شبكة بلومبيرغ الأمريكية- ترجمة منال حميد -
قالت شبكة بلومبيرغ الأمريكية إن دولة قطر تعتمد على الغاز أكثر من النفط، لكن قرار انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) يحمل بين طياته الكثير، وهو يهدد تماسك أكبر تكتل للدول المصدرة للنفط.
وكان سعد شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر، قد أعلن صباح الاثنين قرار بلاده الانسحاب من منظمة أوبك، اعتباراً من الشهر المقبل، وهي الخطوة التي تهدد بتفكيك المنظمة في الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على كيانها كأكبر تحالف عالمي مسيطر على سوق النفط.
وشدد الكعبي على أن بلاده سوف تركز اهتمامها على إنتاج الغاز، وأنها أبلغت منظمة أوبك بقرارها، في وقت رفض المتحدث باسم المنظمة التعليق على القرار القطري.
وقطر هي الدولة الحادية عشرة في ترتيب أكبر الدول المنتجة للنفط في أوبك، حيث تمد سوق الطاقة بنحو 2% من إجمالي الإنتاج، ومن ثم فإن انسحابها سيؤثر على المنظمة أكثر بكثير من تأثيراته على سوق النفط.
الإعلان القطري المفاجئ يأتي قبل أيام من انعقاد اجتماع هام لمنظمة أوبك، سيدرس الأعضاء فيه تخفيض الإنتاج في سبيل تحقيق الاستقرار في سوق عانت من أسوأ شهر لها منذ أكثر من عقد، وبهذا تكون قطر أول دولة شرق أوسطية تغادر أوبك.
وتنقل الشبكة الإخبارية الاقتصادية الأمريكية عن أمريتا سين، كبيرة المحللين في شركة الاستشارات النفطية في لندن قولها، إن انسحاب قطر من أوبك هو رمزي إلى حد كبير، "لقد كان إنتاج قطر ثابتاً ولم يتغير واحتمالات الزيادة فيه محدودة".
وعزت بلومبيرغ انسحاب قطر إلى العلاقات المتهالكة داخل المنظمة، بما في ذلك العلاقة بين قطر والسعودية، أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.
وتقود السعودية تحالفاً مكوناً من الإمارات والبحرين ومصر، يفرض حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر منذ يونيو 2017 متهماً الدوحة بدعم الإرهاب وإقامة علاقات مع إيران. وتنفي قطر تلك الاتهامات وتقول إنها تواجه ضغوطاً من دول الحصار بهدف السيطرة على قرارها الوطني والسيادي.
تعد قطر من أوائل الدول التي انضمت إلى منظمة أوبك بعد تشكيلها من خمس دول هي إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا عام 1960، ونجحت أوبك في الحصول على اعتراف عالمي بها عام 1973 عندما نجحت في تخفيض الإنتاج في ذلك العام، وحظرت تصديره للدول والشركات المتحالفة مع "إسرائيل" أثناء حربها مع مصر، ما أدى إلى تفاقم الركود العالمي.
ويشكل الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب النفط الخام، المصدر الأساسي للثروة في قطر، الدولة الخليجية التي تتمتع بأعلى دخل للفرد في العالم.
مؤخراً وافقت أوبك وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، عام 2016 على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً للحد من وفرة النفط عالمياً الذي أدى إلى انخفاض سعره إلى أقل من 30 دولاراً بعد أن وصل سعره إلى 100 دولار.
في تاريخ أوبك هناك ثلاث دول غادرت المنظمة، من بينها دولتان عادتا بعد الانسحاب، فقد غادرت الاكوادور عام 1992 بعد أزمة اقتصادية وسياسية، وبقيت عضويتها معلقة حتى عام 2007، وأيضاً غادرت الغابون عام 1995 ولكنها عادت عام 2016، وعلقت إندونيسيا عضويتها عام 2016 بعد أن أصبحت بلداً مستورداً للنفط.