إيلين والد - فوربس-
في الأسبوع الماضي، هاجم "دونالد ترامب" منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، في امتداد آخر لما أصبح حربا شبه منتظمة حول أسعار النفط.
وقال "ترامب": "إننا نحمي دول الشرق الأوسط، ولن يكونوا آمنين لفترة طويلة بدوننا، ومع ذلك، يستمرون في الدفع باتجاه أسعار نفط أعلى وأعلى. يجب على احتكار أوبك للأسعار أن ينتهي الآن".
وبدلا من الدخول مع "ترامب" في معركة على "تويتر"، رد وزير النفط السعودي "خالد الفالح" من الجزائر يوم الأحد، بعد اجتماع لجنة المتابعة المشتركة بين "أوبك" والدول المصدرة للنفط غير الأعضاء في منظمة "أوبك". وكان رده على دعوة الرئيس "ترامب" لزيادة إنتاج النفط واضحا وهو: "ليس الآن".
وعلى وجه التحديد، كانت رسالة "الفالح" و"أوبك" هي أن "أوبك" ستستجيب إلى دعوات الرئيس "ترامب" لزيادة إنتاج النفط "إذا كانت هناك حاجة لذلك". ومع ذلك، لا تشير أساسيات سوق النفط إلى أن هذه الحاجة واضحة الآن.
ورفض "الفالح" اتهام "ترامب" بأن منظمة "أوبك" تتعمد رفع أسعار النفط، ولكنه في الوقت نفسه صرح للصحفيين أن السعودية لديها 1.5 مليون برميل يوميا من الطاقة الاحتياطية الإضافية، التي يمكنها جلبها للتداول. كما أوضح أن "أرامكو"، شركة النفط الوطنية السعودية، تقوم بالإعدادات اللازمة للوصول إلى تلك الطاقة الاحتياطية "في غضون أيام وأسابيع" إذا لزم الأمر.
وأبلغت الإمارات العربية المتحدة الصحفيين أنها مستعدة لزيادة الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يوميا، وقالت روسيا إنها قد تجلب 100 ألف برميل إضافية يوميا للتداول. وقالت الكويت إن الإنتاج في المنطقة المحايدة التي تشاركها مع السعودية قد يجلب 400 ألف برميل يوميا أخرى بحلول نهاية العام. وأخبر "الفالح" الجميع أن "أوبك" والدول غير الأعضاء في "أوبك"، معا، يمكنهم زيادة الإنتاج بأكثر من 2 مليون برميل يوميا، إذا لزم الأمر.
ماذا يعني لـ"ترامب"
لكن ماذا يعني هذا بالنسبة للرئيس "ترامب"، وكيف يؤثر على أسعار النفط وانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس؟ من الناحية الفنية، كان الرئيس "ترامب" على صواب؛ حيث تقوم منظمة "أوبك" بممارسات احتكارية عبر كبح الطاقة الاحتياطية للحفاظ على ظروف السوق الحالية. ويرغب الرئيس الأمريكي في أن تقوم "أوبك" بإغراق السوق بالنفط لدفع أسعار النفط إلى الأسفل، بينما تقتطع عقوباته ما يقرب من 1.5 مليون برميل من النفط الإيراني من السوق يوميا.
ويرغب الرئيس في رؤية أسعار النفط منخفضة مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية. ولكن على الجانب الآخر، لا ترى منظمة "أوبك" وروسيا أي حاجة للضغط على بنيتها التحتية لإنتاج المزيد من النفط الذي لا يحتاجه السوق، خاصة مع عدم استقرار أسعار النفط فوق 80 دولارا للبرميل.
وما يعنيه هذا هو أن سوق النفط سيظل عرضة للارتفاعات المفاجئة. ويعد سوق النفط حساسا بشكل كبير، وإذا تسبب أي مصدر إضافي في انخفاض إمدادات النفط، مثل الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات الجيوسياسية أو الإرهاب أو مشاكل البنية التحتية، قد ترتفع الأسعار بعدة دولارات، إلى أن يظهر مصدر آخر يعوض هذا الانخفاض في الإنتاج، على الأرجح من السعودية أو الإمارات أو روسيا.
وإذا كان المنتجون، مثل المملكة العربية السعودية وروسيا، يقولون الحقيقة حول نواياهم لتحقيق الاستقرار في السوق، وقدرتهم على الوصول إلى القدرات الاحتياطية، فلا داعي للقلق من ارتفاع أسعار النفط والبنزين. ولكن، كما يخشى الرئيس "ترامب"، لا يمكن الاعتماد على عبارة "إذا كانت هناك حاجة لذلك".