متابعات-
تصنَّف سلطنة عُمان ذات الجمال الطبيعي الساحر كواحدة من أكثر الوجهات السياحية استرخاءً وأماناً في العالم، وفق مقاييس دولية.
وتقدم السلطنة مشهداً مذهلاً من التراث والثقافة والجمال الخلاب والشواطئ والجبال والأودية والصحارى، فيعيش السائح تجربة ليس لها مثيل.
وباتت مسقط واجهة السياحة الأولى عربياً؛ بفضل ما تتمتع به من جمال طبيعي، وسياستها في تطوير قطاع السياحة والانفتاح على العالم الخارجي.
أفضل وجهة عربية
والشهر الماضي، فازت سلطنة عُمان بجائزة أفضل وجهة سياحية في المنطقة العربية، حسب الاستفتاء الذي أجرته مؤسسة "جو آسيا" الألمانية لعام 2019.
وذكرت صحيفة "عُمان" أن "جو آسيا" أجرت استفتاءها بين متخصصين في مجال السفر والسياحة في جمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث شمل وكالات السفر والشركات السياحية والمنظمات والمؤسسات المعنية بقطاع السفر والسياحة.
وأضافت الصحيفة أن ثلاثة آلاف من مسؤولي السياحة الألمان على مختلف المستويات شاركوا بالاستفتاء، ورشحوا السلطنة كأفضل وجهة سياحة في المنطقة العربية.
كما اختارت قناة "سي إن إن " الأمريكية، في يناير الماضي، سلطنة عُمان واحدة من أفضل الوجهات السياحية العالمية التي تستحق الزيارة.
ووفقاً للتقرير الذي أعدته القناة وشمل أفضل 19 وجهة سياحية، فقد احتلت السلطنة المرتبة الـ15 على مستوى العالم.
صحيفة "لوموند" الفرنسية وصفت هي الأخرى سلطنة عُمان بأنها الوجهة السياحية الأولى بمنطقة الخليج العربي؛ نظراً لما تتمتع به من مقومات سياحية فريدة، بحسب ما ذكرت في تقرير نشرته نهاية 2017.
وقالت: إن "عُمان تجمع بين الحداثة والماضي العربي العريق؛ في ظل حفاظها على التراث وإرث الماضي، وتجمع بين العادات القديمة والضيافة وأجواء البساطة والمناظر الطبيعية الساحرة".
4 ملايين سائح في 2020
وعلى صعيد الحركة السياحية بلغ عدد زوار سلطنة عُمان خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2018، 17 مليوناً و805 آلاف و506 زوار، وفق البيانات المنشورة على موقع وزارة السياحة العمانية.
وبلغ عدد السياح في الأعوام الثلاثة الأخيرة ثلاثة ملايين في 2016، وثلاثة ملايين و180 ألف سائح بـ2017، وثلاثة ملايين و160 ألفاً بـ2018، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى ما يزيد عن 4 ملايين سائح في 2020.
وبحسب بيانات حصل عليها "الخليج أونلاين" من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عُمان، فإن عدد زوار السلطنة خلال الفترة بين عامي 2009 و2017، بلغ 19 مليوناً و439 ألف زائر.
وأفادت ذات البيانات بأن زوار السلطنة أنفقوا نحو 2.07 مليار ريال عماني (5.39 مليارات دولار) خلال الفترة ما بين عامي 2009 و2017.
وتوقعت شركة "كوليرز إنترناشنال"، المتخصصة في مجال الدراسات التسويقية والاستشارات العقارية، بتقرير أصدرته في مارس 2018، أن يزداد عدد السياح الأجانب الوافدين إلى سلطنة عُمان بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 13%، بين عامي 2018 و2021.
ووفق تقرير "كوليرز إنترناشنال"، فإن نسبة السائحين من دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ 48% من إجمالي زوار عمان، في حين تبلغ نسبة القادمين من الهند 10%، ومن ألمانيا 6%، ومن بريطانيا 5%، والفلبين 3%.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط بشكل عام أكبر سوق مصدر لسلطنة عُمان، حيث ازداد عدد القادمين من هذه المنطقة بمعدل سنوي يبلغ 20٪، بين عامي 2012 و2017.
