البيان الاماراتية-
محاولة تجار المخدرات تهريب الحشيش وكميات كبيرة من الحبوب المخدرة إلى داخل الدولة، والتي أحبطها رجال وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المختصة، ليست سوى حلقة مهمة في مسلسل محاولات تجار الموت ضرب الوطن في العمق، باستهداف جيل الشباب الذين يعول عليهم الكثير في إكمال مسيرة البناء.
التصدي للخطر من المنبع، ومنع إيصال الحبوب المخدرة إلى الصغار والشباب في المدارس والجامعات وغيرها أهم بكثير من القبض على متعاطيها والمدمنين عليها، والزج بهم في سجون يخرجون منها بعد مضي العقوبة، ثم يعودون إليها بعد حين وقد تورطوا في قضايا أكبر.
إن الحرص على حماية الوطن وأبنائه من آفة المخدرات، ليست مهمة السلطات وحدها، بل هي واجب على كل فرد أن يتصدى للصغيرة قبل وقوع الكبيرة، في إحباط هذه المحاولات. ولعلّ بداية التحصين من البيت، حيث دفء الأسرة ورعايتها للصغير التي تقيه شر الوقوع في براثن هذا الغول.
سعدنا أول من أمس، وملأنا الفخر برجال الوطن وهم يحبطون محاولة باءت بالفشل بكل المقاييس. هذا جزاء من أراد السوء بشباب الوطن أو جاء محملاً بالشر والخطر في أسطوانات ومضخات لتفريغ سمومه، وهذا مصير من لم يراع حرمة الوطن، يعيش فيه بيننا ويضمر الشر لأبنائنا.
ومع فخرنا بأداء رجال الداخلية وغيرهم، تحدونا الآمال بتوقيع أقصى العقوبات بحق هؤلاء وكشف مخططاتهم ومخططات من أباحوا البر والبحر لجلب الحبوب المخدرة، التي تؤدي بالإنسان إلى اثنين لا ثالث لهما، إما الموت أو قضاء حياته خلف القضبان بلا مستقبل ولا أمل في الغد، إلا من رحم ربي. وفي كلتا الحالتين هي خسارة كبيرة في أبنائنا، جيل المستقبل، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية بناء المستقبل.
نتطلع لاستحداث برامج ما بعد الإدمان لتلك الآفة التي تنذر بالكثير، وتقديم مبادرات تحفظ الحالات التي من الممكن أن تعود إلى الصواب، بالتعاون مع الأسر والسلطات، ومنحها فرصة للعلاج والتوبة، لتحيا بأمان. هؤلاء بحاجة إلى الاحتواء والرعاية أكثر من العقوبة والحبس.