صحة » امراض

السكري في الخليج.. بين ارتفاع الإصابات وتدابير الوقاية الصحية

في 2024/11/14

كامل جميل \ الخليج أونلاين

تشير التقارير الطبية إلى أن ربع سكان منطقة الخليج العربي سيكونون مصابين بمرض السكري، الذي تزداد نسبة انتشاره سنوياً. 

ويعرف داء السكري بأنه مرض استقلابي مزمن، حيث ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي؛ مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف خطير في القلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب في حال لم يتم التحكم فيه.

المخاوف المتزايدة بشأن التهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله السكري دفع إلى إنشاء اليوم العالمي للسكري في عام 1991، من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية.

وأصبح اليوم العالمي للسكري يوماً رسمياً عام 2006، ويحتفل به كل عام في 14 نوفمبر؛ إحياءً لذكرى السير فريدريك بانتينج، الذي شارك في اكتشاف الأنسولين مع تشارلز بيست في عام 1922.

ارتفاع مستمر بالإصابات

ويواصل عدد المصابين بمرض السكري حول العالم تسجيل ارتفاعات متسارعة، كما تحذر منظمة الصحة العالمية من أن استمرار هذه الوتيرة قد يؤدي إلى ضغوط هائلة على الأنظمة الصحية، مشددة على أهمية تعزيز الوعي الصحي وتشجيع الفحوصات المبكرة لمكافحة هذا المرض المتزايد.

وتعدّ دول الخليج من بين الأعلى عالمياً من حيث نسبة الإصابات، لا سيما بالنوع الثاني من المرض. 

تقرير حديث أصدره الديوان السنوي لإدارة الرقابة على الأداء في الكويت، أظهر احتلال سلطنة عُمان المرتبة الأولى بين دول الخليج في نسبة الوفيات من جراء الإصابة بالسكري.

وأفاد التقرير أن نسبة الوفيات في السلطنة بلغت 8%، تلتها الكويت 7%، ثم قطر 6% والإمارات 5%، فالسعودية 3%، وأخيراً البحرين 2%.

التقارير الواردة من المؤسسات الصحية في دول الخليج تؤكد تعدد أسباب هذه الظاهرة، وأبرزها:

النظام الغذائي غير الصحي؛ من جراء الاهتمام بتناول الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والسكريات والدهون غير الصحية ما يؤدي إلى زيادة السمنة، وهي من أهم عوامل الإصابة بالسكري.

قلة النشاط البدني الذي أبرز أسبابه انتشار وسائل النقل المريحة والأعمال المكتبية.

العوامل الوراثية التي من بين أبرز أسبابها الزواج الداخلي ضمن العائلات والقبائل.

سعي للسيطرة على المرض

دول الخليج اجتهدت كثيراً في اتخاذ خطوات جادة لمواجهة ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، وذلك من خلال استراتيجيات صحية شاملة تهدف إلى الوقاية والتوعية والعلاج.

سلطنة عُمان التي تعدّ الأعلى خليجياً بنسبة الوفيات الناتجة عن السكري، من الدول التي تتجاوز معدلات الإصابة بالسكري فيها المتوسط العالمي المقدر بنحو 9.3%؛ حيث يبلغ معدل انتشار السكري بين البالغين في عُمان قرابة 12.4%.

وكان من بين أبرز وأحدث اهتمامات السلطنة في هذا الشأن صرف وزارة الصحة، في مايو الماضي، المجسّات الإلكترونية لقياس معدلات السكر ومضخات الأنسولين للأطفال العُمانيين المصابين بمرض السكري من النوع الأول لمن هم دون سن الثامنة عشرة، وذلك بأمر من السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.

تتيح هذه المجسّات، التي تعد من أحدث التقنيات والأساليب المتقدمة، المتابعة الدقيقة التي تسهم في تقليل الأعراض الناتجة عن أمراض السكر في الدم.

