كشفت أبحاث علمية خاصة بنقص فيتامين «د» بين المواطنين أجرتها الدكتورة بكلية الهندسة الطبية في جامعة خليفة، حبيبة الصفار، وأستاذ مشارك في كلية آداب وعلوم الاستدامة في جامعة زايد، الدكتورة فاطمة العانوتي، «بتمويل من جامعة زايد»، أن نحو 78% من المواطنين يعانون نقصاً في فيتامين «د».
وتفصيلاً، أفادت فاطمة العانوتي، بأن نقص فيتامين «د» يجعل الشخص عرضة للإصابة بأمراض مزمنة، مشيرة إلى أن الاكتئاب وأمراض السكري وهشاشة العظام هيمنت على الخريطة الصحية في دولة الإمارات، وبينت الدراسات الأخيرة أن نقص فيتامين «د» أحد الأسرار الكامنة وراء هذه الأمراض.
وأوضحت أن عدم التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى الإصابة بنقص فيتامين «د»، ما يعرض المريض للاكتئاب أكثر من الفئات الأخرى، مشيرة إلى أنها نفذت دراسة على مجموعتين من الشباب يعانون نقص فيتامين «د»: الأولى تم تعرضها للشمس يومياً بنسبة معينة لمدة 12 أسبوعاً، والأخرى مارست حياتها بشكل روتيني، وأوضحت النتائج أن المجموعة الأولى ارتفع لديها فيتامين «د» بنسبة راوحت بين 30 و40%.
وأشارت إلى أن العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً في معدلات زيادة فيتامين «د»، موضحة أن الجينات الوراثية لبعض الأشخاص تمنع زيادة فيتامين «د» لديهم، مشيرة إلى أن فيتامين «د» له علاقة بإصابة الأشخاص بهشاشة العظام والسكري، والسمنة والبدانة، والاكتئاب، وتصلب الشرايين وأمراض القلب، وبعض الأمراض العصبية، بالإضافة إلى أنواع من مرض السرطان.
من جانبها، قالت حبيبة الصفار، إن نقص فيتامين «د» يُعد وباء صامتاً من دون أعراض، ويترتب عليه عديد من الأمراض، مشيرة إلى أن بحثهما يسعى إلى معرفة الأسباب من أجل وقاية المجتمع من بقية الأمراض.
وأكدت أن نقص فيتامين «د»، أحد الأسباب التي تجعل الشخص عرضة للإصابة بالسكري، مشيرة إلى أن نسبة انتشار السكري في الدولة وصلت إلى 18%، وأن 300 ألف شخص لا يعلمون إصابتهم بالسكري، بالإضافة إلى 900 ألف شخص معرضين للإصابة بالسكري من المستوى الثاني.
وأشارت إلى أن العامل الوراثي يلعب دوراً في الاصابة بمرض السكري بنسبة 10%، فيما تأتي 90% من الإصابات نتيجة نمط الحياة الخاطئ وقلة الحركة والأكل غير الصحي.
وأكدت حبيبة الصفار، أن الأبحاث التي تمت سابقاً على الجينات المسببة لمرض السكري «النوع الثاني» وأنتجت على أساسها الأدوية، لم تتم على أي شرائح جينية للعرب، وتالياً لا تعطي نتائج كبيرة عند كثير من المرضى، مشيرة إلى أن الدراسة الخاصة بهما أثبتت أن لكل مريض شفرة جينية تحدد نوع العلاج الذي يحتاجه المريض. وشددت على أن الدراسة والبحث الخاص بهما أفاد مئات من الطلبة وترتب على زيادة نسبة فيتامين «د» في أجسامهم، تطور إيجابي على صحتهم وأدائهم الاكاديمي، بالإضافة إلى أن الطلبة أنفسهم أصبحوا مصدر توعية في أوساطهم المجتمعية بأهمية فيتامين «د».
وكالات-