طه العاني - الخليج أونلاين-
شهدت دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأعوام الأخيرة تدشين استثمارات ضخمة في مشاريع الحافلات والمترو في عدد من كبريات المدن الخليجية، ضمن خططها الاستراتيجية لتطوير النقل المستدام.
ومع احتفال "مترو دبي" هذه الأيام بمرور 13 عاماً على تشغيله في 9 سبتمبر 2009 وسط مؤشرات نجاح كبيرة حققها، نستعرض لكم في التقرير الآتي أبرز مشاريع المترو في دول الخليج.
ويرجح تقرير نشرته شركة "استراتيجي آند" - الشرق الأوسط، وهي جزء من شبكة شركات "بي دبليو سي"، في مايو 2021، أن توفر مشاريع المترو والنقل المستدام 400 مليار دولار لدول الخليج خلال العقدين المقبلين.
الإمارات.. المترو الأول
ويتكون مترو دبي، الأول من نوعه في الخليج، من شبكة قطارات متطورة تعمل آلياً، ويعد أكبر نظام مترو في العالم يعمل بدون سائق، وبطول 74.6 كيلومتراً.
ويمر المترو بـ 49 محطة في دبي، 9 منها تحت الأرض، وتتوزع هذه المحطات على خطين يغطيان مسارات ووجهات متعددة.
ترتبط محطات المترو بشبكة واسعة من وسائل النقل الأخرى مثل الحافلات، وسيارات الأجرة، والباص المائي.
ويجري حالياً إنشاء مشروع مترو أبوظبي بطول 131 كيلومتراً، وسوف يصل هذا المشروع الجديد بين جزيرة أبوظبي وضواحيها وجزيرة السعديات، وجزيرة ياس وجزيرة الراحة.
قطر.. الأكثر تقدماً
بدوره يُعد مترو الدوحة، الذي افتُتح عام 2019، من بين قطارات المترو الأكثر تقدماً في العالم، ومن المرجح أن يُحدث ثورة بقطاع النقل في قطر.
ويهدف مترو الدوحة إلى توفير شبكة نقل عصرية تربط بين أهم الوجهات الرئيسية في مدينة الدوحة وضواحيها، وتقع معظم أجزاء الشبكة تحت الأرض في العاصمة الدوحة، وسيشكل الركيزة الرئيسية في منظومة النقل العام المتكاملة في قطر، وسيحدث نقلة نوعية في طريقة تنقل الأفراد.
وشهدت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء 37 محطة، مع وجود ثلاثة خطوط بألوان مختلفة، وهي "الأحمر"، و"الأخضر"، و"الذهبي"، حيث تعمل على شبكة طولها 76 كيلومتراً.
وكشفت صحيفة "الشرق" القطرية عن مصادر مطلعة، في 27 فبراير 2022، أن العمل في المرحلة الثانية (الخط الأزرق) لمشروع مترو الدوحة سيبدأ بعد انتهاء كأس العالم مباشرة.
السعودية.. تلكؤ الإنجاز
وتعتزم السعودية تسوية نزاع بشأن مترو الرياض مع شركات المقاولات، يحتمل أن تصل قيمته إلى عدة مليارات من الدولارات، ما يقرب المشروع خطوة نحو الاكتمال، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبيرغ".
ومنحت المملكة عقوداً تبلغ قيمتها حوالي 22 مليار دولار في عام 2013 لتطوير نظام المترو، الذي يشمل ما يقرب من 175 كيلومتراً من خطوط السكك الحديدية، وكان من المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2019.
وكانت السلطات السعودية قررت تجميد عشرات المليارات من الدولارات المستحقة لشركات البناء والموردين خلال فترة الركود النفطي عام 2015 للمساعدة في كبح عجز الميزانية المتضخم.
ومن شأن الاتفاق أن يمثل نقطة تحول في نزاع استمر سنوات، وعرقل جهود الحكومة لتحديث العاصمة السعودية التي تعاني مشاكل ازدحام في حركة المرور.
الكويت.. مخاوف الإلغاء
وفي الكويت تأخر تنفيذ أول مترو في البلاد رغم مرور سنوات على إعداد النماذج التصميمية والخطط المناسبة ليواكب التطور العمراني.
ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية، في 26 يناير 2022، عن مصادر مطلعة في الهيئة العامة للطرق والنقل البري أن "قرار إلغاء مشروع المترو لم يُتخذ رسمياً بعد، لكن جميع النتائج التي خلصت إليها هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين، بعد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، تؤكد أن تنفيذه غير ذي جدوى اقتصادية، على الأقل في الوقت الراهن".