في الكويت، التي يبلغ عدد نفوسها الإجمالي 4.3 ملايين، 803 آلاف و400 مصاب بالسكري.

وبحسب تقرير حديث نشرته صحيفة "الراي" المحلية، فإن ما يزيد على 50% من المصابين بالسكري، النوع الثاني، في الكويت تم تشخيصهم بالسمنة المفرطة. 

وفي إطار الاهتمام برعاية المصابين بالسكري، وقعت رابطة السكر الكويتية، العام الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة سانوفي الفرنسية، بهدف تعزيز معايير رعاية أمراض القلب والتمثيل الغذائي في الكويت وتعزيز نظام دعم قوي للمرضى الذين يعانون مرض السكري واضطراب دهنيات الدم.

بحوث وبرامج

في قطر كشفت بيانات صادرة عن مؤسسة حمد الطبية عن أن 17% من السكان البالغين في دولة قطر مصابون بالسكري، ونحو 20% من سكان دولة قطر يعانون من مرحلة ما قبل السكري.

وتعمل العديد من الجهات في قطر على تطوير البحوث لإيجاد حلول للمرض، منها إطلاق مؤسسة حمد الطبية برنامجاً خاصاً يدعم المرضى. 

كما يعمل البرنامج، الذي أطلق بالتعاون مع برنامج "دافني" في المملكة المتحدة، لتعديل الجرعة لتناول الطعام الطبيعي للأفراد المصابين بمرض السكري من النوع الأول.

في الإمارات نسبة الإصابة بمرض السكري بلغت 11.8% من إجمالي سكان الدولة، وفق آخر مسح وطني أجري للمرض.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "الإمارات اليوم"، قالت رئيسة قسم الأمراض غير السارية والصحة النفسية في وزارة الصحة، الدكتورة بثينة بن بليلة: إن "المؤشرات تظهر أن نسب الإصابة بالمرض في حالة انخفاض ملحوظ". 

جاء تصريح بن بليلة، على هامش فعالية أقامتها للإعلان عن تحقيق أهداف تحدي الـ100 يوم ضمن برنامج مسرّعات الأعمال الحكومية الذي استهدف إجراء 5000 فحص للكشف المبكر عن مرض السكري على مستوى الدولة في يناير الماضي.

وأكدت أن نسبة المصنفين في فئة ما قبل الإصابة بالسكري تبلغ 11.7%، تراوح أعمارهم بين 47 و59 عاماً.

أما في السعودية فنسب الإصابة بالسكري للأعمار بين 15-35 سنة تبلغ 24%، وترتفع إلى 50% للفئات فوق 65 عاماً.

وبحسب صحيفة "سبق" كشف الدكتور طارق ناصر، استشاري غدد صماء وسكري وأورام غدد صماء بمستشفى الملك خالد، عن وجود بروتوكول علاجي جديد خاص بالمملكة لعلاج مرضى السكري، سيطلق من مركز "وقاية" في الفترة المقبلة.

وأوضح أن المركز الوطني للسكري يقوم بمتابعة الرعاية والعلاجات المقدمة لمرضى السكري، خاصة من الأطباء، في حين تركز اللجنة العملية الخاصة بمرضى السكري المنبثقة من مركز "وقاية" التابع لوزارة الصحة في وضع بروتوكولات الوقاية من المرض.

وفي البحرين تفيد تقارير وزارة الصحة أن نحو 15% من البالغين يواجهون مرض السكري، مبينة أن معدل الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين ارتفع بشكل كبير في الفئات العمرية من 10 إلى 19 عاماً.

وتؤكد أن 5% من الأطفال في سن المدرسة (من 6 إلى 12 عاماً) يعانون من السمنة، مما يضاعف خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. 

ويقدم القطاع الصحي في البحرين المتكاملة لمرضى السكري بما يشمل البرامج الوقائية والعلاجية المتكاملة من خلال منظومة صحية متميزة لتقديم أفضل الخدمات لمرضى السكري بحسب المعايير الدولية.