اقتصاد » احصاءات

وزير بريطاني فاوض البحرين لصالح شركة نفطية داعمة للمحافظين

في 2020/02/10

صحيفة "ذا غارديان" البريطانية- 

كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن ضغوط مارسها ليام فوكس، وزير التجارة الدولية السابق، على العائلة الحاكمة في البحرين لإبرام عقود نفطية مع شركة تمول حزب المحافظين.

وكان تحرك فوكس حينها إحدى محاولات كبار مسؤولي الحزب الحاكم في بريطانيا لمساعدة شركة "بتروفاك" لإبرام عقد قيمته 5 مليارات دولار. وبينما كان رئيسا الوزراء السابقان ديفيد كاميرون وتيريزا ماي قد فاوضا العائلة المالكة البحرينية للهدف ذاته، كان تدخلهما قبل أن تخضع "بتروفاك" رسمياً للتحقيقات من قبل مكتب مكافحة جرائم التزوير الكبرى.

ولكن الوثائق الجديدة التي حصلت عليها الصحيفة البريطانية تشير إلى أن فوكس بعث برسالة إلى ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة يلمع فيها صورة "بتروفاك" بعد أربعة أشهر من التحقيقات في عملها بتهم الرشى والفساد وتبييض الأموال.

وكان مدير الشركة التنفيذي، أيمن الأصفري، قد خضع للتحقيق في أنشطة الشركة، من دون توجيه تهم له. 

وتذكر "ذا غارديان" أنه وزوجته قد تبرعا شخصياً بمبلغ 800 ألف جنيه إسترليني لحزب المحافظين بين عامي 2009 و2017.

وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم وزارة التجارة الدولية قوله: "تدعم الحكومة البريطانية الأعمال داخل البلاد وخارجها، بما في ذلك دعم الشركات عندما تتقدم لفرص دولية. ذلك كان وضع (بتروفاك). واتبع وزير التجارة حينها الإجراءات السليمة"، بينما نقلت أيضاً عن مسؤولين في "بتروفاك" قولهم إن الدعم الحكومي كان عبر الطرق المعتادة، وبدعم من السفير البريطاني في البحرين، وتم منح العقد حينها لشركة أخرى.

وقال: "لا تقدم بتروفاك أي تبرعات سياسية. أي تبرع أتى من أيمن الأصفري وعائلته تم بصفة شخصية حصراً. إن أي إيحاءات بأن تبرعات السيد الأصفري كانت بهدف الحصول على معاملة تفضيلية من قبل الحكومة لصالح بتروفاك خاطئة كلياً".

وتعمل "بتروفاك" على تصميم وبناء المرافق الخاصة بصناعة النفط والغاز، وكانت عام 2017 تنافس على عقد لتوسعة المصفاة المملوكة من قبل الحكومة البحرينية في منافسة مع شركات أخرى.

وفي يناير/ كانون الثاني من ذلك العام، قام ديفيد كاميرون، الذي كان قد استقال من رئاسة الوزراء الصيف السابق، بزيارة إلى البحرين لمدة يومين، قبل أن يعود إلى بريطانيا على طائرة مملوكة للأصفري. وقال كاميرون إن زيارته حينها شملت "العديد من الالتزامات" مع السفير البريطاني، ودعمت "بتروفاك" "بالتنسيق مع الحكومة البريطانية حينها". وأكد أن زيارته لم تكن مدفوعة، وأن دعمه للشركة لا علاقة له بالتبرعات التي حصل عليها حزب المحافظين.

وبعد شهرين، بعث فوكس برسالة إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي، يقول إن الأصفري طلب من الحكومة البريطانية دعم طلب "بتروفاك" للحصول على عقد المصفاة البحرينية، مؤكداً اعتقاده أن "الدعم الحكومي ذا المستوى العالي قد يحقق النتيجة". وحينها راسلت ماي رئيس وزراء البحرين لدعم ملف "بتروفاك"، بناء على طلب فوكس. وكان ذلك بعد يوم من لقاء جمع الأصفري ووزير التجارة البريطاني. وتبعت ذلك في شهر مايو/ أيار مكالمة بين فوكس وولي العهد البحريني، لمناقشة دعم ملف "بتروفاك". وفي اليوم التالي أعلن مكتب مكافحة التزوير بدء التحقيق في أنشطة الشركة.

غير أن فوكس راسل ولي العهد البحريني في سبتمبر/ أيلول، أي بعد أربعة أشهر، قائلاً "أقدر جداً التفاعل الإيجابي بين حكومتينا مع تقدم المنافسة حول عقد (المصفاة)". وأضاف أن ماي التقت بملك البحرين في ساندهرست في إبريل/ نيسان، وناقشا حينها كيف يمكن للعقد الذي تنافس عليه "بتروفاك" أن "يعزز من العلاقات الاقتصادية الثنائية". وتابع، وفق ما تنقل الصحيفة: "لقد فهمت أن بتروفاك أصبحت إحدى شركتين يقع الاختيار على إحداهما لتنفيذ المشروع، ولذلك آمل جداً أن يتم منحها الفرصة لتقديم عرضها الأخير لشركة النفط البحرينية الحكومية". و"استطاعت بتروفاك تطوير عرضها الأصلي بعدد من الطرق، وسيكون من الحسن، بكل ثقة، أن يقوم مجلس المناقصة بالتقييم النهائي للعرضين الأخيرين بناء على حسناتهما".

ويترأس الأصفري، الذي تبلغ ثروته مليار دولار، شركة "بتروفاك" منذ تأسيسها عام 1991. وعينه كاميرون عام 2014 كأحد السفراء الاقتصاديين الذين تختارهم الحكومة البريطانية لدعم التجارة الدولية. كما ينتظر ديفيد لوفكين، أحد مدراء الشركة، حكماً قضائياً، بعد إقراره بإحدى عشرة تهمة بالرشوة بين عامي 2011 و2016، في محاولة للحصول على عقود في السعودية والعراق.