خططاً تهدف إلى القضاء بشكل نهائي على المرض خلال السنوات القليلة القادمة، ما يشكل تحدياً كبيراً للقطاع الصحي.
خطورة المرض
يعد السل من بين أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، وهو مرض معدٍ يصيب الرئتين بشكل رئيسي وتسببه بكتيريا المُتَفَطِّرَة السلية، وينتشر عبر الهواء عندما يسعل المصابون أو يعطسون أو يبصقون، كما يمكنه أن يهاجم أي جزء من الجسم بما يعرف طبياً بـ "السل خارج الرئة".
وعادةً ما تحدث العدوى خلال المخالطة عن قُرب على مدى فترة من الزمن مع شخص مصاب، وبالتالي يُعدُّ الاكتظاظ عاملاً مُهماً من عوامل الإصابة بالمرض.
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 30 ألف شخص يصابون بهذا المرض، ويفقد نحو 3560 شخصاً أرواحهم بسببه بشكل يومي، فيما أنقذت الجهود العالمية لمكافحته نحو 75 ملون شخص منذ عام 2000.
التزامات دولية
تعهد رؤساء دول العالم في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى الذي عقد عام 2023 بتسريع وتيرة التقدم نحو القضاء على السل، وبناءً على ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية في 24 مارس الحالي، أن التركيز سينصب هذا العام على تجسيد هذه الالتزامات في إجراءات ملموسة.
المنظمة أكدت أن القضاء على المرض يتطلب تضافر الجهود بين جميع القطاعات من أجل اتخاذ إجراءات تكفل توفير الخدمات المناسبة، والدعم وتهيئة بيئة داعمة وتمكينية في المكان والوقت المناسبين.
وبحسب المنظمة، فإن الفقر، وعدم الإنصاف، ونقص التغذية والاعتلالات المصاحبة، والتمييز، والوصم، من العوامل الرئيسية المساهمة في هذا الوباء.
مساعٍ قطرية
تلتزم دولة قطر بالحد من عبء السل بما يتماشى مع استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على هذا المرض، حيث توفر خدمات عالية الجودة لمكافحته.
وأكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل في قطر عبد اللطيف الخال في تصريح بتاريخ 24 مارس 2024، أن الدولة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف العالمية لعام 2027.
وتتضمن الأهداف العالمية تقديم خدمات الوقاية من السل والرعاية إلى 90% من الأشخاص، وتوفير حزم المنافع الاجتماعية لجميع المصابين بالسل، وترخيص لقاح جديد واحد على الأقل، وسد فجوات التمويل فيما يتعلق بالتطبيق والأبحاث.
وتستثمر قطر في تعزيز الخدمات الوقائية والعلاجية من أجل القضاء على السل وغيره من الأمراض، وذلك في إطار تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
ويبلغ عدد حالات السل سنوياً في قطر 37 حالة لكل 100,000 من السكان، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.
جهود إماراتية لإنهاء المرض
تواصل دولة الإمارات العمل على إيجاد الحلول وأفضل الوسائل والأدوية المبتكرة، سعياً منها إلى القضاء على المرض بحلول عام 2050.
وتوفر وزارة الصحة الإماراتية، أدوية السل بشكل مستمر، إلى جانب تنفيذها العديد من البرامج الصحية والأنشطة لنشر التوعية بين مختلف فئات المجتمع حول المرض، والحث على تلقي التطعيمات، والتأكيد على أهمية التشخيص المبكر.
وبحسب تقديرات الصحة العالمية لعام 2020، فإن معدل الإصابة بالمرض في الإمارات يبلغ 1 لكل 100 ألف نسمة.
انخفاض قياسي في الكويت
شهدت الكويت انخفاضاً قياسياً بحالات الإصابة بالسل (الدرن) فاق حاجز 95% خلال العقود الخمسة الأخيرة وفق بيانات وزارة الصحة.
وأكدت الوزارة في بيان نشرته بتاريخ 24 مارس 2024، أن جهودها في مكافحة انتشار المرض ساهمت بتصنيف الكويت من الدول قليلة الإصابة بالمرض، مشيرة إلى أن القطاع الصحي يبذل جهوداً عديدة منها توفير مراكز الفحص المبكر، وتقديم الخدمات الوقائية عبر توفير عيادات فحص المخالطين مجاناً.
ووفق بيانات سابقة للوزارة، فإن الجهود الحكومية ساهمت بخفض أعداد المصابين من 350 حالة لكل 100 ألف من السكان خلال عام 1965، إلى 19 حالة لكل 100 ألف في 2020.
دليل وطني عُماني
تنفيذاً للاستراتيجية الوطنية للقضاء على المرض، أطلقت وزارة الصحة في سلطنة عمان شهر أكتوبر من عام 2023 "الدليل الوطني للسل".
وتسعى السلطنة لإنهاء المرض على مراحل، حيث تهدف من خلال استراتيجيتها إلى خفض نسبة الإصابة إلى أقل من 100 لكل مليون بحلول عام 2035، وذلك للوصول إلى مرحلة ما قبل القضاء على السل عن طريق خفض الإصابة بنسبة 90% وخفض الوفيات بنسبة 95%، مقارنةً بالوضع الوبائي لعام 2015.
وتعد عُمان من الدول ذات معدل منخفض للإصابة بنسبة تقل عن 10 لكل 100 ألف نسمة، حيث سجلت ما معدله 5.2 إصابة لكل 100 ألف في 2021، أما بالنسبة للوفيات فقد سجلت 26 حالة وفاة في العام نفسه.
وخلال 2022، بلغت حالات الإصابة بمرض السل في السلطنة 101 حالة للعُمانيين و268 حالة لغير العمانيين، وفق بيانات وزارة الصحة.
استراتيجية بحرينية
تواصل وزارة الصحة في مملكة البحرين تعزيز جهودها من أجل رفع مستوى الوعي الصحي حول هذا المرض والعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة عليه.
وتحرص الوزارة على المشاركة في تنظيم العديد من الفعاليات والبرامج، وتفعيل الشراكة المجتمعية بما يسهم في تعزيز نشر التوعية بين مختلف فئات المجتمع حول هذا المرض، وفق ما أكدت الصحة البحرينية في بيان نشرته يوم 24 مارس 2024.
وأكدت الوزارة حرصها على توفير أحدث التدابير الوقائية والعلاجية ذات الكفاءة على مختلف المستويات، إلى جانب متابعة الإجراءات الفاعلة والكفيلة بالترصد والوقاية منه، ووضع استراتيجيات وبرامج وقائية فعالة.
ووضعت البحرين هدفاً نصب أعينها يتمثل بخفض معدل الإصابة بالسل بنسبة 80% بحلول عام 2030، وفعّلت العديد من الإجراءات على مختلف مستويات الرعاية الصحية لتحقيق هذا الهدف.
ويبلغ معدل انتشار السل حسب نوع الجنس في المملكة 7,4 لكل 100,000 شخص.
برنامج وطني سعودي
تمكنت المملكة العربية السعودية من خفض معدلات الإصابة بمرض السل، من خلال تنفيذها برنامجاً وطنياً لمكافحة المرض.
ووفق إحصائية لوزارة الصحة نشرتها عام 2022، فإن معدل الإصابات انخفض بنسبة 21% مقارنة بعام 2015، كما نجح البرنامج بخفض معدل الوفيات بنسبة 12,3%.
وتسعى المملكة بحلول عام 2040 إلى القضاء على المرض الذي يبلغ معدل انتشاره 8,2 لكل 100,000 شخص حتى عام 2022.