شيخة الجيران- الانباء الكويتية-
سمعت بمستشفى الطب النفسي من قبل، وكنت آنذاك لا أتذكر سوى مسلسل «على الدنيا السلام»، «مستشفى المجانين»، «الستون دينار» تلك التي يعطونها لأي متطوع عند إيداعه مجنونا قد أفزع العالم! وعلى الرغم من أن الصور الذهنية العالقة غالبا ما تبقى عالقة إلا أنني قررت أن أدخل ميدان الطب النفسي هذا وأرفع الجهل عن نفسي ومن حولي، وأصحح مفهوم «وصمة العار» التي تلحق بالمريض إلى «الصحة النفسية التي نريد».
أتممنا اليوم ولله الحمد الفصل التدريبي الميداني في مستشفى الطب النفسي، حيث كان له من التجارب والدروس ما يمتع ويتعب ويحفز ويؤلم. مركز الكويت للطب النفسي صاغ إلى حد بعيد تفاصيل مهنتي التي أريد، فالاخصائي الإكلينيكي يحتاج لفنيات معينة قد لا تجيدها كل الشخصيات- وكنت أنا من ضمنها- كنا في هذه التجربة المثيرة تحت إشراف الأستاذة الفاضلة رشا محمد صالح والتي كان لها الفضل بعد الله أن وصلنا إلى تصور واضح بمعالمه عن حياة الوظيفة الإكلينيكية وما تستلزمه من مهارات وخبرات. وأنا لا أبالغ حينما أقول ان تجربة الميداني كانت هي فرصتي الأولى والأخيرة عبر ستة سنوات للتفاعل مع زميلات التخصص في عمل رسمي وإنجاز مشاهد، لقد كانت العلاقة متجانسة حتى الدهشة، إضافة إلى تعدد الشخصيات والأفهام، وهو ما أثرى نقاشاتنا العلمية وأسئلتنا الاستفسارية. إن خوض الميدان في المستشفى صقل دافعيتنا وأتاح لنا فرصة التعلم التطبيقية، متجاوزين بذلك كل التصورات الذهنية التي توصم المجال بالعار والجنون.
و أخيرا أقول إنني عشت بفضل الله تطبيقا وممارسة والتمست آي القرآن في (فإذا عزمت فتوكل على الله)، وقول الصحابي الجليل «من خاف ولج» أي دخل وعاين وجرب، وبقدر ما كنت مترددة بشأن اختيار مجال التدريب بقدر ما انا مستمتعة وفخورة بما أنجزناه وتعلمناه كمجموعة فكرت، وعملت واستفادت بكل قواها.
هكذا إذن بعزمنا نغير صورا ذهنية عالقة، جرب أن تخطو الخطوة الأصعب، وستتفجر فيك همة كنت تجهلها في ذاتك.