وخلصت إلى القول: "ربما يكون هناك مشاريع يمثل تنفيذها في الوقت الحالي أولوية، مقارنة بمشروع المترو"، متوقعة أن تصدر هيئة الطرق قرارها في شأن المشروع قريباً، وسط ترجيحات بإلغائه.
البحرين.. قرب التنفيذ
بدورها تؤكد البحرين قرب تنفيذ أولى مراحل مشروع المترو، الذي يعد من أهم مشاريع النقل البري لتوفير أنماط جديدة مستدامة للتنقل في المملكة الخليجية.
وقال وزير المواصلات والاتصالات البحريني كمال بن أحمد محمد إن الوزارة تعمل على مراجعة وتقييم العطاءات التي تقدمت مؤخراً لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "مترو البحرين".
جاء ذلك على هامش منتدى التعافي الاقتصادي الذي يعقد برعاية رئيس مجلس الشورى، حول الإعلان عن العطاء الفائز، بحسب ما أوردت صحيفة "الوطن" المحلية، في يونيو 2022.
ومن المتوقع أن تكون شبكة مترو البحرين بطول 109 كيلومترات يتم تنفيذها على عدة مراحل، حيث ستتضمن المرحلة الأولى من المشروع إنشاء خطين بطول 29 كيلومتراً تتخللهما 20 محطة توقف.
عمان.. قيد الدراسة
من جانبها تعكف سلطنة عُمان على إعداد خطط إنشاء مترو العاصمة ليكون أحد وسائل تنويع النقل لمواجهة ارتفاع السكان في البلاد خلال السنوات القادمة.
وأكّد مدير مكتب متابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العُمانية، إبراهيم بن حمود الوائلي، أنه لم يتحدد حتى الآن موعد بدء العمل بإنشاء المترو، حيث سيتم تحديده بعد الانتهاء من دراسة المشروع الهيكلي لمحافظة مسقط الكبرى والذي بدأ من مارس 2022 وتستغرق الدراسة عاماً كاملاً.
وأضاف الوائلي، وفق ما نقلته صحيفة "الشبيبة" العمانية، في 7 مارس الماضي، أنه سيتم بعد الدراسة تحديد مسار المترو والذي سيكون من ولاية السيب إلى روي في ولاية مطرح مروراً بعدة مناطق في ولايات محافظة مسقط.
وفي هذا الإطار يقول الباحث حبيب الهادي: إن "شبكة القطار الخليجي لها أهمية كبرى لدول مجلس التعاون التي تعتبر من الاتحادات أو المنظمات الإقليمية الأكثر نجاحاً على مستوى الوطن العربي والإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن "الدول تحاول الاستعجال والإسراع في تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يربط دول مجلس التعاون من الكويت إلى مسقط".
ويتوقع، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن الربط سينجز عام 2025، وسيعمل على نقل البضائع والسلع والأفراد، مشيراً إلى أن الربط سيساعد على تسريع عملية التبادل التجاري بين دول المجلس، وسيزيد من التواصل والترابط الاجتماعي فيما بين تلك الدول.
ويبين الهادي أن منطقة الدقم في عمان والمنطقة التجارية في ميناء الدقم، وكذلك ميناء صلالة وميناء صحار، كلها موانئ مطلة على المحيط الهندي على بحار مفتوحة وآمنة وسريعة الوصول إلى الأسواق، الآسيوية منها والأفريقية، والتي ستساعد في تنشيط التبادل التجاري خلال الربط بين دول المجلس، فضلاً عن تنشيط جوانب استراتيجية مهمة على المستويات السيادية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بشكل عام.
القطار الخليجي
وبعد سنوات طويلة من الانتظار يترقب سكان دول مجلس التعاون بدء العمل على إنجاز أول قطار بين دول الخليج كأحد أبرز المشاريع المشتركة.
وأعلن وزراء النقل والمواصلات بدول مجلس التعاون، في 23 يناير 2022، الموافقة على إنشاء الهيئة وتفويض لجنة وزراء النقل والمواصلات اتخاذ ما يلزم لبدء عملها، وسط آمال بأن يحقق في الفترة المحددة عام 2025.
ويعد مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي مشروعاً إقليمياً متكاملاً يلبي احتياجات النقل في دول المجلس، حيث ستربط شبكة السكك الحديدية جميع دول الخليج، وستكون خياراً آخر للتنقل إلى جانب التنقل جواً وبحراً لكل من المسافرين والبضائع في المنطقة.
وتعتقد شركة "إكسفورد بزنس جروب" البريطانية، في تقرير نشرته في مايو 2022، أن مشروع السكك الحديدية الخليجية المشتركة صار أقرب للتنفيذ خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن المشروع قد يعزز حركة التجارة عبر دول مجلس التعاون.