محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-
بعد ساعات قليلة من وصول وفد طبي كويتي إلى قطاع غزة، باشر الأطباء عملهم في أقسام مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وغرف العمليات، للتخفيف على الكادر الطبي، ومعالجة ما يمكن له معالجته من جرحى العدوان الإسرائيلي المستمر.
ووصل الوفد الطبي الكويتي، مساء يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024، إلى معبر رفح البري، ثم باشر عمله في مستشفى غزة الأوروبي في اليوم الثاني من وصوله.
ويشارك في الوفد 14 طبيباً ضمن تخصصات مختلفة، هي "الجراحة العامة، والعيون، والمسالك البولية، والمخ والأعصاب، إضافة إلى جراحة الفك".
ورافق مراسل "الخليج أونلاين" في غزة الوفد خلال وصوله إلى مستشفى غزة الأوروبي، ورصد حالة الاستعداد الكبيرة لأعضائه من أجل العمل ومداوة جراح سكان قطاع غزة.
من أجل أهلها
الدكتور عدنان الكندري اختصاصي عظام وجراحة عمود فقري، بدأ جولته منذ لحظة وصوله إلى مستشفى غزة الأوروبي، ودخل إلى غرفة عمليات المستشفى وباشر إجراء أولى العمليات لجرحى العدوان.
وقال الكندري: "جئنا لغزة من أجل مساعدة أهلها، والتخفيف من معاناة الطاقم الطبي، لأنهم يعانون من ضغط كبير".
وأضاف الكندري في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "نحمل رسالة من الشعب الكويتي لأهل غزة أنها تدعمهم حكومة وشعباً، وهم ليسوا وحدهم، ونحن معهم".
كذلك بدأ الدكتور محمد أسعد الكندري، استشاري جراحة عامة وإصابات، الاطلاع على المكان الذي سيعمل به داخل مستشفى غزة الأوروبي.
يقول الكندري لـ"الخليج أونلاين": "جئنا في محاولة التخفيف ولو بقدر بسيط من معاناة وإنهاك المنظومة الصحية بغزة بعد الاستهداف المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي"، موضحاً أن الشعب الكويتي يقف بجانب سكان قطاع غزة ويدعمهم.
وفي قسم جراحة الأعصاب بدأ مختص جراحة المخ والأعصاب، الدكتور مشعل الجسار، جولة داخل غرف القسم للوصول على الحالات والتعرف على مدة خطورتها.
يقول الجسار في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "قدمنا لغزة للمرة الثانية مع 14 طبيباً من عدة تخصصات جراحية دقيقة، وبدأنا جولة على الجرحى من أجل معرفة حاجة أي تدخل جراحي وتقديم مساعدات لهم".
كما يوضح أن المنظومة الصحية داخل قطاع غزة متهالكة جداً، وتحتاج إلى إعادة هيكلة من جديد، وعدة زيارات من أجل إعادة بناء المنظومة.
كذلك أكد نائب المدير العام للجمعية الكويتية للإغاثة ورئيس الفريق عمر الثويني، أن "الفريق الطبي الإغاثي الكويتي مكون من استشاريين في تخصصات طبية وجراحية دقيقة وملحة، إلى جانب ممرض ومسؤول عن الفريق ومنسقين إنسانيين، أتى تلبية لما يعانيه الاشقاء الفلسطينون جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وقال الثويني: "ابتعاث الفريق الطبي الإغاثي الكويتي إلى قطاع غزة جاء في إطار تبرعات حملة (فزعة لفلسطين) التي أطلقتها (الكويتية للإغاثة)، في العاشر من أكتوبر الماضي من العام الماضي، بالاشتراك والتعاون مع ما يتجاوز 30 جمعية خيرية كويتية بهدف إغاثة المتضررين من العدوان على قطاع غزة".
شعب واحد
مدير مستشفى غزة الأوروبي عاطف الحوت، اعتبر أن المساندة السياسية والاجتماعية والطبية من قبل الكويت شعباً وحكومة هي جهوة جبارة.
وقال الحوت خلال استقباله الوفد الكويتي: "الشعب الفلسطيني والكويتي واحد، ووصول هذه الوفد الطبي لغزة وتحمله لمعاناة السفر والطريق، سيساند الطواقم الطبية في قطاع غزة".
وشدد على دور وزارة الخارجية الكويتية في تسهيل مهمة الفريق الطبي الإغاثي، وتذليل الصعاب أمامه للتنسيق مع الجهات المختصة هناك.
كذلك قال استشاري جراحة العيون والمتطوع في الرحلة الإغاثية الطبية منصور الشمري: إن "الوفد الطبي جاء دعماً للمنظومة الصحية بالمستشفيات في قطاع غزة لما تعانيه من نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الأساسية نتيجة الحصار الإسرائيلي".
ووصل، الشهر الماضي، وفد طبي كويتي هو الأول من نوعه إلى غزة عبر جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وقام بسلسة عمليات جراحية دقيقة للمرضى والمصابين الفلسطينيين.
كما دخل إلى غزة، في مارس الماضي، وفد طبي من جمعية الهلال الأحمر الكويتي هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، في السابع من أكتوبر الماضي.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.