وأعلن العديد من سلاسل الفنادق الكبرى في 2017 و2018، إطلاق مشاريع جديدة في العاصمة العمانية مسقط، ليرتفع عدد الغرف الفندقية من 10924 غرفة في العام 2017، إلى 16866 غرفة في العام 2021.
السياحة تحلّق بالاقتصاد
وانعكس النشاط السياحي على الاقتصاد العماني؛ فقد حققت السلطنة نمواً في 2018 نسبته 1.9%، ومن المتوقع أن يترفع هذا النمو إلى 5% في نهاية العام الجاري، صعوداً من 0.9% في سنة 2017، بحسب صندوق النقد الدولي.
وارتفع النمو الاقتصادي العماني مدعوماً بنمو الاقتصاد غير النفطي بنسبة تجاوزت الـ3.5%، بحسب أحدث بيانات صادرة عن بنك الكويت الوطني، ووحدة "بي إم أي" للأبحاث التابعة لوكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني.
ورجّح تقرير بنك الكويت الوطني، الذي صدر في ديسمبر الماضي، أن يحصل الاقتصاد غير النفطي على المزيد من الدعم من قطاع السياحة، ولذلك فإنه من المحتمل أن يبلغ متوسّط معدل النمو الاقتصادي نحو 3.4%، في 2019 و2020.
ومن المهم الإشارة في هذا السياق إلى أن قطاع السياحة في عُمان يمرّ بمرحلة من التحفيز الحكومي والتركيز الاستثماري ستستمر مدّة لا تقلّ عن 25 عاماً، تتضمّن إنفاق ما يزيد على 35 مليار دولار أمريكي.
وتهدف سلطنة عمان إلى مضاعفة عدد الزوّار الدوليين الذين تجذبهم، وصولاً إلى 5 ملايين زائر بحلول العام 2040.
كما تستهدف مسقط الوصول إلى 20 ألف غرفة فندقية بحلول 2020؛ وذلك لتلبية الطلب المتنامي وارتفاع أعداد الزوّار.
وستعمل هذه الإجراءات على ضمان مساهمة القطاع السياحي بنسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير عشرات الآلاف من الوظائف للعُمانيين.
أسرار تفوّق السياحة العمانية
ويرجع تميز السياحة في سلطنة عمان إلى تنوع وجهاتها؛ فهي تشتهر بأسواقها القديمة، وأوديتها وجبالها، لا سيما الجبل الأخضر، والتلال الصحراوية، وواحاتها الخضراء، وجمال الطبيعة، والمعالم التراثية، والمناخ المتميز.
وتعد المواقع التاريخية والتراثية من أهم الأماكن التي تجتذب الزوار، حيث يوجد أكثر من 500 قلعة وحصن في البلاد.
ويقول زاهر الريامي، مدير عام التنمية السياحية في وزارة السياحة العمانية، إن بلاده مليئة بالمقومات والمعالم السياحية المتنوعة التي تجمع ما بين الطبيعة والتراث والثقافة، وهذا ما يبحث عنه أي سائح في العالم.
ويضيف الريامي، في تصريحات لـ"الخليج أونلاين" عبر البريد الإلكتروني: إن "الاستراتيجية العمانية للسياحة تركز على تقديم تجربة سياحية متميزة، لذلك هي تستهدف تطوير المقومات والأنماط السياحية المتوفرة فيها".
ويشير إلى أن من أبرز المعالم السياحية في بلاده الجبال والوديان والشواطئ والمحميات الطبيعية، إضافة إلى المعالم الحضارية والتاريخية والمنشآت الفندقية، ومواقع التراث العالمي والرموز التاريخية العمانية.
ويوضح الريامي أن سلطنة عمان تتميز أيضاً بمواسمها السياحية المستمرة على مدار العام بحسب الظروف المناخية وبرامج الفعاليات؛ مثل موسم سياحة السفن، وموسم المغامرات والطبيعة، وموسم الفعاليات الرياضية، وموسم السياحة الثقافية والتاريخية.