اقتصاد » احصاءات

أرامكو قد تخسر 500 مليار دولار بسبب الاحتباس الحراري

في 2017/08/15

 هافنغتون بوست-

كشفت منظمة بحثية مقرها واشنطن أن سياسات خفض الاحتباس الحراري قد قلصت قيمة شركة أرامكو السعودية بنحو 40%.، في الوقت الذي يضغط فيه ولي العهد «محمد بن سلمان» لرفع قيمة الشركة إلى 2 تريليون دولار، استعداداً لطرح أسهمها للاكتتاب العام المقبل.

وذكرت منظمة «أويل تشانج انترناشونال» البحثية أن السياسات الرامية إلى الالتزام باتفاق باريس المناخي، الذي ينص على خفض مستوى الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية، قد تؤدي إلى التأثير على سعر النفط بشكل عام، ومن ثم التأثير على قيمة الشركة السعودية.

وقال «غريغ موتيت»، من مؤسسة «أويل تشانج»: «تتنافس بورصات نيويورك ولندن لإدراج أسهم شركة أرامكو بها، لكن لا أعتقد أنهم يولون اهتماماً كافياً بما يمكن أن يتسبب فيه ذلك من زيادةٍ في مخاطر أسعار النفط ومخاطر المناخ بالنسبة للمستثمرين»، بحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز، التي أشارت إلى أن شركة أرامكو رفضت التعليق على هذه التوقعات.

ويقود «بن سلمان» خطةً لإعادة هيكلة اقتصاد المملكة باسم 2030، تأتي صفقة طرح أسهم أرامكو للاكتتاب ضمن أهم محاورها، وقدر محللو الفاينانشيال تايمز قيمة الشركة السعودية ما بين 880 مليار دولار و1.1 تريليون دولار.

وحتى إذا بلغت قيمة شركة أرامكو التريليون دولار، لا تزال الشركة قادرة على تحقيق 50 مليار دولار من مبيعات الأسهم، ما يجعلها أكبر عملية اكتتاب عام في العالم.

500 مليار دولار بين سيناريوهين

واتخذت السلطات السعودية عدة خطوات إجرائية بهدف رفع قيمة الشركة بينها فصل الشؤون المالية لأرامكو عن الدولة، وخفض معدل الضريبة المفروض على الشركة من 85% إلى 50%، إلا أن نموذج تحليل منظمة «أويل تشانج» يشير إلى أن قيمة شركة أرامكو تعتمد على أسعار النفط، والتي تتأثر بدورها بسياسات المناخ في العالم.

ومن المُتوقَّع ارتفاع أسعار النفط إلى 79 دولاراً للبرميل في 2020 ومواصلة الارتفاع إلى 137 دولاراً للبرميل في 2050، وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية، الذي يحمل اسم «سيناريو السياسات الجديدة» والذي يدرس الإجراءات الموجودة حالياً والخطط المستقبلية المُعلنة. وفي ظل هذه الظروف، يقول موتيت إن قيمة شركة أرامكو قد تصل إلى 1.5 تريليون دولار.

ووفقاً لسيناريو آخر يتوقع فرص نجاح تصل نسبتها إلى 66% للسياسات الرامية إلى الحفاظ على مستوى الاحتباس الحراري عند 2 درجة مئوية، يُتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى 73 دولاراً للبرميل في 2020 وتسجيلها تراجعاً طفيفاً إلى 61 دولار في 2050. ويقول موتيت إن شركة أرامكو قد تبلغ قيمتها في هذه الحالة 940 مليار دولار.

ويقول مؤيدو فكرة طرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام إن تكلفة الإنتاج المنخفضة في البلاد تعني أن النفط السعودي لا يزال الأكثر جاذبيةً للمستثمرين في العالم، حتى إذا فشلت أسعار النفط الخام في الارتفاع بدرجة ملموسة عن المستوى الحالي البالغ 50 دولاراً للبرميل تقريباً.

كما أن الآثار البيئية لإنتاج النفط من الاحتياطات السعودية -وهي واحدة من أكثر الحقول في العالم التي يسهل استخراج النفط منها- تعد ميزةً أخرى مقارنةً بدولٍ أخرى تجد صعوبةً أكبر في الوصول إلى النفط.