اقتصاد » احصاءات

مكتبة إلكترونية تدعو للتطرف وتصنع دواعش

في 2017/05/30

كشفت «الوطن» عن برنامج ملغوم بحجم 434 ميغابايت على أحد المواقع الإلكترونية، تديره مجموعة من المتطرفين من الخارج، يوفر آلاف الملفات الصوتية والكتب والبحوث والمحاضرات والخطب المشبوهة بالأفكار المنحرفة.  

 نسب المستهدفين بحملة صواب

%10  من شرق آسيا

%30 من منطقة الخليج

%20 من دول أوروبية وأميركا الشمالية

%40 من إفريقيا خاصة الدول العربية في الشمال

في الوقت الذي شنت فيه حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية حربا إلكترونية على 650 داعشيا ومتأثرا بالأفكار المتطرفة في مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت «الوطن» عن برنامج ملغوم بحجم 434 ميغا بايت على موقع منبر التوحيد والجهاد الذي يديره مجموعة من المتطرفين من الخارج، يوفر آلاف الملفات الصوتية والكتب والبحوث والمحاضرات والخطب تعود لمكتبة حملت اسم المقدسي على الموقع. ويتيح البرنامج للمستهدفين تحميل الملفات التي تهيئهم للزج بهم في مواقع الصراع، وأكد المتطرفون لنظرائهم الذين يواجهون الحجب عن موقع برنامج Ultra Surf أنهم سيتمكنون من التصفح بسهولة، مضيفين «لتتحول الملايين التي تنفق على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للسعي في إطفاء نور الله والصد عن سبيل الله هباء منثورا»، في إشارة منهم إلى أن جهود الأجهزة الحكومية للحفاظ على الشباب من شرور المواقع المتطرفة لن تجدي نفعاً.

جهات خارجية

أوضح رئيس حملة السكينة الشيخ عبدالمنعم المشوح في حديثه إلى «الوطن» رفعه لطلب حجب الموقع، إلا أنه اعتبر المشكلة أكبر من مجرد الحجب، حيث إن الجهات المعنية في المملكة متعاونة بشكل كبير في هذا المجال، مضيفاً «للأسف الجهات الخارجية التي توفّر استضافتها لمثل هذه المواقع غير متعاونة، فنحن نعاني من وجود مئات الصفحات والحسابات والمواد الإرهابية والمحرضة، وبعضها يعلن الانتماء لجماعات محظورة، ولم يتم التعامل معها بشكل صحيح من قبل الشركات المستضيفة في الخارج، وأحيانا التراخي في مسألة الإغلاق». وأكد المشوح أن الموقع والمكتبة مليئين بالأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تؤسس لمنهج الغلو في التكفير، نظرا لانحرافه عن طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب، وتم الرد عليه في أكثر من مناسبة، مشيراً إلى أن تفكيك الشبهات والأفكار المنحرفة أحد المحاور المهمة في عملهم في المركز، وقال: «لدينا أكثر من 100 رد وتفكيك علمي لشبهات الغلاة، بالإضافة إلى الحوارات والمناقشات العامة والخاصة والتي انطلقت منذ 2003 وما زالت بشكل متفاوت، والمحور الأهم هو البناء والتصحيح ونشر المفاهيم الصحيحة والتأصيل المنضبط.

انخفاض المواقع الإرهابية

أشار المشوح إلى أن المواقع الإرهابية انخفضت بشكل كبير عن السابق نظرا للتوجه إلى شبكات التواصل، فأغلب تركيز الجماعات الإرهابية بات على شبكات التواصل باختلاف أنواعها مع وجود مواقع محدودة تعتبر مخزنا وأرشيفا، بالإضافة إلى انتشارهم في المنتديات والمدونات.

مؤكدا أن المواد الإعلامية الإرهابية مازالت مؤثرة، لكنها تمر بحالة تذبذب وغير مستقرة، كونها تعاني من مسألة التسويق والانتشار، لكن يظل المحتوى هو الأبرز تأثيرا، كما أن الآلة الإعلامية الداعشية تختلف عن آلة القاعدة، وجميعها تختلف عن المنصات الأخرى، فلكل تنظيم أو جماعة جسده الإلكتروني وأسلوبه، مما يتطلب العمل المعاكس في إضعاف تأثيره الفكري.

 1000 حساب داعشي يوميا

شدد المشوح على الدور الكبير لشركات التواصل التي لا تزال دون المستوى المطلوب في القيام بحجب وحذف المواد الدموية، لافتا إلى أن هذه التنظيمات تنتهج أسلوب الإغراق والتعمية، فمنصات داعش تطرح يوميا قرابة 1000 حساب في تويتر وفقا لآخر قياس في شهر مارس 2017، حيث ينشرون موادهم بـ40 لغة، مبيناً أن هذه الكثافة الفكرية بحاجة إلى وعي في المواجهة وأدوات تفاعلية مؤثرة. وأكد المشوح وجود جهات كثيرة في العالم تهدف إلى مواجهة الآلة الإعلامية الإرهابية، لكنها بحاجة إلى التنسيق والتكامل والتقويم، فليست القضية مجرد إصدار المواد فقط وإن كان عنصرا مهما، لكن لابد أن تبنى المواد والرسائل بناءا فكريا سليما ينطلق من تصور صحيح للواقع، كذلك لابد من تحديد المستهدف، ثم قياس التأثير.

 تنسيق عالمي

كشف المشوح أن ثمة تنسيقا وعملا مشترك وتبادل خبرات مع مؤسسات ومراكز حول العالم، وأن آخر عملية تشارك كانت مع «مركز صواب»، ومقره في أبو ظبي، حيث قامت السكينة بتنفيذ حملة في بيئات إرهابية عن طريق استخدام إصدارات مناسبة أنتجتها «صواب» اكتشفنا فاعليتها وتأثيرها وحققنا من خلالها 60% من أهداف تلك الحملة في شهر مارس 2017، حيث كان متوسط نجاح الحملات التوعوية يتراوح بين ( 40– 45%).

وبين المشوح نجاح إحدى المواد الإعلامية، وهي عبارة عن تصميم للدرهم الداعشي، تم نشرها لـ 650 شخصا منتميا لداعش أو متعاطفا معهم، بنسبة 20% من المتواجدين في تويتر وفيسبوك وتليغرام، كما أرسلت 80% عبر الرسائل الخاصة والمحادثات المباشرة، لافتاً إلى أن 62% تفاعل مع المادة، فيما أثرت المادة تأثيراً مباشرا على 30%.

الوطن السعودية-