الخليج الجديد-
أعلنت قطر عن انسحابها من منظمة "أوبك" بعد أن كانت عضوا لأكثر من 5 عقود من الزمن.
وتأسست المنظمة منذ 58 عاما في بغداد عام 1960 من قبل إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا، ثم انضم إلى الأعضاء الخمسة، 10 دول أخرى في الفترة الواقعة ما بين 1960-2018.
جمدت بعض الدول عضويتها وأعادت تفعيلها عدة مرات، وهذه الدول العشرة هي بالترتيب قطر وإندونيسا وليبيا والإمارات والجزائر ونيجيريا وإكوادور وأنغولا والغابون وغينيا الاستوائية وكانت آخرها الكونغو عام 2018.
وكان مقر المنظمة في السنوات الخمس الأولى في جنيف، بسويسرا، ثم انتقلت إلى العاصمة النمساوية في فيينا سبتمبر/أيلول عام 1965.
ويعتبر الهدف من تأسيس المنظمة هو تنسيق وتوحيد سياسات تجارة النفط بين الدول الأعضاء، لضمان أسعار عادلة ومستقرة لمنتجي النفط، واستمرار الإمدادات من البترول بشكل فعال ومنتظم إلى الدول المستهلكة، وضمان جني أرباح عادلة للبلدان المستثمرة في هذه الصناعة.
وتأسست منظمة "أوبك" في الستينات من القرن الماضي في وقت كانت تشهد فيه البلدان النامية المؤسِسة للمنظمة مرحلة انتقال سياسي دولي واقتصادي في فترة انتهاء الاستعمار وولادة العديد من البلدان المستقلة الجديدة في العالم الثالث.
وبادرت الدول المنتجة إلى اتخاذ هذه الخطوة بعد قرار مجموعة من شركات النفط متعددة الجنسيات "الأخوات السبع" تخفيض سعر النفط الخام.
الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973
تسبب حظر العرب لتصدير النفط في عام 1973، في حدوث هلع في السوق أو ما يسمى أول صدمة نفطية، حيث قفز سعر برميل النفط العربي الخفيف من 2.83 دولار في عام 1973 إلى 10.41 دولار عام 1974.
وفي عام 1975، قاد "راميريز سانشيز" المعروف بـ"كارلوس" مجموعة اقتحمت اجتماعا للأوبك في فيينا واحتجزت وزراء رهائن من بينهم "أحمد زكي اليماني" وزير النفط السعودي.
في 1979، تهافت اليابانيون على الشراء بسبب الثورة في إيران، ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط وقتذاك بعد السعودية.
في 1980، غزا العراق إيران، ليقفز سعر نفط بحر الشمال في بريطانيا إلى رقم قياسي جديد (40 دولارا للبرميل)، كان ذلك أعلى سعر على مدار 10 سنوات.
في 1983، دشنت بورصة نيويورك التعامل بالعقود الآجلة للنفط.
وفي 1986، انخفضت أسعار النفط بسبب إغراق الأسواق بها وتغيرت عادات الاستهلاك، وانخفض سعر نفط برنت إلى 8.75 دولار للبرميل.
وتخلت أوبك في نهاية المطاف عن تثبيت الأسعار وخفضتها من أجل الحصول على حصة من السوق، ثم بدأت العمل بنظام حصص الإنتاج.
وخلال حرب الخليج الأولى ما بين 1990-1991، قفزت الأسعار إلى أعلى مستوى لها حتى ذلك التاريخ، فأصبح 41.41 دولار للبرميل الواحد.
وخلال عامي 1998-1999، نشبت الأزمة الاقتصادية الآسيوية. وهبطت وقتها الأسعار إلى ما دون الـ 10 دولارات للبرميل الواحد.
وفي عام 1999، تم الاتفاق على خفض الإنتاج للمرة الثالثة بعد فشل محاولتين سابقتين وذلك بالاتفاق مع المكسيك والنرويج (من خارج أوبك) في وقف انهيار الأسعار، وكانت بداية مرحلة انتعاش الأسعار.
وفي عام 2000، أعلنت فنزويلا رئيسة الأوبك وقتها، عن "آلية حزمة أسعار" نصت على تقليص المجموعة للإنتاج أوتوماتيكيا إذا ما انخفض سعر النفط وزيادة الإنتاج أوتوماتيكيا إذا ما ارتفع سعر النفط عن (22 ـ 28 دولارا للنفط) لسلة من أنواع محددة من النفط.
كما أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول، 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك هزت أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستهلك للطاقة.
وكان غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، قد منع دخول 2.5 مليون برميل من النفط يوميا إلى الأسواق.
وفي 2008، تخطت أسعار الخام الأمريكي لأول مرة حاجز 100 دولار للبرميل. واستمر ارتفاع الأسعار حتى يوليو/تموز من العام نفسه، ووصل سعر الخام الأمريكي إلى 147.27 دولار للبرميل وكان ذلك أعلى مستوى يصل إليه.
وبعد ذلك بوقت قصير انخفض سعر النفط في السوق إلى 32.4 دولار للبرميل وكان ذلك أدنى معدل له خلال خمسة أعوام، لكن نظام الإنتاج لدى أوبك دفع بالأسعار لاحقا إلى الارتفاع.
وفي يناير/كانون الثاني 2009 حددت أوبك حصصها الإنتاجية بـ 24.84 مليون برميل يوميا، ثم تراوحت ما بين 30.8 و32.3 مليون برميل يوميا خلال 2011-2016.
وفي يناير/كانون الثاني 2016 انخفضت أسعار النفط إلى 25 دولارا للبرميل بعد أن كان أكثر من 100 دولار في عام 2014.